"نأمل آن يشعل السفير الأمريكي الجديد في العام القادم شمعة الحانوكا (عيد الأنوار اليهودي) في السفارة الآمريكية في القدس، المدينة التي أشعل فيها المكابيون هذه الشعلة قبل 2200 سنة"، بهذه الكلمات صرّح السفير الصهيوني في واشنطن رون دريمر قبل يومين، في دعوة منه للرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب تنفيذ وعده ل"الصهاينة" بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وبعد 100 عام على وعد بلفور، ومرور سبعين عامًا من الشؤم للقضية الفلسطينية بعد صدور قرار تقسيم فلسطين في الأممالمتحدة، يأتي دونالد ترامب ليكمل مشروع الصهيونية العالمية لتهويد القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني، وقال مسئولون أمريكيون كبار في البيت الأبيض، إن ترامب سيعترف اليوم الأربعاء، بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويطلق عملية نقل السفارة الأمريكية إلى المدينةالمحتلة في قرار يلغي سياسة أمريكية قائمة منذ عشرات السنين ويهدد بإثارة اضطرابات جديدة بالشرق الأوسط. ترامب الذي كرر مرارًا في حملاته الانتخابية أنه سيقاوم أي محاولة من الأممالمتحدة لفرض إرادتها على "كيان الاحتلال"، وسينقل السفارة الأمريكية إلى القدس حال انتخابه رئيسًا، بات اليوم أقرب لهذا القرار بكل تحد للقوانين الدولية والتحذيرات من عواقب ذلك، إذ ما يزال اللوبي الصهيوني يدفع بالرجل نحو الوفاء بوعده ل"الصهاينة". رجولة أردوغان وكأن التاريخ يعيد نفسه ويرفض السلطان الشهيد عبد الحميد الثاني -رحمه الله- بيع فلسطين لليهود، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأمريكي من مغبة الاعتراف بالقدس عاصمة «للاحتلال»، مشددًا على أن القدس «خط أحمر بالنسبة إلى المسلمين»، وأضاف في كلمة له أمام كتلة حزب «العدالة والتنمية» في البرلمان، أمس، إن «خطوة اعتراف الإدارة الأمريكيةبالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل، قد تؤدي إلى قطع علاقات تركيا الدبلوماسية مع إسرائيل». وأكد أردوغان أنه «في حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعا لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وسنحرك العالم الإسلامي من خلال فعاليات هامة». وأثار احتمال اعتراف ترامب بالقدس عاصمة «لكيان الاحتلال الصهيوني» معارضة من مسئولين أمريكيين وأجانب وكشف مسئولان أمريكيان اشترطا عدم الكشف عن اسميهما عن معارضة في مكتب شئون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية المعني بالتعاملات مع المنطقة لمثل هذه الخطوة. السعودية تبيع القدس وآكد مراقبون أن هذا التصرف الصلف لترامب، وتفكيره بهذه الخطوة الاستعلائية ما كانا لتحصلا، لولا أن بعض الحكومات العربية وعلى رأسها السعودية باعت القضية الفلسطينية، وتنازلت عن عروبتها من أجل مصالحها وإرضاء لأمريكا وكيان العدو الصهيوني. فترامب ونتنياهو ما كانا ليتجرآ على هذه الأعمال لو أن في السعودية حاكما شريفا عادلا قويا يدافع عن قضايا الإسلام والمسلمين، ويقف بوجه الاستعلاء الأمريكي ويمنع هذه الخطوة، لكن هؤلاء همهم فقط عروشهم وقد ذهبوا للتطبيع مع الكيان الغاصب وباعوا فلسطين، لا بل يبدو أنهم قد وافقوا مسبقاً على ما يريد أن يفعله ترامب؛ فأين الملك السعودي ونجله من هذا القرار؟ لماذا لا يتحركان من خلال صداقتهما اللامتناهية مع ترامب لأيقاف هذه الخطوة المتهورة؟ ألم تعد فلسطين تمثل شيئاً للسعودية؟ أسئلة عديدة تطرح آيضًا حول موقف المجتمع الدولي حول هذا الإعلان الجديد للإدارة الأمريكية، أمام ما يشكله هذا الإعلان من هدر لحقوق العرب والفلسطينيين مسلمين ومسيحيين، حيث تشكل خطوة واشنطن انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن القدس جزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967. ما يريد أن يقوم به ترامب يشكل خطرًا كبيرًا جدًا على الأوضاع في المنطقة، ويشاء منه إهدار حق الفلسطينيين بفلسطين وعودتهم إليها، لذلك فعلى كل الأمة العربية بدولها وشعوبها ومجلس الأمن الدولي التدخل من أجل وقف هذا المشروع الترامبي الخطير جدًا.