3 ساعات هى مدة عرض الفيلم الأجنبى الجديد The Dark Knight Rises أو «صحوة فارس الظلام» الذى يعرض حاليا فى دور العرض السينمائى العالمية والمصرية ويحقق نجاحا كبيرا، ويعطى درسا فى كيفية عمل فيلم سينمائى طويل دون أن يشعر المشاهد بملل من متابعته، خصوصا أن السيناريو الذى كتبه كريستوفر نولان وهو مخرج العمل أيضا لا يوافق توقعات المشاهد العادى بل إنه مع كل توقع لطبيعة سير الأحداث نجد أن الأمور تسير فى عكس الاتجاه تماما. الفيلم نسخة جديدة من سلسلة أفلام باتمان الشهيرة واقتربت إيراداته من المليار دولار فى مختلف دول العالم حيث حقق فى أمريكا فقط حوالى 450 مليون دولار إيرادات، وهو ما يعد دليلا قويا على نجاح الفيلم فى جذب الجمهور لمشاهدته، خصوصا أن شركة الإنتاج وفرت له ميزانية ضخمة جدا بلغت 250 مليون دولار لأنه به العديد من مشاهد الأكشن والمطاردات وانقلاب السيارات والتفجيرات وأيضا خدع بصرية ميزت الفيلم وجعلت له طابعا خاصا. ونال الفيلم إشادة العديد من النقاد السينمائيين العالميين حيث قال الناقد كينيث تراون فى صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن تمتع العمل بالقوة والإقناع والتأثير وضع المشاهد تحت رحمته طوال وقت المشاهدة، وهو أكثر من مجرد فيلم حركة استثنائى، بينما أشاد لو لومينيك بصحيفة نيويورك بوست بالتوليفة الدرامية والانفعالية التى يقدمها المخرج كريستوفر نولان وأنه استطاع التأكد من أنه يبتعد عن القوالب الدرامية الثابتة ويخالف جميع توقعات المشاهد فى كل لحظة ينشغل فيها عن الفيلم. تدور أحداث الفيلم حول «باتمان» أو الرجل الوطواط وهو بطل خارق، وفارس أسطورى، ومحارب قوى ضد الأشرار، لكنه رغم ذلك قادم من عالم الظلام ولا يظهر إلا فى المساء، وهو فى الصباح مجرد رجل أعمال، ويخرج من الظلام ولكنه يحارب رموز الظلام التى تخيم حول مدينة جوثام الأمريكية. وما يميز العمل أنه ليس مجرد فيلم ملىء بمشاهد الأكشن والإثارة لكن به بعد إنسانى وقيم إنسانية وحياتية وصراع بين الخير والشر، وأيضا بين الفقراء والأغنياء، ملقيا الضوء على ضرورة التكافل الاجتماعى وواجب الأغنياء تجاه الفقراء خصوصا الأثرياء الذين يعيشون فى القصور، وأيضا ضرورة الاهتمام بالأيتام وأصحاب الحالات الخاصة، حيث بدأت أحداث العمل عقب 8 سنوات منذ أن هرب باتمان مختفياً فى ظلام مدينة جوثام، ليتحول فى نظر أهلها إلى مجرم هارب بعد أن قرر أن يتحمل مسؤولية وفاة ضابط الشرطة «هارفى دنت» ويتحمل كل الجرائم التى قام بها هارفى قبل وفاته الدرامية، ليضحى فارس الظلام بكل شىء وصل إليه بالاتفاق مع مفوض الشرطة «جوردون» من أجل صالح المدينة وقد نجحت الخطة حيث قل معدل النشاط الإجرامى بالفعل بفضل القوانين التى وضعها هارفى دنت. ولكن كل شىء يتغير مع وصول المرأة القطة التى تضطر «بروس واين» للخروج من عزلته ويرتبط بها بشكل غامض، ثم يظهر شخص خطير وشرير وأكثر خطورة مما يمكن أن يتخيله مواطنى مدينة جوثام، ولا تستطيع الشرطة أن تواجهه أو أن تقف أمام مخططاته لتدمير المدينة، إنه الشرير باين الإرهابى الملثم الذى لا يرحم وله مخططات خطيرة وكارثية لتدمير المدينة، مما يدفع الملياردير بروس واين إلى الخروج من منفاه والعودة إلى عباءة باتمان مرة أخرى، لكن رغم العودة قد يكون باتمان لا يستطيع أن يقهر هذا الشرير لأنه لأول مرة يواجه شريراً يفوقه قوة، فمن قبل واجه باتمان شخصاً غير سوى يستخدم قناع الفزاعة ليخيف ضحاياه مستخدماً عقار هلوسة للسيطرة عليهم، ثم واجه الجوكر الذى كان مجنوناً وفوضوياً، أما «باين» فله عقلية خارقة وتصرفات خطيرة لكنه مدرك لكل أفعاله، فهو فى منتهى الذكاء والخطورة. وأجاد نجوم الفيلم فى أداء أدوارهم ومنهم كريستيان بيل، ومورجان فريمان وآن هاثاواى، وتوم هاردى، ماريون كوتيلارد، ومايكل كين، وتقوم بتوزيعه فى مصر يونايتد موشن بيكتشرز كبرى شركات توزيع الأفلام السينمائية فى العالم العربى والوكيل الرسمى سينمائياً لشركتى فوكس للقرن العشرين ووارنر بروس الأميركيتين فى مصر.