جاءت حالة الركود التى يمر بها النشاط الرياضى فى مصر لتدفع لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى إلى التدخل من أجل إيجاد حلول جذرية وسريعة تعمل على عودة النشاط الرياضى واستقراره. ولم يقتصر دور اللجنة التابعة لمجلس الشورى على عودة نشاط كرة القدم فى مصر فحسب، بل يتمثل دورها فى الارتقاء بالرياضة بصفة عامة، هذا فضلًا عن دورها الرقابى الذى يسهم فى القضاء على الفساد الذى كان يطغى على المنظومات الرياضية فى الفترة التى كان يتولى فيها النظام البائد حكم البلاد. حرصت "الحرية والعدالة" على لقاء مع محمد حافظ -رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى- للتعرف منه على دور اللجنة رقابيًّا خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى التصورات التى وضعتها اللجنة للنهوض بالرياضة المصرية.. وإلى تفاصيل الحوار: * فى البداية.. ما الدور الذى تقوم به لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى من أجل عودة النشاط؟ اتخذت لجنة الشباب والرياضة قرارًا بضرورة أن يكون لها دور قوى وفعال يسهم فى مسألة عودة النشاط الرياضى، لذلك قامت اللجنة بعقد جلسات مع العامرى فاروق وزير الرياضة، وأيضًا مع جمال علام رئيس اتحاد كرة القدم المصرى. وتوصلت اللجنة بعد عدد من الاجتماعات التى قامت بها طوال الفترة الماضية على ضروة عقد اجتماع رباعى يجمع ما بين مسئولى اللجنة ووزير الرياضة ورئيس الاتحاد، بالإضافة إلى وزير الداخلية، وذلك من أجل الوقوف على العديد من النقاط التى تعمل بدورها على عودة بطولة الدورى بجميع أقسامه سواء الممتاز أو دورى القسم الثانى أو الثالث أو الرابع. وبخلاف ذلك، ستكون هناك جلسات ستجمع جماهير كرة القدم مع الجهات المعنية بالرياضة؛ من أجل معرفة متطلباتهم والتوصل إلى صيغة اتفاق تعمل على إقامة النشاط. وأتمنى أن تسفر كل هذه الجلسات عن نتائج مثمرة تُعجل بإعادة النشاط الرياضى فى مصر الذى توقف منذ أحداث مذبحة بورسعيد. * هل عودة النشاط الرياضى أصبحت أمرًا صعبًا؟ النشاط الرياضى فى مصر لا بد أن يعود سواء عاجلًا أم آجلًا، لأن مستقبل الرياضة سيكون فى خطر، خاصة أن الرياضة لا تعنى الدورى المحلى فقط، بل هناك العديد من البطولات الإفريقية والعالمية التى تشارك فيها الأندية أو المنتخبات. كما أن هناك أكثر من 5 ملايين مواطن مرتبط عملهم بمجال كرة القدم، هذا فضلًا عن أن هناك العديد من اللاعبين المرتبطين ببعض الالتزامات، ولم أقصد بكلامى هذا لاعبى الفئة الأولى التى تبلغ عقودهم الملايين، لأن حالة الركود التى يمر بها النشاط الرياضى فى مصر تُعد أكثر صعوبة على لاعبى القسم الثانى والثالث والرابع. * وما تقييم لجنة الشباب بالمجلس لدور وزير الرياضة فى الشهور القليلة التى تولى فيها المسئولية؟ الرياضة بصفة عامة فى مصر تمر بظروف لا تحسد عليها، والعامرى فاروق وزير الرياضة يجتهد ويبذل أقصى ما لديه فى ضوء المعطيات المتاحة له؛ من أجل إعادة الأمور إلى مستقرها فى جميع الاتحادات. * ما التصورات التى وضعتها لجنة الشباب والرياضة للنهوض بالرياضة المصرية بصفة عامة؟ هناك العديد من التصورات التى وضعتها لجنة الشباب من أجل تحقيق ذلك، والتى يأتى فى مقدمتها عودة الرياضة إلى المدارس، وبالفعل تم إسناد المهمة إلى عبد العزيز عبد الشافى -نجم الأهلى السابق- الذى تولى رئاسة اتحاد الرياضة المدرسية، وعليه سيتم عقد العديد من الاجتماعات معه خلال المرحلة القادمة من أجل تفعيل دور الرياضة المدرسية. كما تم وضع العديد من الاقتراحات التى تعمل على توسيع آفاق الاستثمار فى مجال الرياضة، ويتسنى ذلك من خلال الاستعانة بالخبراء، سواء من داخل مصر أو خارجها لوضع نقاط محدد تعمل على الارتقاء بالرياضة ومواكبتها مع مختلف دول العالم. * وماذا عن وضع الرياضة فى الدستور المصرى؟ الرياضة لم يكن لها أى أساس فى الدساتير المصرية السابقة، واتخذت لجنة الشباب والرياضة على عاتقها بأن تعقد جلسات مع أعضاء اللجنة التأسيسية باعتبار اللجنة ممثلة عن الرياضيين، وتم وضع العديد من التصورات، التى أذكر منها توسيع مجالات الاستثمار، وزيادة صلاحيات الجمعية العمومية ومجالس إدارت الأندية، من أجل رفع العبء عن الدولة. * ما تعليقك على فكرة الرياضيين بإنشاء حزب؟ ثورة 25 يناير أتاحت للجميع حرية إنشاء أحزاب سياسية، وهذا حق مكتسب لأى مواطن يرغب فى ذلك، ولكن بالنسبة للرياضيين، فالأمر يختلف بعض الشىء، خاصة أنهم يمثلون المتعة والرفاهية لكافة أطياف الشعب المصرى، ومن ثم فإن فكرة إنشائهم لحزب سيخلق مزيدا من المشاحنات بين الجماهير لا سيما أن هناك مواطنين لديهم انتماءات معينة، ولكنه لا مانع من التحاق لاعب بحزب معين وفقًا لانتمائه وأهوائه. * وما الدور الرقابى الذى ستقوم به اللجنة لتطهير المنظومة الرياضية من الفاسدين؟ لا بد من تعديل بعض القوانين أولًا، لأن قانون 77 لسنة 75 كان به العديد من الثغرات التى كانت تتيح للشخصيات القيادية المسئولة داخل الاتحادات بممارسة عمليات السلب والنهب؛ لذلك لا بد من زيادة تفعيل الأجهزة الرقابية داخل قانون الرياضة، للحد من ظاهرة الفساد التى كانت منتشرة فى حكم النظام البائد. وتقوم اللجنة فى الوقت الحالى بالتنسيق مع وزارة الرياضة بالكشف عن عمليات الفساد التى كانت منتشرة خلال الفترة الماضية، حيث إنه فى حالة الوصول إلى مستندات تدين أشخاصا بعينهم سنقوم على الفور بتحويلها إلى النيابة العامة لتتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد هؤلاء الأشخاص. * ما رأيك فى الأنباء التى ترددت عن أن الإسلاميين يرفضون عودة النشاط الرياضى؟ هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وأعتقد أن كل هذه التصريحات الغرض منها هو زعزعة الاستقرار، أو أنها تصريحات تهدف إلى دفع الجهات الإسلامية للمساهمة فى عودة النشاط بصورة سريعة. وتعتبر موافقة الدكتور محمد مرسى -رئيس الجمهورية- على فصل وزارة الشباب عن الرياضة، وكذلك ترشيحى عن حزب النور لتولى منصب رئاسة لجنة الشباب والرياضة فى مجلس الشورى أكبر رد على المشككين فى اهتمام الجهات الإسلامية بالرياضة. * وما تعليقك على قانون شغب الملاعب؟ فى البداية، أرفض توجيه مصطلح "شغب" على الجماهير المصرية، وأرى أنه لا بد من تعديل الصيغة اللغوية للقانون للتحول إلى "قانون حماية الجماهير"، خاصة وأن الأولى تدل على أن الأكثرية من جماهير الكرة المصرية سلوكياتهم خاطئة. ولا بد من تطبيق هذا القانون، من أجل العمل على حماية الأكثرية من الجماهير التى تقوم بتشجيع مثالى من الأقلية التى تعمل على إثارة المشاكل. * وهل هناك مقترحات لحماية الجماهير من أى أضرار تلحق بهم؟ هناك تصور وضعته لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى يفيد بإقامة صندوق للكوارث داخل الاتحادات والأندية، على أن يكون له نسبة تخصص من الأندية والبث الفضائى للمباريات، وذلك لإعانة أسر شهداء الحوادث الرياضية.