إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدًا أنا طالبة جامعية في التاسعة عشرة من عمري، وقد تتعجبين إذا عرفت أنني لم أطرق باب »رسائل خاصة جدا« لأحكي قصة حب خاصة بي، لكن الموضوع أكبر من ذلك، أنا أعيش في أسرة هادئة متحابة، عنوانها التفاهم والانسجام. لم أعتد ان أفتش في أشياء لا تخصني، لكنني بالصدفة وجدت هذا الرقم علي هاتف أبي ومسجل باسم »روحي«، لكن الكلمة بالانجليزية ليست معروفة للجميع.. كيف وجدت هذا الرقم؟ كان أبي نائما وفوجئت به يتصل في وقت متأخر من الليل، أردت أن أعرف من المتصل فوجدته رقما لا يخص أحدا من أفراد عائلتنا. شككت في الأمر لكنني عدت ألوم نفسي: ربما كان أحد أصدقاء أبي واتصل به في وقت متأخر ليبلغه شيئا مهما، وربما زميل له في العمل، طردت وساوسي وخلدت للنوم ونسيت الموضوع برمته. بعد أيام عاد الشيطان يبث ألاعيبه في عقلي: هل أبي يخون أمي؟ حصلت علي الرقم المذكور من هاتفه واتصلت به، ففوجئت بأنها امرأة! جن جنوني.. لم أتحدث إليها بالتأكيد لكن الصاعقة كادت تقتلني، وبدأت بعدها أتتبع حركات أبي في البيت، فلاحظت أن هاتفه يستقبل رسائل في أوقات غير معتادة، أحيانا يستقبل اتصالات لكنه يرفض الحديث ويغلق الخط بارتباك. صرت متأكدة بنسبة مائة بالمائة بأنه علي علاقة بسيدة.. من هي، ولماذا يخون أمي طالما يحبها، وماذا ستفعل أمي عندما تعرف؟ كلها أسئلة تبحث عن إجابات دون جدوي. سيدتي.. رأسي يكاد ينفجر، ولا أعرف كيف أتصرف.. مع من أتحدث؟ إلي من أكشف سري الكبير؟ من يجيب أسئلتي الحائرة؟ بالله عليك ساعديني. الحزينة »ع« الكاتبة: أقدر -تماما- مقدار الصدمة التي تنتابك وأنت تكتشفين علامات أو إشارات واضحة لعلاقة سرية بين والدك وإحدي النساء. واتعاطف مع موقفك الحاد والعنيف من هذه العلاقة. فأنت تغارين علي والدك من أي سيدة أو فتاة، وهذه طبيعة المرحلة العمرية التي تعيشينها، وأحيانا تغير المراهقة علي أبيها من أمها نفسها! وأنت كذلك متعاطفة مع أمك المسكينة، المخدوعة في الرجل الذي وهبته حياتها، وإخلاصها. وأنت أيضا تشعرين أن الصورة البراقة التي رسمتها لوالدك كقدوة وشخصية تحترمينها، وتقتدين بها كانت صورة مزيفة لإنسان يدعي ما ليس فيه، ويتشدق بفضائل لا يعتنقها، وسلوكيات لا يمارسها. أي أن الصورة التي كانت رائعة لهذا الوالد قد انكسرت، وتهشم زجاج إطارها شظايا اخترقت احساسك، ونظرتك المثالية للحياة. هذا كله أقدره، واتعاطف معه. لكن دعيني أقول لك -عزيزتي- أن هذا الشك الذي ولد داخلك من الممكن أن يكون مجرد شكوك. فقد تكون هذه السيدة صديقة يرتاح في الحديث إليها. مجرد صديقة، وهذا لا يشينه، ولا يجعله خائنا لأمك. كذلك فإن هناك علاقات عمل قد تكون هي السبب في الاتصال والارتباط. هذا لا ينفي احتمال وجود علاقة، لكن لا يجب أن نضع الاحتمالات كحقائق وأن نتعامل معها باعتبارها وقائع مؤكدة. أنا أريد منك أن تأخذي الموضوع بشيء من التسامح، وافتراض الأفضل والأحسن، وهو أن هذه السيدة صديقة مقربة، وحسب. وأنها لا تخترق حياتكم أنت وأمك واخوتك ولا تمثل خطرا عليكم. كوني أكثر تسامحا مع والدك، لا تضعيه في قفص الاتهام لمجرد رؤيتك لرقم مسجل علي الهاتف واكتشافك أنه لامرأة. ركزي في الجوانب الايجابية المضيئة في حياتك، وفي والدك، وسوف تتضاءل الأفكار السلبية، أو الهواجس والشكوك من تلقاء نفسها. وعندما تكبرين سوف تقل تلك الحدة في حكمك علي الأمور، وفي رؤيتك الحاسمة لها إما أبيض أو أسود.. هناك مساحة رمادية موجودة دائما بين اللونين وعليك ان تتقبليها.. لأننا بشر.. لسنا شياطين.. ولا ملائكة..!