تراجعت سلطات الانقلاب في مصر عن عقد مؤتمر "مصر والقضية الفلسطينية" الذي ينظمه المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بمدينة العين السخنة، التي كان مقررًا أن يشارك بها الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط، بزعم ارتباطه بسفر طارئ إلى الكويت. قالت مصادر دبلوماسية فلسطينية في تصريحات صحفية، إن مندوبية فلسطين لدى جامعة الدول العربية وسفارتها بالقاهرة، كانت قد أجرت اتصالات بالسلطات المصرية وبالأمانة العامة للجامعة العربية للتحفظ على هذا اللقاء، حيث أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها المؤتمر، ووصفته حركة فتح بأنه تدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي. بكري يصرخ وكان النائب في برلمان الدم "مصطفى بكري"، حذر السيسي من مؤتمر "مصر والقضية الفلسطينية"، وقال إنه يفضح إعداد العسكر "لانقلاب صامت"، وهو ما أكده تقارب عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب من القيادي في حركة فتح الهارب إلى الإمارات "محمد دحلان". وأطلق "بكري" صراخا تحذيريا في سلسلة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لا أعرف الهدف من عقد موتمر العين السخنة لبحث سبل حل القضية الفلسطينية في غياب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية". وتابع "هل يعقل أن يعقد علي الأرض المصرية موتمرا يخص القضية الفلسطينية في غياب ألمنظمه أو حركة فتح التي يمثلها الرئيس أبومازن". ومضى "هذا أمر غريب لم يقدم عليه أحد من قبل، وهو تطور خطير لن يصب أبدا في صالح القضية الفلسطينية لأنه يمثل تجاوزا خطيرا لكل ثوابت الدولة المصرية". وأردف "إنني أناشد السيسي إلغاء هذا الموتمر حتي لا يقال إن مصر تجاوزت كل الحدود التي لم تستطع حتى أمريكا في تجاوزها". واختتم تغريداته ب"وحتى لا يقال إن مصر أعدت انقلابا صامتا ضد القيادة الشرعية الفلسطينية لحساب هذا الشخص أو ذاك". علاقة مشبوهة! يشار أن علاقة قوية تربط بين قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، حتى أضحى دحلان يحظى بعلاقة قوية بالسيسي، وبات زائرًا شبه مقيم في القاهرة. حيث شكَّل صعودُ الرئيس المنتخب شرعياً محمد مرسي هاجسًا لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على اعتبار أنّ هذا الصعود سيقوي شوكة حركة “حماس”، لذا سارع عباس لمباركة انقلاب السيسي في 2013، لكنه لم يفرح كثيرًا، إذ سرعان ما ظهر في المشهد دحلان الخصم اللدود له، وتقرب أكثر منه للسيسي. ثم مع توالي الأيام بدأ يعمل السيسي بوضوح لجعل دحلان بديلًا لعباس، وهذا ما أيقنه عباس نفسه، حتى أنه كشف لمقربين منه أكثر من مرّة أنه يشعر “بأنّ محاولات الدفع بدحلان إلى الواجهة صارت أمرًا واضحًا وخصوصًا من السيسي، لكنّ عباس يخشى الصدام بالسيسي المدعوم من السعودية والإمارات، اللتين تدعمان ميزانية السلطة الفلسطينية بالمال سنويًّا وتسدان أيّ عجزٍ في موازنتها". وفي سيناء يوجد رجال لدحلان "يقومون ببعض الواجبات لمساعدة النظام المصري في بعض العمليات هناك"، هذا ما قاله دحلان في مقطع فيديو مشهور تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أقر دحلان بوجود جنود له في سيناء هربوا من قطاع غزة. وكشفت مصادر مصرية عن أنه يوجد 200 (ضابط) فلسطيني على الأقل تابع لدحلان في سيناء منذ عهد مبارك، وتقول المصادر أن هؤلاء متورطون في تهريب مخدرات لسيناء وفي أعمال إرهابية ضد المنشآت السياحية المصرية، وهم على علاقات وثيقة واتصالات دائمة مع الموساد والسي آي إيه، وقد أكد شهود عيان في سيناء على هذا الأمر أكثر من مرة، وذلك رغم محاولة دحلان تحديد "نوعية أشخاصه" هناك بأنهم "ليس لي عسكر في سيناء، إنما لي أفراد فتحاوية ينتمون لحركة فتح".