الشائعة كما يعرفها علماء الرأي العام: هي محض اختلاق يتناوله الناس من مصدر لا أساس له من الواقع، وتنطلق عبر اختلاق خبر أو معلومة أو التهويل من شأنها، بربطها بالأحداث والعُرف والقيَم السائدة. وأحيانًا ما تكون "افتكاسة" إعلامية عبر الصحف والفضائيات، أو على صفحات التواصل الاجتماعي، مع عرضها بوصفها حقيقة دون أن يوجد لها دلائل تتيح التثبت من صحتها. ويتفاقم خطر الشائعة بنشرها من خلال وسائل الإعلام التقليدية أو البديلة، وتصبح قنبلة موقوتة عندما تجد عشرات الإعلاميين يروجون لها، ومئات السياسيين الناقمين يدافعون عنها، ومئات الآلاف من البسطاء يصدقونها!. ولو طبقنا المفهوم العلمي للشائعة على شائعة بيع قناة السويس لقطر، أو أكذوبة تسكين أهل غزة في سيناء، أو حتى تأجيل الآثار المصرية لوجدنا أنها من النوع الأول، وهي الشائعة التي تكون محض اختلاق دون مصدر، وهدفها في العادة هو إثارة البلبلة في المجتمع، وإشاعة حالة من عدم الثقة في الشخص أو المؤسسة التي صدرت الشائعة ضدها، وغالبًا ما يتم استخدام هذا النوع من الشائعات من جانب أجهزة المخابرات ضد الدول المعادية، أو الدول تحتلها، أو الدول التي تتنافس معها كما كان في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدةالأمريكية. وبتطبيق ما سبق على مصر بعد ثورة 25 يناير، وخاصة منذ تولي الدكتور محمد مرسي تقاليد الأمور في البلاد كأول رئيس مدني منتخب، نجد أن هناك مَن يخطط لحرب الشائعات، ولذلك يكون في مقابل كل شائعة فعالية ميدانية يطلقون عليها مليونية، مع تحفظي الشديد على استخدام الإعلام للفظ مليونية؛ لأنها في الحقيقية عشرينية أو مئوية أو حتى ألفية في أحسن الأحوال!. ففي مقابل شائعة "أخونة الجيش" تكون هناك ما يُسمى مليونية لمطالبة الجيش بإدارة شئون البلاد، وهكذا فالشائعة تنمو وتنتشر علميًّا وقت "الثورات"، مستغلة الخوف من المجهول. ولكن من ينفذ خطة نشر الشائعات بهذه الدقة وذلك الانتشار؟ الواقع يؤكد أن هناك ما يقرب من 40 إعلاميًّا ما بين صحفي ومذيع وكاتب ومقدم برامج ومخرج، دورهم الأساسي هو نشر هذه الشائعات التي تهدف للنيل من الثورة المصرية، فهناك دول إقليمية وعربية تنفق المليارات لتجعل قطاعًا من الشعب المصري يقول: "ولا يوم من أيام مبارك"، هذه العبارة التي بدأت تتردد بكل بجاحة على بعض المستفيدين من النظام المخلوع قد تكون هي هدف لبعض الأنظمة المستبدة في المنطقة، فعندما يرددها أغلب الشعب المصري تعد أفضل رسالة لوأد أي مشروع ثورة، أما الدول الأخرى فعدم استقرار ونهضة مصر غايتها الكبرى لمصالح دولية وإقليمية. ولكن كيف نتصدى لشائعات الفتن التي تريد النيل من مصر واستقرارها؟ فهل نكتفي بالنفي؟ أم الأمر أصبح جد خطير، وهو ما يتطلب تدخلاً عاجلاً للتصدي لهذا السيل من الشائعات، فلماذا لا يسرع مجلس الشورى بسن قانون يجرم إطلاق الشائعة والأخبار الكاذبة؟ وهل نطلق "الأربعين إعلامي" ينفذون خطة نشر الشائعات عبر أدواتهم الإعلامية واسعة الانتشار، وبذلك تخترق الشائعة الزمان والمكان وتنتقل آثارها المدمرة من المخاطر الداخلية لخارجية لأنها "شائعات دولية". ورغم أن الأربعين إعلاميًّا يعملون في صحف وفضائيات تُمَلِّوها جهات داخلية وخارجية بالمليارات يبقى الآلاف من الإعلاميين الشرفاء الذين لديهم دور وطني وديني للتصدي للشائعات، وكشف الزيف والكذب والافتراء بكل الوسائل المتاحة.