لم تمر عبارة دموية نطقها جنرال إسرائيل السفيه السيسي مرور الكرام، عندما حرض الإرهابيين الأوروبيين إلى تحويل حياة المسلمين إلى جحيم تحت شعار “مراقبة المساجد”، حاثا إياهم على هدم الخطاب الديني لأنه جاء خصيصا من أجل تلك المهمة وأخوات أخريات، تفويض السفيه السيسي للمتطرفين في أوروبا جاء خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير 2019، والذي تحول إلى تحريض علني على القتل. وبدأت نيوزيلندا، اليوم السبت، دفن ضحايا الهجوم الإرهابي على المسجدين، الذي راح ضحيته 50 مصليا وأصيب فيه 42 آخرون على يد مسلح أسترالي إرهابي، وبث المسلح لقطات حية للهجوم على الإنترنت من مسجد في مدينة كرايستشيرش على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر أيضا “بيانا” على الإنترنت يندد فيه بالمهاجرين ويصفهم “بالغزاة”. وعبر “توتير” قال القيادي بالجماعة الإسلامية الدكتور أسامة رشدي: “السفاح السيسي، لا يكتفي بالإرهاب الذي يمارسه على المصريين بالداخل وعلى مساجدهم؛ بل يحرض العالم على المساجد وقمع المسلمين”، متعجبا “لا أدري من أي طينة خبيثة نبت هذا الحقود الأشر”. الهجوم المروع من جهته يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل:”السيسي أدان جريمة نيوزيلاند بأقوى العبارات.ترامب استنكر الجريمة. ماكرون أطفأ أنوار برج إيفيل.كل هذا لن يغير من حقيقة أن ما يقوله ويفعله هذا الثلاثي هو خطاب كراهية وعنصرية ومساعد على إيجاد بيئة خصبة للإرهاب”. وأظهر مقطع الفيديو المهاجم وهو يقود سيارته إلى مسجد ثم يدخله ويطلق الرصاص على من بداخله، وذكرت الشرطة أنها احتجزت ثلاثة أشخاص ووجهت اتهامات بالقتل لرجل في أواخر العشرينيات، ومثل الرجل أمام محكمة اليوم السبت، حيث أمرت باستمرار حبسه لحين مثوله أمام المحكمة العليا في الخامس من أبريل. وعرفت السلطات المتهم باسم برينتون هاريسون تارانت (28 عاما)، وقال مفوض الشرطة مايك بوش: “تحقيقاتنا لا تزال في مراحلها الأولى وسوف نبحث جيدا لتكوين صورة عن أي أفراد ضالعين، وكل أنشطتهم قبل هذا الهجوم المروع”، ويأتي ذلك الهجوم بعد أقل من شهر على تحريض صريح ومباشر بالقتل، حث عليه السفيه السيسي قارة أوروبا. وكان جنرال إسرائيل السفيه السيسي، قد واصل قبل هجوم مسجد مدينة كرايستشيرش حملته التحريضة على الإسلاميين، ملصقا بهم وبدور عبادتهم اتهامات الإرهاب والتطرف، ومحذرا دول أوروبا والعالم من خطر محتمل يأتي من الخطاب الديني داخل المساجد، داعيا قادة أوروبا لمراقبتها والتضييق علي المسلمين. وخلال مشاركته بمؤتمر ميونخ للأمن، قام السفيه السيسي بشيطنة مساجد أوروبا، وشدد جنرال إسرائيل على ضرورة :”تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه، بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية”. وزعم السفيه السيسي أن “ثلاثين مليون مصري نزلوا إلى الشارع رفضا للحكم الديني المبني على التطرف والتشدد، الذي سيؤدي إلى حرب أهلية”، مطالبا رؤساء دول وحكومات حضروا المؤتمر، بتعزيز التعاون التنموي لمكافحة الإرهاب الذي سماه عندما كان برفقة الرئيسي الفرنسي ماكرون ب”الإسلامي”! فاتورة الدم التي انطلقت بعد هذا التحريض، سواء في أوروبا أو أي بقعة أخرى في الأرض وصل إلى مسامعها هذا التفويض الصريح بالقتل، يتحملها جنرال إسرائيل بلا أدني شك، بينما يدعو هجوم مسجد مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، والذي يشبه “برومو” للمجزرة الكبري التي وقعت حول مسجد رابعة بالقاهرة، للتساؤل حول أسباب ممارسة جنرال إسرائيل السفيه السيسي هذا الدور التحريضي على كل ما هو إسلامي، في خطابه الموجه نحو العالم ونعته الإسلاميين بصفة الإرهاب، وما أهدافه من استخدام المساجد كفزاعة للغرب؟. دمروا الإسلام من جانبه، يقول الدكتور أشرف عبد الغفار، إن :”مقومات بقاء السيسي عند الغرب هو ما يدعيه من أن الإسلام والإرهاب وجهان لعملة واحدة وأنه لا مكان للإسلام في العالم وبخاصة أوربا وأمريكا”، مؤكدا في تصريح صحفي أن السفيه السيسي “إن قضى علي الإسلام في المنطقة العربية بالتعاون مع بقية أضلاع مثلث الشر محمد بن زايد وبن سلمان (وليا عهد أبوظبي والسعودية) فلا عتاب عليه من الغرب لأن العدو مشترك والخطر واحد في مواجهة الجميع”. وتابع: “كان الأولى برئيس دولة مسلمة أن يدعو العالم إلى احترام الإسلام وقيمه والسعي لإفشال المجال للمسلمين لتعريف العالم بالإسلام الذي يدعي أنه يحمله؛ و لكنه يريد في كل وقت أن يدافع عن المسيحية واليهودية وأن يهاجم الإسلام بكل ما يملك”. وأضاف أن السفيه السيسي “يظن بذلك أن هذه مقومات بقاؤه ولا يعلم أن العالم لا يحترم من يقدم الولاء لغيره دون أهل وطنه”، موضحا أن “الغرب يستخدمه ولكن لا يحترمه”، وختم بقوله، إن السفيه السيسي بذلك “يؤكد أنه ما جاء ليحكم البلاد بل ليهدمها ويهدم قيمها بل ويمتد العداء إلى خارج الأوطان لإثبات معرفته وولاءه في تنفيذ المهمة التي كُلف بها”. بينما يرى الإمام بالمشيخة الإسلامية بدولة الجبل الأسود، سامح الجبة، أن ما قاله جنرال إسرائيل السفيه السيسي في خطابه لأوروبا والعالم الغربي “ليس تحريضا من السيسي؛ بل هذا الدور يقوم به في حربه على الهوية الإسلامية وعلى كل من يدعو للتمسك بها من دعاة ومفكرين وجمعيات وحركات، فهو أحد أدوات المشروع الصهيوأمريكي”. الداعية الأزهري أكد في تصريح صحفي، أنه يقوم بذلك لأربعة أسباب أولها محاولة كسب الشرعية ورضا المجتمع الدولي بأنه أفضل من يخدمهم في مواجهة الإسلام خاصة بعد تعالى الأصوات في الغرب بخطأ دعم هذا النظام الإستبدادي والسكوت عليه”. وتابع: “وثانيا: فإنه يسعى للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان التي فاقت كل حدود وإسكات الأصوات المطالبة بفضح هذه الانتهاكات ومحاكمته عليها”. وبين أن السبب الثالث هو “التغطية على الفشل الاقتصادي والمعاناة التي يعانيها الشعب من جراء هذا الانقلاب الدموي”، مضيفا “ورابعا: تكريس التبعية والسير في ركاب المجتمع الدولي والإقليمي والذي يريد رهن إرادة مصر وعدم تحريرها”. أبيدوا المسلمين من جهته، قال الباحث والإعلامي أحمد رشدي “قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر”، وليس مستغربا ممن قال (اللي ما يرضيش ربنا إحنا معه)، وادعى أن ثوابت الإسلام تريد أن تصحح، واتهم كافة المسلمين بأنهم قتلة (مليار ونص عايزين يموتوا باقي العالم)، من سلم مسلمي الروهينجا طلاب الأزهر للحكومة الصينية لتقتلهم”. رشدي، أوضح في تصريح صحفي أن “من كانت هذه حاله وذاك ديدينه ليس غريبا عليه أن يحرض على المسلمين في أوروبا، فهو على كل حال إن لم يكن كارها للإسلام مارقا عنه فهو على الأقل يريد أن يقول إن الخطأ ليس فيه ولكن في الدين الذي يعاديه، وهي حالة من حالات الحيل النفسية المعروفة”. وقال: إن “من يدعي أنه يحارب الإرهاب نيابة عن العالم والإرهاب من وجهة نظره يتمثل في المقام الأول في خصومه السياسيين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين والتي تمثل تيارا وسطيا يمتد أثره في مساجد أوروبا؛ فهو يدعو إلى الحرب على خصومه باسم الإرهاب”. وأكد الباحث الإسلامي أن “الأمر لا يخلو من تطبيق قاعدة خير وسيلة للدفاع الهجوم؛ فالسيسي سيئ الذكر الذي تلاحقه الأسئلة المحرجة عن حقوق الإنسان بمصر أراد أن يبادر هو بالهجوم من خلال تخويفهم بالإرهاب، وإن كنت أشك أن يصل إلى هذا المستوى من الفكر السياسي”. وختم بالقول: “لكن تبقى الصورة الأوضح من خلال متابعة أداء السيسي وأذرعه وعصابته هي أنه يرى الإسلام والإسلاميين خطرا محدقا يجب أن يُحارب وينتهي”.