أفادت دراسة أجريت بطلب من المفوضية الأوروبية في بروكسل وأطلق عليها اسم (يورو-إسلام) في ست دول أوروبية من بينها بلجيكا، بأن غالبية الرعايا المسلمين المقيمين في البلاد يعتزون بانتمائهم إلى بلجيكا وبنسبة تناهز ال60% بالنسبة للرعايا المنحدرين من أصل بلقاني أو مغربي أو باكستاني مقابل 24% من الأتراك. وقالت صحيفة( لوسوار) البلجيكية الصادرة: "إن المهاجرين الذين شملهم الاستطلاع والبالغ عددهم 7256 شخصًا في ست دول، يعتبرون أنفسهم في الغالب مسلمين مهما كانت أصولهم، ويحمل غالبيتم الجنسية الأوروبية وخاصة في بلجيكا وهولندا". وقال الباحث الأكاديمي البلجيكي ديرك جاكوب الأستاذ في جامعة بروكسل الحرة للصحيفة: "إن الأقليات المسلمة في أوروبا تبدو الأكثر تمسكا بحرية التعبير، مقارنة مع الأوروبيين الأصليين". ويعيش فى بلجيكا حاليا زهاء نصف مليون مسلم حسب تقديرات المشرفين على المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا، معظمهم من المنتمين إلى الجالية الوافدة من البلاد الإسلامية وتحديدا من المغرب وتركيا وألبانيا بشكل رئيسي، إلى جانب مختلف الجنسيات الأخرى. ويعد المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا أحد أهم المراكز الإسلامية فى غرب أوروبا على الإطلاق وأحد المنارات المتقدمة للإسلام فى أوروبا. أنشئ عام 1936م فى مبنى صغير مستأجر فى أحد أحياء بروكسل المتواضعة. وفى عام 1967م قام الملك البلجيكى بودوان الأول بإهداء الملك فيصل جزءا من متحف الآثار الدائم لمدينة بروكسل الذى يقع فى أحد أجمل مواقع العاصمة البلجيكية وعلى بعد أمتار معدودة من مقر المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبى، ليكون بعد ذلك مسجدا ومقرا للمركز الإسلامي الثقافي. واعترفت الحكومة البلجيكية إثر هذه المبادرة عام 1968م بالدين الإسلامى كدين رسمى فى البلاد، مما يعد سابقة فى تاريخ تعامل الحكومات والدول الأوروبية مع الحضور الإسلامى فى أوروبا. وصادقت الدولة البلجيكية عام 1975م بإدخال دروس التربية الإسلامية ضمن البرامج المدرسية لأبناء الجالية، مما زاد من ثقل ومسؤوليات المركز الإسلامى والثقافى فى بروكسل.