إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدًا سيدتي، كنت دوماً أبحث عن شخص أبوح له بما يختبئ بداخلي، فأنا دائماً أصنع السعادة والفرح للناس لكنني لم أفكر في أن أخرج ما يدور في عقلي وقلبي من ألم لأحد، وإليك قصتي... أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، أعيش في أسرة ميسورة الحال، وأحمد الله علي ذلك، تربينا تربية حميدة أنا وإخوتي والجميع يشهد لنا بجمال الخلق علاوة علي جمال الشكل، كما أننا نراعي الله في كل شيء نفعله. لكن سيدتي الشيء الوحيد الذي نفقده هو القلب، فمنذ الصغر ونحن معتادون علي التفرقة بين الحلال والحرام، وكان الحب والاختلاط بالشباب في سن المراهقة من المحرمات بالنسبة لنا، ولا استطيع أن أقول إن ذلك خطأ في التربية لكن هذا منعنا من أشياء كثيرة ومنها الشعور بالحب.. لم أشعر بالحب ولو لمرة واحدة تجاه شخص آخر، وكأن قلبي تحول لقطعة من الحجر لا أحد يستطيع كسرها، أشعر دائماً بالخجل لمجرد أنني أنظر إلي شاب، وعندما يبدي أحدهم إعجابه بي فأنا لا أشعر بما أقول، ففي هذه الأوقات انقلب من شخصية خجولة إلي شخصية قاسية متمردة، وأحياناً مغرورة، وأنا لست كذلك. أنا سيدتي فنانة في رسم الضحكات علي قلوب أفراد عائلتي، لكنني عاجزة عن رسم ولو ابتسامة صغيرة علي قلبي الذي لم يعد ينبض، أجرح الكثيرين واتمرد علي الكثيرين، ويعتقدون جميعهم أنني مغرورة، ماذا أفعل سيدتي لكي أحرك قلبي من جديد؟ كيف أحركه ليحب؟ كيف أملأه بالوقود لكي تدور عجلاته ويبدأ الإنتاج؟ هل استمر علي ما أنا فيه أم أفكر في الموضوع مرة ثانية دون أن أغضب الله؟ قولي لي سيدتي ماذا أفعل؟ الحائرة »ك. م« الكاتبة: إلي صانعة السعادة التي وصفت نفسها بأنها فنانة في رسم الضحكات علي قلوب من تحبهم.. إليك فتاتي أقول: لابد لك من وقفة مع نفسك، وأري أنك قد بدأتها بالفعل عندما جلست وقررت البوح بما يموج في أعماق نفسك من صراع، وما يؤلمك في الإحساس بالحرمان من الجزء العاطفي في الحياة، وافتقادك لعلاقات طبيعية بشباب في مثل سنك تنجذبين إليهم وينجذبون إليك. وقد رويت باختصار أسباب هذا الحرمان، وقلت إن التربية التي نشأت عليها أنت واخواتك كانت محافظة للغاية، بل تصل إلي درجة التزمت، وهذا الأسلوب في التربية جعلك تفتقدين مشاعر الحب الطبيعية من جهة، وتتعاملين بتوتر ملحوظ مع الشباب فتبدين إما قاسية أو متعجرفة أو مغرورة، مع انك لست كذلك كما تقولين. أري أنك الآن في سن تستطيعين فيه أن تعيدي صياغة علاقتك مع نفسك وأفكارك ومعتقداتك.. فأنت علي خلق، متمسكة بدينك وهذا شيء جميل، وأنت كذلك مثقفة، متعلمة. لذلك يجب أن تمر كل الأمور التي تشغل تفكيرك من خلال فلتر عقلك، ثم تحصلين بعدها علي صيغتك الخاصة، أو وصفتك الخاصة للتوازن النفسي والعقلي والعاطفي دون أن تصطدمي بمعتقداتك الأساسية. أنا مثلاً لا أري مشكلة في الاختلاط بين الفتيات والشباب في الجامعة أو النادي أو المراكز الثقافية أو الرياضية. أو من خلال عملهم المشترك في الجمعيات الأهلية التطوعية أو غيرها من الأنشطة الحياتية المؤثرة. اختاري الانخراط في المجتمع بصورة طبيعية في مجال أو أكثر مما يتناسب مع استعدادك ومواهبك، وميولك العقلية والإنسانية. اجعلي موضوع العلاقة بالجنس الآخر يأتي في سياق طبيعي عام من خلال العمل في هذه الأنشطة، وسوف تتطور علاقة الحب بلا تخطيط أو انتظار مع أحد الشباب. ستأتي بلا موعد لأن الحب عندما يدق باب القلب لا يستأذن. لكن الأهم الآن هو أن تعيدي صياغة حياتك بالأسلوب الذي تؤمنين به، دون تزمت زائد أو تسيب مرفوض.. فخير الأمور أوسطها، واشعري بالحرية والانطلاق مادمت تحكمين ضميرك، ولا تتصرفين بشكل متهور، ومندفع. فلتر العقل مهم.. ورسم صورة الحياة التي نريد أن نحياها في غاية الأهمية.