الخرطوم:- اتهم جيش جنوب السودان جنودا من الشمال بنصب كمين لرجاله على أراضيه قبل شهرين فقط من الاستفتاء الذي قد ينتهي باستقلال الجنوب عن الشمال. واتفق الجيشان الأسبوع الماضي على محاولة إزالة التوتر المتزايد بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين بأن كل جانب يحشد قواته على طول منطقة حدودية متنازع عليها تضم منطقة أبيي الغنية بالنفط. وقال كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب "جاءوا إلى أراضي ولاية أعالي النيل ونصبوا كمينا لجنودنا وجرحوا ضابطا ثم فروا بعدها ثانية إلى قاعدتهم". وقال إن الاشتباك الذي وقع يوم السبت يمثل انتهاكا لاتفاقية السلام الموقعة عام 2005 بين الشمال والجنوب والتي أنهت أطول حرب أهلية في تاريخ القارة الأفريقية. الشمال ينفي.. ونذر حرب أهلية جديدة تلوح من جانبه، نفى متحدث باسم جيش شمال السودان وجود أي قوات شمالية جنوب الحدود. وقال خالد الصوارمي إن هناك لجنة مشتركة من الجانبين شكلت للنظر في هذه المزاعم وإن هذه اللجنة لم تصدر تقريرها بعد. ويدلي الجنوبيون بأصواتهم في استفتاء في 9 يناير 2011 وهو الاستفتاء الذي يتوج اتفاقية السلام الشامل التي تعرقل تنفيذ أغلب بنودها. ولكن الهدنة بين الطرفين صمدت إلى حد كبير منذ 2005. لكن الاشتباكات وقعت في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وفي أبيي التي تقع على الحدود أيضا. ويقول كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم جنوب السودان وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إنهما لا يرغبان في العودة الى الحرب مرة أخرى. لكن المحللين يخشون أن يؤدي التوتر وخاصة على الحدود بين الجانبين إلى الزج بهما إلى الحرب. واشتعلت الحرب بين الشمال والجنوب لعقود من الزمن على عدة أصعدة منها خطوط النفط والدين والصراع العرقي والأيديولوجي وراح ضحيتها ما يقرب من مليوني شخص وتسببت في زعزعة استقرار منطقة شرق أفريقيا.