يجبر الفيلم الأجنبي الجديد The Dark Knight Rises أو "صحوة فارس الظلام" مشاهده على الجلوس في قاعة السينما لمدة حوالي 3 ساعات دون أن يشعر بملل، وذلك في الوقت الذي يتملل فيه المشاهد العادي من رؤية فيلم مصري إذا تعدت مدة عرضه ساعتين على أقصى تقدير بل يتساءل متى ينتهى الفيلم. التساؤل السابق لا ينطبق على الجزء الجديد من سلسلة أفلام باتمان الذي يعرض حاليا في دور العرض السينمائي العالمية والمصرية ويحقق نجاحا كبيرا، بل أن المشاهد لا يستطيع أن يغمض عينيه عن متابعة السيناريو الذي كتبه كريستوفر نولان وهو مخرج العمل أيضا الذي لا يوافق توقعات المشاهد العادي بل إنه مع كل توقع لطبيعة سير الأحداث نجد أن الأمور تسير في عكس الاتجاه تماما. الفيلم نسخة الجديدة من سلسلة أفلام باتمان الشهيرة وبه العديد من مشاهد الاكشن والمطاردات وانقلاب السيارت والتفجيرات وأيضا خدع بصرية ميزت الفيلم وجعلت له طابعا خاصا. و تمتع العمل بالقوة والإقناع والتأثير وضع المشاهد تحت رحمته طوال وقت المشاهدة، وهو أكثر من مجرد فيلم حركة استثنائي، كما أن التوليفة الدرامية والانفعالية التي يقدمها المخرج كريستوفر نولان استطاع من خلالها التأكيد على أنه يبتعد بنجاح عن القوالب الدرامية الثابتة ويخالف جميع توقعات المشاهد في كل لحظة ينشغل فيها عن الفيلم. تدور أحداث الفيلم حول "باتمان" او الرجل الوطواط وهو بطل خارق، وفارس أسطوري، ومحارب قوي ضد الأشرار، لكنه رغم ذلك قادم من عالم الظلام ولا يظهر إلا في المساء، وهو في الصباح مجرد رجل أعمال، ويخرج من الظلام ولكنه يحارب رموز الظلام التي تخيم حول مدينة جوثام الأمريكية. وأجاد نجوم الفيلم في أداء أدوارهم ومنهم كريستيان بيل، ومورجان فريمان وآن هاثاواي، وتوم هاردي، ماريون كوتيلارد، ومايكل كين، وتقوم بتوزيعه في مصر يونايتد موشن بيكتشرز كبرى شركات توزيع الأفلام السينمائية في العالم العربي والوكيل الرسمي سينمائياً لشركتي فوكس للقرن العشرين ووارنر بروس الأميركيتين في مصر. وما يميز العمل أنه ليس مجرد فيلم ملئ بمشاهد الأكشن والإثارة لكن به بعد إنساني وقيم إنسانية وحياتية وصراعا بين الخير والشر، وأيضا بين الفقراء والأغنياء، ملقيا الضوء على ضرورة التكافل الاجتماعي وواجب الأغنياء تجاه الفقراء خصوصا الأثرياء الذين يعيشون في القصور، وأيضا ضرورة الاهتمام بالأيتام وأصحاب الحالات الخاصة، حيث بدأت أحداث العمل عقب 8 سنوات منذ أن هرب باتمان مختفياً في ظلام مدينة جوثام، ليتحول في نظر أهلها إلى مجرم هارب بعد أن قرر أن يتحمل مسؤولية وفاة ضابط الشرطة "هارفي دنت" ويتحمل كل الجرائم التي قام بها هارفي قبل وفاته الدرامية، ليضحي فارس الظلام بكل شيء وصل إليه بالاتفاق مع مفوض الشرطة "جوردون" من أجل صالح المدينة وقد نجحت الخطة حيث قل معدل النشاط الإجرامي بالفعل بفضل القوانين التي وضعها هارفي دنت. ولكن كل شيء يتغير مع وصول المرأة القطة التي تضطر "بروس واين" للخروج من عزلته ويرتبط بها بشكل غامض، ثم يظهر شخص خطير وشرير وأكثر خطورة مما يمكن أن يتخيلها مواطني مدينة جوثام، ولا تستطيع الشرطة أن تواجهه أو أن تقف أمام مخططاته لتدمير المدينة، إنه الشرير باين الإرهابي الملثم الذي لا يرحم وله مخططات خطيرة وكارثية لتدمير المدينة، مما يدفع الملياردير بروس واين إلى الخروج من منفاه والعودة إلى عباءة باتمان مرة أخرى، لكن رغم العودة قد يكون باتمان لا يستطيع أن يقهر هذا الشرير لأنه لأول مرة يواجه شريراً يفوقه قوة، فمن قبل واجه باتمان شخصاً غير سوي يستخدم قناع الفزاعة ليخيف ضحاياه مستخدماً عقار هلوسة للسيطرة عليهم، ثم واجه الجوكر الذي كان مجنوناً وفوضوياً، أما "باين" فله عقلية خارقة وتصرفات خطيرة لكنه مدرك لكل أفعاله، فهو في منتهى الذكاء والخطورة.