كشفت شاهدة عيان أنها تعرضت لعملية تحرش بصحبة عدد من السيدات داخل محطة مترو الشهداء "رمسيس" ، وقالت ان سبب تلك الانتهاكات التى تخالف معاني الانسانية وحقوق الإنسان ترجع الى قرار غلق محطة مترو السادات "التحرير" مؤكدة ان ذلك أدى بدوره الى تكدس غير مسبوق بمحطة الشهداء. تحكى صاحبة المأساة قصتها وتقول:"ركبت المترو من محطة جمال عبد الناصر متوجهة لشبرا، امس الخميس، لكنى اكتشفت في محطة سعد زغلول أنى فى الاتجاه الخطأ، نزلت وتوجهت للرصيف الأخر الذي كان مكدساً بالركاب واضافت " والله أنا ضحكت من الزحمة لأننى تخيلت أنه يوم القيامة وأمام عربة السيدات تخيلت أن يوم القيامة هيكون كله ستات بالمنظر ده"، فسألت وعرفت أن القطار لم يأت منذ 20 دقيقة، ولما جاء كان التدافع مرعباً، ولذلك انتظرت 3 قطارات، لتحمل معاناة أقل للتدافع. وتابعت دخلت العربة بقوة الدفع والحمل اللاإرادي، مرت المحطات حتى اقتربت محطة الشهداء قسماً بالله السيدات في العربة كن ينطقن الشهادة، فسألت إحداهن "هي دي أول مرة يكون زحمة كدة"، فقالت "هو أنتِ أول مرة تركبيه من يوم ما قفلوا محطة السادات ولا ايه.. طيب أمسكي شنطتك كويس وأوعي الجزمة تتخلع منك.. وياريت بلاش نزق بعض.. لحسن في ناس والمصحف بتقع علي الأرض وتدهس!!!، لم أفهم، ولكن بعد دقيقة أدركت معني كلامها". وقالت صاحبة المأساة : لا أتذكر كيف نزلت من العربة، ولكن أتذكر أكثر من 10 دقائق تجمدت بصورة لا إرادية أنا ومعظم النساء من حولي، منذ خروجنا من المترو وعلي الرصيف قبل منطقة ماكينة التذاكر، وفوجئنا بتدافع أعداد غفيرة من الرجال القادمين لركوب المترو من العربة الأخيرة وسمعنا صراخا من خلفنا عن سقوط البعض علي الرصيف، وصوت الميكرفون يحذر من التدافع الشديد علي الرصيف وسقوط البعض ، حالة من الرعب تجمدت بسببها عروقي. واستطردت : أيدي عابثة انتهكت كل ما استطاعت أن تصل إليه من أجسادنا، وصرخت فتاة بجواري وبكت بصورة هيستيرية "والنبي يارب.. والنبي يارب"، ولم ترحمها الأيدي، حاولت أن ألتف وأساعدها ولكن كنت أنا أيضاً أتعرض لما تتعرض له من انتهاك صارخ، 10 دقائق حتى وصلت الى ماكينات التذاكر التي وجدتها لا تعمل بناء علي أوامر إدارة المترو بفتح البوابات لتخفيف الزحام. واشارت الى انها جلست علي الأرض تبكي وتكلم نفسها مثل المجانين، حتى جاء أحد رجال أمن المترو يطلب منها أن تقوم من علي الأرض وأن أجلس علي الكرسي الخاص به، وبالفعل تحركت دون أن أتكلم تركني دقائق ألتقطت أنفاسي. وتابعت كان جلوسي علي الأرض فى رأى موظف امن المترو مشينا بينما انتهاك كرامتنا منظر جميل لافتة الى ان الغريب ان الصراخ بالاستنجاد بالله واستحلاف المعتدى كان مجرد كلمات محفزة للتمادي في الانتهاك . واكدت صاحبة المأساة ان اغلاق محطتين ادى الى تكدس لا آدمي في المترو لدواع أمنية غير مفهومة معتبرة ان هذا معناه أن ننقبل أي شئ بحجة الأمن. واعربت عن اسفها وقالت - دولة مفيهاش أدني حقوق إنسان، أزاى أم الدنيا وهتبقي أد الدنيا ومفيهاش مسئول واحد عارف ايه سبب الزحمة غير المبررة دي، وايه الدواعي الأمنية لغلق محطتين . وتساءلت صاحبة المأساة كيف تستطيع راكبات المترو مع ما يتعرضن له إكمال اليوم بصورة طبيعية، او التعامل مع الرجال عامة، كيف يستطعن الابتسام مع هذا الانتهاك اليومي، وأجسادهن عرضه للكلاب، وهذه الأيدي الملوثة القذرة كيف تستطيع تحسس أبناءها او كيف تستقيم هذه الأيدي أمام الله. وقالت لم أركب المترو سوي مرات معدودة ، ولكن بعد اليوم لن أركبه مرة أخري، أستطيع تحمل خسارة المرتب، وساعات ضائعة كل يوم فوق الأرض علي الكباري، عن أن تتفتت روحي وأمقت جسدي، وأتقزز من الحياة عامة. واضافت لن أبكي في يوم ارحل فيه عن هذا البلد دون عودة.. واسأل الله ان يتحقق ذلك اليوم قبل الغد أمين يارب..