لم ينتفض الغرب ولم ينزعج أحد لأن الجريمة حدثت لإمام مسجد ومساعده.. لم ينزعج أحد ولا حتي فضائيات الدول العربية والإسلامية ولم يتساءلوا أيضا بأي ذنب قتل؟ راح إمام مسجد الفرقان بنيويورك قتلا بالرصاص ومساعده يحتضر لا لشئ إلا لأنهما من علماء المسلمين..و قع الحدث إن تتحول برامج الفضائيات سواء في أمريكا أو أوروبا أو حتي العالم الاسلامي عن برامجها ولا قطعت ارسالها لاذاعة الحدث الجلل ولا استضافت المعلقين والمحللين السياسيين وعمالقة الثقافة في العالم للتعليق علي الجريمة البشعة ومعرفة من يقف وراءها والأسباب التي أدت اليها. الجميع يشهد بأن إمام مسجد الفرقان لم يكن متطرفا ولا متشددا ولا ارهابيا.. بل كان معتدلا لا يعبر عن رأيه بالكلمة الطيبة بلسان عربي أو انجليزي مبين.. لا يطلب سوي حرية التعبير التي يتشدق بها الغرب ويقف مدافعا عنها مطالبا العالم بعدم الاعتداء عليها.. فلماذا قتل؟ سؤال اجابته معلومة لدي أجهزة البحث والمخابرات العالمية ولكنهم مازالوا يضللون العالم. الرجل كان يدافع عن مبادئ دينه من علي منبره دون أن يهاجم دينا آخر أو يرسم كاريكاتيرا يستهزئ بالأنبياء أو يحرض أبناء الكرة الأرضية علي اتباع دين معين.. فلماذا قتل؟ وما هو دور المراكز الاسلامية في العالم تجاه ما يحدث؟ وهل يمكن ان يتكرر ما جري وماذا يجب علي الدول الاسلامية والعربية لحماية أئمة المراكز الاسلامية في الخارج؟ المجني عليهما الإمام البنغالي مولانا أكونجي ومساعدة تراء الدين وقد سقطا غارقين في دمائهما بحي أوزون بارك بنيويورك عقب اطلاق الرصاص عليهما بعد خروجهما من مسجد الفرقان وغادر الجاني مسرح الجريمة دون ان يقبض عليه أحد. مرور الكرام الدكتور محمد عبدالعاطي عباس عميد كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الأزهر يقول ان أهم ما يلفت النظر أن الحادث مر مرور الكرام ولم يتهم الغرب ولا حتي الشرق الجاني بالارهاب ولا يمكن أن يحدث هذا اعتباطا ولكنه مقصود وقد علقت بعض الأجهزة الإعلامية علي الحادث ووصفته بأنه ربما يكون نوعا من الكراهية وهذا تخفيف شديد للجريمة لأن الجاني ليس مسلحا ولكن الاعلام الغربي وحتي الشرفي يتباري في الصاق تهم الارهاب بالاسلام والمسلمين عند أي حادث ولو كان ضعيفا.. مع أن بعض هؤلاء الإرهابيين صنعهم الغرب وصدرهم للمسلمين بأفكارهم البعيدة عن الأديان والتي لا علاقة لها بالتراث الاسلامي ليفجر في الشرق والغرب باسم الدين.. بل ان بعضهم يتدرب علي التكبير عند قيامه بأي جريمة متعمدا إلصاق التهمة بالمسلمين في مشاهد متكررة للاساءة إلي مبادئ الاسلام .. ثم تخرج الميديا بأفلام مصورة عن الحادث لتبتعد عن الأشخاص وتتجه إلي الأديان متهمة الدين الاسلامي بالارهاب وكأنها تريد من كل المسلمين أن يتبرأوا من دينهم فهل نستطيع نحن الآن ان نتهم دين الجاني بالإرهاب؟ والاجابة أننا لا يمكن ان نفعل ذلك لا لشئ الا لأن ديننا الاسلامي يأمرنا باحترام كل الأديان مهما كانت واحترام حريات الآخرين وعدم اكراه أحد علي الدخول في الاسلام ولكن السؤال من الي صنع هؤلاء الارهابيين الذين يتصرفون بسلوكيات تسيئ للاسلام ثم يدعون أنهم مسلمون؟ والاجابة ربما وردت علي لسان شاهد من أهلها.. عندما اعترف المرشح الأمريكي ترامب بأن أوباما ومخابراته هم من صنعوا تنظيم الدولة الاسلامية قبل أن يتراجع عن اعترافه الذي أساء إلي أمريكا وكشفها أمام العالم تراجع ليقول ان الاعلام نقل تصريحاته بشكل خاطئ. الأقليات الإسلامية ان الهدف بات واضحا وهو تصدير الفوضي للعالم الاسلامي ووصفها بالخلاقة وهي فوضي هدامة لأنه لا يوجد فوضي خلاقة. تساءل الدكتور عباس مخاطبا الغرب: إلي متي ستظل الأقليات الاسلامية تتعرض للاهانة في بلادكم وتعيش مهددة في حياتها وأرزاقها وحتي في دينها ان العالم الاسلامي يحترم الأقليات غير المسلمة في بلاده ويعطيها كل حقوقها مثل بقية المواطنين.. وتعتبر المواطنة هي الأساس في هذه البلاد وليس الدين.. بينما تعاني الأقليات عندكم من الهجوم عليها سواء في الدين أو التعرض لحرياتهم الشخصية مثل من يطلب خلع الحجاب عن النساء المسلمات لماذا؟! ومثل من يطالب بهدم مآذن المساجد ومثل من يطالب بمنع الأذان ومثل من يستهزئ برسول الاسلام في الصحف وأجهزة الإعلام وهي كلها سلوكيات تدل علي عدم احترام للدين.. بل هي حرب علي العقائد الأخري وحرب حتي علي حرية التعبير التي يدعي الغرب أنه يدافع عنها وتحريض أيضا علي إلحاق الأذي بالمسلمين. وقال ان جريمة قتل امام مسجد الفرقان أعتقد أنها لن تكون الأخيرة لأن الشحن الاعلامي ضد المسلمين لا يتوقف في هذه الدول في وقت ترك فيه المسلمون الساحة الإعلامية في الغرب خالية للمنظمات الصهيونية العالمية التي تضع الخطط لتشويه صورة الاسلام والمسلمين. أضاف ان الغرب تمادي في تصدير الارهاب للعالم الاسلامي عندما صنع دولة اسرائيل ومولها بكل شئ من السلاح حتي الغذاء وساعدها اقتصاديا وتكنولوجيا حتي احتلت بلاد المسلمين وهددت مقدساتهم ليل نهار وقتلت العديد و تقتل كل يوم من شباب المسلمين دون ان يسمي الغرب هذا ارهابا دون ان يدين حتي هذه التصرفات فاذا انتقم مسلم من هذه التصرفات والاعتداء بمثله أو أقل اتهموا الاسلام وليس الشخص بالارهاب فهل هذا معقول؟ أكد الدكتور محمد عبدالعاطي عباس أن المسلمين اليوم مطالبون أكثر من أي وقت آخر بتفعيل العمل الاعلامي في محاولة للتأثير علي الرأي العام الغربي بدلا من أن تتحدث مع أنفسنا.. ولعل هذا يلقي مزيدا من المسئولية علي المسئولين وحكومات الدول الاسلامية.. أما ترك الساحة الاعلامية خالية فهذا معناه مزيد من الضغط علي الجاليات الاسلامية في هذه الدولة ومزيد من التشويه للاسلام والمسلمين ومزيد من تضليل الرأي العام الغربي وشحنه ضدنا مما يؤثر علي القضايا الاسلامية والعربية وفي الصدارة منها قضية فلسطين. قلق خطير الدكتور محمد فوزي أستاذ الدراسات الاسلامية باللغة الانجليزية بجامعة الأزهر يؤكد أن الحادث الأخير شكل قلقا خطيرا للجاليات الاسلامية في العام وخاصة في نيويورك والمدن الأمريكية الأخري.. كما أدي أيضا إلي إحداث توتر بين كافة الأئمة والوعاظ في المراكز الاسلامية خاصة وان الجريمة قد تم التعتيم عليها اعلاميا بشكل ملحوظ رغم أنها حادث خطير وقد أدان الأزهر الحادث فور وقوعه ونحن علي اتصال بالمراكز الاسلامية هناك وقد أعدت كثير من الأئمة عن قلقهم وطالبوا بمزيد من التواصل مع الحكومات الغربية لمنع مثل هذه الأحداث القابلة للتكرار. أضاف ان شكاوي الأئمة بالمراكز الاسلامية الآن تمثل في الهجوم الاعلامي المتواصل علي الاسلام والمسلمين ويرون ان الحادث الأخير هو نتيجة متوقعة لهذا الهجوم الذي لا ينقطع ليل نهار.. ونحن نطالب بضرورة الرد الاعلامي الكفء علي هذه المهاترات التي تشوه صورة أئمة وعلماء الاسلام وكشف هذه المنظمات التي تريد الفوضي وتؤسس المزيد من الانقسامات الطائفية والعنصرية.. ونحن نري ذلك واضحا خاصة في أمريكا.. فبعد أحداث البيض والسود نجد الآن القتل بالرصاص لأئمة وعلماء الدين الاسلامي فماذا ننتظر؟ أين الإعلام الإسلامي؟ أشار إلي أن التقصير الإعلامي يلعب الدور الرئيسي في مثل هذه الأحداث ولذا فاننا مطالبون بخطة اعلامية ممنهجة للرد علي هذا الهجوم المتواصل علي الاسلام والمسلمين والا فاننا معرضون لتكرار مثل هذه الحوادث. ذكر الدكتور محمد فوزي أن التاريخ يشهد علي احترام الاسلام لكافة الأديان وأن الكنائس والمعاهد عاشت بجوار المساجد في بلاد المسلمين محروسة بمبادئ الاسلام السمحة التي تؤكد انه "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ولكن العالم الغربي يلجأ لمزيد من المؤامرات التي تلحق الأذي ببلاد المسلمين في العديد من الدول الاسلامية وتؤدي إلي مزيد من اشاعة القتل وسفك الدماء فبعد أفغانستان كانت العراق ثم سوريا ثم اليمن وسط تضليل اعلامي غربي لا يذكر الحقائق ويتعامل مع منظمات ارهابية لتحقيق مصالحه. قال ان الاعلام عندنا مشغول بالخرافات والاشاعات ويدور حول مجموعة مصالح دون أجندة تستهدف النمو الفكري والسياسي والاقتصادي ولذلك نجد أننا سائرون في ركب الاعلام الغربي حتي في القضايا التي تهمنا والدليل هو التعتيم الاعلامي علي حادث قتل امام مسجد الفرقان وكأننا نعمل بالتنسيق مع الاعلام الغربي فهل هذا معقول؟ فاذا كان هذا يحدث حتي في الدول الاسلامية فماذا تفعل الميديا العربية والاسلامية في الغرب؟ وكيف تعمل المراكز الاسلامية في الخارج وسط هذا الجو المرعب؟ ومعظم القنوات الاعلامية الكبري مملوكة لليهود. الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب يقول اننا لا نقبل الظلم في أي طرف ويجب الاهتمام بما حدث لامام مسجد الفرقان حتي يأخذ الجاني عقابه أما التعتيم الاعلامي فانه يدل علي عدم الحيدة الاعلامية علي الأقل. أضاف ان الارهاب لا دين له ونحن لا نصف الواقعة بالارهاب الكاثوليكي أو البروتستانتي لأن الأديان لا علاقة لها بالارهاب ولأننا لا نقلد غيرنا. أما عن مشكلة المراكز الاسلامية في الخارج فهي ضعيفة وغير مترابطة ولا يوجد تنسيق بينها والذي يستطيع توحيد هذه المراكز علي كلمة واحدة هو الأزهر فقط وذلك للثقة العالمية التي تتوفر للأزهر في كل البلاد والمراكز الاسلامية لذا فان دور الأزهر ومسئوليته في هذه المسألة كبيرة جدا وأعتقد ان الأزهر يحاول بذل جهد كبير للوصول الي هذه الغاية وهو مطالب الان بتوحيد كل هذه المركز تحت راية الوسطية الاسلامية التي ينتهجها الأزهر الشريف.