موسكو- أفادت تقارير صحفية صدرت اليوم الخميس 8 يوليو في موسكو أن السلطات الروسية أعدت قائمة بأسماء الجواسيس الذين ادينوا سابقا بتهم العمالة لصالح دولة اجنبية، تمهيدا لاستبدالهم بالمعتقلين ال10 في إطار فضيحة التجسس الاخيرة بين البلدين. وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن الجانب الأمريكي سلم السلطات الروسية قائمة بأسماء المرشحين لتبادل السجناء ومنهم إيغور سوتياغين، خبير الأسلحة الذي كان يعمل في معهد الولاياتالمتحدة وكندا البحثي، وسيرغي سكريبال عقيد الاستخبارات العسكرية الروسية السابق والكسندر زابوروجسكي الذي كان يعمل سابقا في جهاز الاستخابات الروسية والمحامي الكسندر سيباتشيف، وكلهم حكم عليهم في روسيا بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وتكهنت الصحيفة بأن تبدأ عملية التبادل يوم الخميس، حيث سيكون ايغور سوتياغين أول من سيغادر موسكو إلى فيينا ومنها إلى لندن حيث سيكون في انتظاره عملاء للاستخبارات البريطانية. وأعلنت اسرة سوتياغين أنه تم نقله الأسبوع الماضي بشكل سري من مركز الاعتقال في مدينة أرخانغيلسك الروسية الى موسكو. ونقلت والدة سوتياغين عنه أنه التقى بممثلي المخابرات الروسية والأمريكية الذي طلبوا منه التوقيع على الاعتراف بارتكاب الخيانة العظمى، مقابل الإفراج عنه والحفاظ على الجنسية الروسية وحق الإقامة في الولاياتالمتحدة والسماح بزيارة روسيا من وقت الى آخر. وقد وافق سوتياغين على هذه الشروط. وكان ايغور سوتياغين قد اعتقل في عام 1999 قبل ان يحاكم ويسجن في 2004 بعدما اتهمته السلطات بافشاء اسرار حول غواصات نووية وانظمة انذار مضادة للصواريخ لشركة بريطانية، قال المحققون انها غطاء لوكالة الاستخبارات الامريكية "سي آي ايه". وكانت آنا ستافيتسكايا محامية العالم الروسي إيغور سوتياغين سبق وأن اعلنت ان المحكوم من قبل السلطات الروسية بتهمة نقل معلومات عسكرية سرية الى شركة بريطانية على صلة بالاستخبارات الأمريكية، وأنه من الممكن أن تتم عملية استبدال موكلها بأحد المشتبهين بالتجسس لحساب روسيا، من بين الذين ألقي القبض عليهم في الولاياتالمتحدة. وأضافت ستافيتسكايا أن موكلها سيكون ضمن 11 شخصا سيتم استبدالهم ب 11 آخرين ممن قبض عليهم في الولاياتالمتحدة. وكانت فضيحة التجسس الجديدة قد بدأت يوم 27 يونيو/حزيران، حين أعلنت السلطات الأمريكية عن تفكيك شبكة تجسس روسية تضم 11 شخصا، تم اعتقال 10 منهم، بينما تمكن المشتبه به ال11 من الفرار الى قبرص، حيث اختفى بعد إطلاق سراحه من قبل السلطات القبرصية بكفالة مالية. أما المعتقلين ال10 فوجه القضاء الأمريكي اليهم تهمة العمالة لحساب دولة أجنبية وغسيل أموال وهي تهم تهدد المشتبه بهم بالحبس لمدة 25 عاما. وكان 3 من المتهمين قد اعترفوا بالعمل لصالح روسيا وبأنهم روس عاشوا في الولاياتالمتحدة تحت أسماء مزورة. من جانب آخر أعلن المسؤولون الأمريكيون مرارا أن فضيحة التجسس لم تلحق الضرر بعلاقات بلادهم مع روسيا. هذا وتم نقل جميع المعتقلين يوم الاربعاء الماضي الى نيويورك في خطوة رأى فيها المحللون تمهيدا لترحيلهم الى روسيا. صحيفة امريكية: واشنطن تفتّش عن صفقة لحل قضية التجسس الروسي ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر اليوم الخميس 8 يوليو/تموز ان الحكومة الأمريكية تجري محادثات سرية مع محامي المتهمين ال10 بالعمالة لصالح روسيا، وذلك لعقد صفقة قد تسفر عن ترحيلهم الى وطنهم روسيا. ونقلت الصحيفة عن احد المحامين أن السلطات الأمريكية تدعو المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم يوم الأحد 27 يونيو/حزيران في مدن أمريكية مختلفة، الى الاعتراف بارتكاب مخالفات صغيرة وأقل شدة، مقابل إنهاء القضية بأسرع وقت ممكن وترحيلهم الى روسيا. وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تسعى لتجنب عملية قضائية طويلة بشأن قضية التجسس الروسي، قد تكشف عن معلومات استخباراتية حساسة بالإضافة الى الحاق الضرر بالعلاقات الروسية الأمريكية. ورفضت النيابة العامة في نيويورك التعليق على الخبر الذي نشرته "نيويورك تايمز".