مسلمون يتعرضون للقتل فى حوادث فردية ببعض الدول الغربية، وحوادث عنف وقتل وقطع للرقاب وحرق ترتكبها الجماعات المتطرفة، تسهم فى تشويه صورة الإسلام فى الغرب وتحول دون اندماجهم فى مجتمعاتهم. علماء الدين يطالبون بضرورة تكاتف جهود العالم الإسلامى للخروج بإستراتيجية موحدة لمواجهة هذه الظاهرة ولتعريف العالم كله قيم الإسلام السمحة وان الإسلام بعيد عن التطرف والإرهاب. ويقول الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية: المتطرفون أهانوا الإسلام وتجاهلوا أخلاق النبى بانتهاك حقوق الإنسان بطريقة صارخة، وانه من المهم أن يفصل الغرب بين سماحة الإسلام وبين الصورة المشوهة التى أظهرها المتطرفون. ومن المهم أن يفصل الناس، وخاصة فى الغرب، بين هذه الرسائل النبيلة التى تمثل سماحة الإسلام، وبين تلك المشوهة التى أظهرها أولئك الجهلاء الذين ليس لديهم القدرة على الفهم الدينى الصحيح وتفسير القرآن أو التعلم من تاريخ الفكر الإسلامي. ومن المؤسف أن نرى ردود الفعل المتسرعة التى تلصق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين بعد دقائق معدودات من التقارير الإخبارية الأولى عن الحادث، وإلقاء اللوم بالكامل على الإسلام بسبب أفعال هؤلاء المتطرفين التى يتبرأ منها الإسلام، لأن هذا ظلم واضح يخدم أغراضًا أخرى. ومن المهم بالنسبة لنا فى هذا الوقت أن نتحد جميعًا من أجل معالجة هذا الداء الفتاك والمروع بطريقة عادلة وعقلانية دون تشويه صورة المسلمين دون سبب، لأن هذا الأمر لا يصب فى مصلحة التعايش السلمى بين أبناء المجتمع الواحد فى المستقبل. وأضاف : نحن اليوم فى حاجة ماسة إلى أن يقوم رجال الدين والمؤسسات الدينية بواجبهم فى مواجهة هذه التحديات والصعوبات من أجل تهيئة البيئة ونشر ثقافة السلام والتعايش بين الناس، وهو ما يحتاج جهدا مشتركا وتعاونا دائما بين أفرد وقيادات مختلف الجماعات البشرية والثقافات والديانات المختلفة . دار الإفتاء لديها مرصد إعلامى يرصد مثل هذه المواد التى تنشر فى وسائل الإعلام خاصة الغربية، ويكون الرد على تلك الإساءات عن طريق عدة طرق إما قانونيًا، أو ردًا علميًا، أو كتابة خطاب رد لرئيس التحرير، أو رد استباقي، وهو ما قامت به دار الإفتاء منذ بدء الأزمة (الفيلم والرسوم المسيئة للرسول) عبر مبادرتها للتعريف بالنبى والإسلام فى أمريكا وأوروبا. دور المؤسسات الدينية من جانبه يقول الدكتور احمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن الإسلام غير مفهوم فى العالم العربى والأجنبى والناس اخذوا عن الإسلام والمسلمين فكرة خاطئة ومضادة وهذا تقصير من المسلمين لأنهم لم يشرحوا دينهم فى العالم ولم يعرفوا العالم أن الإسلام دين رحمة للعالمين أى انه دين عالمى لكل الناس فهؤلاء الذين يمارسون الأخطاء ضد الإسلام والمسلمين فلو علموا أن الإسلام هو الأول فى العالم فى احترام حرمة الإنسان لما كانوا قد أقدموا على تلك الأفعال ولم يعرفوا المسلمين أصول دينهم ولا أخلاق دينهم وكان الواجب على المسلمين والمؤسسات الدينية أن يعدوا قنوات موجة للعالم الغربى تعرف الناس قيم وتعاليم الإسلام وان الإسلام حريص على حماية النفس البشرية فالجهل بالدين وتقصير المسلمين فى عدم نشر تعاليم دينهم فى الخارج أما عن الناحية العدوانية والكراهية التى رسخت فى نفوس الآخرين ضد الإسلام والمسلمين من جراء العصبية الممقوتة التى كان من الواجب أن يتنادى العالم الإنسانى إلى التواد والتصالح فهذا هو السبب الثانى فى كراهية الآخرين للإسلام والمسلمين تعصبا لأفكارهم الخاطئة كما أن المتطرفين فى الغرب وجدوا من يشجعهم ولم يجدوا من يعاقبهم ويمنعهم عن ممارسة هذا العدوان فإذا وجدوا فى حكومات الغرب المواقف الحاسمة لحماية النفس البشرية لما كانوا أقدموا على هذه الجرائم النكراء التى تتكرر من آن لآخر هذه الأسباب تستوجب علينا المسلمين فى كل الأرض وفى كل أنحاء العالم أن يهبوا لعقد مؤتمر دولى إسلامى يطالب المنظمات العالمية ومنظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن لكى يخرج قانون دولى بحظر وتتبع وإلقاء القبض على من يعتدون على حرمات المسلمين. استخدام الدارسين وفى سياق متصل يرى الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بأسيوط، أن حادث مقتل 3 مسلمين بأمريكا لم يتم تناوله فى الغرب بالأهمية الكافية رغم أن التطرف والإرهاب لا دين له ولا عقل سواء صدر من مسلم أو مسيحى او يهودى وهذا يلقى عبئا عظيما علينا كمسلمين وهذا على النحو التالى أولا : على المؤسسة الدينية أن تقوم بواجبها فى تصحيح صورة الإسلام والمسلمين فى بلاد الغرب كما تقوم بها فى البلاد العربية والإسلامية وذلك من خلال وسائل الإعلام المسموعة و المرئية والمراكز الثقافية المنتشرة فى بلاد الغرب وعن طريق التوسع فى استخدام الدارسين فى الأزهر الشريف وكذلك فى الجامعات الإسلامية بالبلاد العربية وأيضا التوسع فى استخدام الدارسين من إفريقيا وآسيا أما عن التصدى لهذه الظاهرة فذلك من خلال إظهار الصورة السمحة للإسلام وليس بمقابلة القتل بالقتل لان القتل بالقتل ينتج عنه قتل أبرياء لا ذنب لهم بت-لك الجريمة أو غيرها ومن الضرورى والمهم نشر الترجمات المعتمدة للقرآن الكريم باللغات المختلفة حتى يفهم الناس فى الغرب معانى القرآن الكريم من مصادرها المعتمدة علما بأن كثيرين من الناس ولا سيما فى أوروبا يدخلون فى الإسلام بمجرد قراءتهم ترجمات القرآن الكريم. كما تظل تصحيح صورة الإسلام فى الغرب بكل وسيله ممكنة هو الحل ومن الممكن أن يستعان بأهل التخصص من الإعلاميين وذلك لأنهم أهل الذكر فى هذا المجال لدورهم الكبير على فعل ذلك.