فى إطار اتفاقية مبادلة الجواسيس بين العدوين السابقين إبان فترة الحرب الباردة، أكدت مصادر صحفية روسية وأمريكية أن الجواسيس الروس ال10 وصلوا بالفعل إلى العاصمة النمساوية، فيينا، صباح أمس. وذكرت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية أن الجواسيس استقلوا طائرة استأجرتها الحكومة الروسية مساء أمس الأول، متجهين إلى فيينا، تزامناً مع إفراج موسكو عن 4 متهمين بالتجسس لصالح الولاياتالمتحدة. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن موسكووواشنطن اتفقتا على تبادل المعتقلين المتهمين بالتجسس فى إطار تحسين العلاقات الثنائية، وفقاً لموقع «روسيا اليوم». وكانت ناتاليا تيماكوفا، السكرتيرة الصحفية للرئيس الروسى أعلنت فى وقت سابق أن الرئيس ديميترى مدفيديف وقع على أوامر العفو عن كل من ألكسندر زابوروجسكى وسيرجى سكريبال العميلين السابقين فى الاستخبارات الروسية وجينادى فاسيلينكو المدير السابق لقسم الأمن فى قناة «إن تى فى» التليفزيونية الروسية وإيجور سوتياجين، خبير الأسلحة الذى كان يعمل فى معهد الولاياتالمتحدة وكندا البحثي. وأضافت تيماكوفا أن جميع المعتقلين اعترفوا بذنبهم، وتوجهوا إلى الرئيس الروسى بطلب العفو عنهم. وأوضح مصدر فى إدارة الرئيس الروسى أن إعادة المواطنين الروس ال10 إلى وطنهم جاءت بفضل الروح الجديدة للعلاقات الروسية الأمريكية ومستوى التفاهم العالى بين الطرفين والثقة التى لا يمكن زعزعتها، التى تربط الرئيسين الروسى ديمترى مدفيديف والأمريكى باراك أوباما. من جانبه، أشار مصدر رفيع المستوى فى الإدارة الأمريكية إلى أن صفقة تبادل المعتقلين بين موسكووواشنطن تدل على تحقيق تقدم فى العلاقات الروسية الأمريكية. فيما أكدت السلطات الأمريكية أن الجواسيس ال10 لم يتمكنوا من تسريب معلومات مهمة إلى روسيا. وقال المدعى العام الأمريكى أريك هولدر إن فشل الجواسيس فى نقل المعلومات دفع السلطات إلى عدم محاكمتهم بتهمة التجسس، ما فتح الباب أمام الصفقة، على حد زعم «روسيا اليوم». كما بررت أمريكا صفقة تبادل الجواسيس بأنها تقررت لأسباب تتعلق ب«الأمن القومى» و«أسباب إنسانية»، وأكدت أن احتجاز 10 جواسيس روس «لا يمثل أبداً أى مصلحة استراتيجية»، بحسب ما أكدته وكالة الأنباء الفرنسية. ونقل موقع «روسيا اليوم» فى واشنطن عن مدير معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية أندريو كوتشين تأكيده على ألا تؤثر «قضية الجواسيس» على مسار العلاقات الروسية-الأمريكية.