بروكسل : أثارت مصادقة البرلمان البلجيكي على مشروع قانون تم بموجبه الإعتراف الرسمي بالمساجد في البلاد، خلافات بين زعماء الجالية الاسلامية وبين الحكومة البلجيكية. حيث يرى زعماء الجالية أن القانون منح السلطات صلاحيات التدخل في شؤونهم الدينية ما يستتبع فَرض سيطرتها على مساجد المسلمين. وذكر النائب في البرلمان البلجيكي الفيدرالي فؤاد لاهسيني في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية : لكي يصبح هذا القرار عمليا يفترض على المساجد تقديم لوائح بأسماء الأعضاء المؤسسين لها لجمعية تختص بتسيير أمور المساجد. وأضاف قائلا: ستقوم تلك الجمعية بدورها بتقديم تلك اللوائح الى وزير العدل البلجيكي والذي سيقدمها بدوره الى وزير الداخلية وبالتالي ستصبح هناك مراقبة شديدة على كل رواد تلك المساجد وهذا ما لايرضاه أحد. وفي السياق ذاته قال رئيس اتحاد مساجد العاصمة بروكسل سعيد داكار في تصريح مماثل لقناة العالم الاخبارية: ان محور المسجد هو الجماعة والتي تقع عليها مسؤولية انتخاب الامام لتأتم به في الصلاة وبالتالي فإن محاولة السلطات البلجيكية فرض أئمة على المساجد من دون استشارة روادها يعتبر مخالفا للشرع وخروجا على المألوف الاسلامي. يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه العاصمة بروكسل مطلع أكتوبر الماضى افتتاح أول كلية للعلوم الإسلامية في البلاد،، وذلك بعد اسبوعين فقط من احتفال أقيم بمناسبة الإعلان عن تأسيس الكلية الجديدة جاء في منتصف رمضان الماضي. وقد تغيب عن حفل الإعلان الشخصيات والفعاليات السياسية والحزبية البلجيكية ، بالرغم من توجيه الدعوة اليهم من جانب المشرفين على الكلية الاسلامية. وأكد مدير الكلية مصطفى خضر بدء الدراسة وعدم وجود أي مشاكل ، مشيراً إلى أن 185 طالبا انتظموا في الدراسة منهم 155 طالبا في معهد اللغة العربية الذي يؤهل للالتحاق بالكلية وهناك 30 طالبا في اقسام الكلية الجديدة في عامها الدراسي الاول ". وأضاف بأن الكلية في انتظار وصول أي فريق من الجهات الحكومية المختصة للتأكد من سير العملية التعليمية داخل المؤسسة الجديدة. كما أن ادارة الكلية ستنظم عدة أنشطة ثقافية للطلبة وأهاليهم داخل مقر الكلية ،والذى احتل وسط أحد الأحياء الشعبية، المعروفة بكثافة سكانية من العرب والمسلمين، وخاصة المغاربة والاتراك، وتعتبر كلية العلوم الاسلامية الأولى من نوعها في بلجيكا، وحسب ما أعلن مدير الكلية في كلمته خلال الاحتفال فقد جاءت الكلية بهدف خدمة ابناء الجاليات الاسلامية من المقيمين داخل بلجيكا او الدول المجاورة، ويقوم بالتدريس فيها عدد من الاساتدة والمتخصصين من جنسيات مختلفة، من البلجيكيين والمغاربة والاتراك وجنسيات اخرى، ويضم المبنى عددا من قاعات التدريس، تحمل اسماء عدد من ابرز الشخصيات الاسلامية بالاضافة الى مكتبة كبيرة ومسجد، ويضم المبنى ايضا معهدا لتدريس اللغة العربية تأسس عام 2002. ويقول مدير الكلية، أن أصحاب المبادرة بإنشاء الكلية الجديدة رفضوا الحصول على أي معونات مالية، او تمويل خارجي، وانما اعتمدوا على المصاريف التي يدفعها الطلبة، والتي تبلغ 500 يورو سنويا لكل طالب في الكلية الجديدة، و250 يورو لطلبة معهد علوم اللغة العربية وأن الهدف من وراء وجود كلية للعلوم الاسلامية في بلجيكا، هو تكوين باحثين وائمة ومرشدين. وتقول صفية بوعرفه عضو مجلس الشيوخ البلجيكي، وهي من اصل مغربي، في تصريحات خلال مشاركتها في الاحتفال " طبعا هذا المشروع مهم جداً لأننا نحتاج إلى معاهد وكليات للتعريف بمبادئ الإسلام بطريقة جيدة، وتأسيس الكلية الجديدة تعتبر فرصة للمسلمين وغير المسلمين لتنمية ثقافتهم، ولا ننسى أن هناك أعداداً كبيرة من الأوروبيين ترغب في معرفة المزيد عن الاسلام، واعتقد ان الوقت قد حان للمسلمين المعتدلين في بلجيكا، ان يأخدوا بزمام الامور ولا يتركون الفرصة لفئة من المتشددين للتحدث باسمهم".