أن تبدأ مليونية من المليونيات في جمعات الثورة المتتالية إلا وتجد مع استعداداتها وبداياتها وأيضا مع نهاياتها شائعات من النوع الثقيل وكأن فاعلا مجهولا يتعامل مع الثوار بالشائعات والأكاذيب والمزاعم وكأنهم في مسرح العرائس وليسوا في ميادين الثورة. الثوار بالفعل لم يعودوا يبالون بمروجي الأكاذيب والشائعات ولم يعودوا مثلما يري أو يظن الفاعل المجهول فهم مثلما اشعلوا ثورتهم حريصون دائما علي التصدي للشائعات التي تستهدف النيل من وحدة الصف واتفاق الرؤي من أجل استرداد الثورة وإعادة مطالبها وكما يقولون: نتصدي لمروجي الشائعات في حينها سواء بالاتصال بوسائل الإعلام أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت خصوصا الفيسبوك وتويتر ونكشف الحقيقة. علي هامش مليونية استرداد الثورة أمس الأول في ميادين التحرير في أكثر من15 محافظة كانت بداية اشعال فتيل الشائعات ما تردد كذبا عن اصابة المئات ووفاة شخص في هجوم مزعوم لبلطجية علي ثوار ميدان الأربعين بالسويس, وما كادت تلك الشائعة تهدأ حتي تطايرت شظايا شائعة جديدة زعمت احتراق كنيسة في ادفو ومعها محلات ومنازل أقباط ومسلمين في جنوب مصر وهو ما سارع مصدر أمني إلي نفيه. وما كاد المصريون عامة والثوار خاصة يعودون لوحدة صفهم حتي خرجت أبواق الافتراء وعبر صفحات مجهول أصحابها علي الفيسبوك بمزاعم تشير إلي سقوط جرحي وروبما قتلي في اشتباك بين ثوار الإسكندرية وضباط المنطقة العسكرية الشمالية وهو ما سارع ثوار القائد إبراهيم إلي نفيه وتكذيبه ودحض مزاعمه. ما هي إلا احدي حيل وألعاب الثورة المضادة هكذا علق الدكتور شريف عبدالهادي المرشح نقيبا للأطباء. وأضاف أن خطورة الشائعة تتزايد وتتضخم إذا لم تسارع الأجهزة المعنية بالرد عليها وكشف حقيقتها, وإذ يعترف بأن كثيرا من الصور التي شوهت كثيرا من ملامح الثورة كانت وليدة شائعة إلا أنه يشير إلي أن الثوار ينبغي أن يكونوا أكثر دراية بأن ألعاب النظام البائد لا تتوقف عند حد. ولأنه يري أن الشائعات تمثل الخطر الأكبر علي أي عمل منظم فان اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي يرصد أن كثيرا من عمليات التخريب التي واكبت أحداث الثورة ومليونياتها لم تكن إلا ترجمة بالفعل لشائعة مسمومة ويدلل علي ذلك بأن النافخين في نيران أحداث9 سبتمبر أمام السفارة الإسرائيلية تعمدوا نشر شائعة أن أحد الثوار قتل وان أمن السفارة يحتجز بعض المتظاهرين وانهم في خطر ثم عاد مروجو الشائعات ليطلقوا أنه تم احتجاز العشرات من الثوار والمتظاهرين بمديرية أمن الجيزة وأنهم يعذبون بالداخل. المدافعون عن هموم الوطن ينبغي أن يكونوا خبيرين بما يحيكه البعض من مؤامرات ضد أصحاب الحقوق من الشعب والقوي الوطنية والحكومة الانتقالية ومن يتحملون مهمة إدارة شئون البلاد بهذا ينصح سف اليزل من رفع راية المطالب الشرعية ويري أن الخطر الأكبر يكون في الاندفاع الجماعي خلف الشائعات المغرضة لأن أصحابها علي حد قوله لا يريدون خيرا لا بالثورة ولا بمصر الدولة ولا بمستقبل التحول الديمقراطي في البلاد.