حذرت صحيفة موالية للانقلاب من انهيار منظومة الصحة بالقصر العيني الفرنساوي رغم أنه استثماري ويدفع فيه المرضى أموالا طائلة في مقابل رعاية صحية جيدة لم يعد لها وجود بحسب الصحيفة. وفي عدد الاثنين قالت صحيفة "الوطن" الموالية لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي في تقرير لها بعنوان «قصر العيني الفرنساوي في "الإنعاش"»: «لا يتوقف الأمر على عدم توافر الأدوية والمستلزمات فى «الفرنساوى» ليشكو المرضى ونزلاء «القصر» من سوء الخدمة الطبية، رغم ما يدفعونه ويسددونه من أموال طائلة فى خزينة المستشفى قبل تلقى أى علاج، ومثل المرضى يشكو العاملون والأطباء من مشاكل أخرى، كتأخر صرف الرواتب والحوافز والإضافى، وسوء الوجبات وتهالك الأسرّة والمعدات الطبية، وسوء الغرف وخدماتها، وتراجع الروح المعنوية لديهم».
شكاوى المرضى
وينقل التقرير عن والدة الطفل أدهم سلامة، الذي لم يتجاوز 15 سنة، ومصاب بكسر فى ساقيه والحوض، بعد سقوطه من أعلى لودر كان يعمل عليه لمساعدة والده فى تدبير نفقات المعيشة، حيث قضى 15 يوماً خلف ستارة بلاستيكية فى أحد عنابر الجراحة لا يتحرك له ساكن، تقول أمه: «بعنا اللى ورانا وقدامنا عشان نعالجه هنا، بعد ما قالوا لنا إن العلاج هنا كويس، وإحنا بصراحة بنخاف من المستشفيات الحكومية بسبب الإهمال فيها، خصوصاً أن حالته كانت صعبة قوى، وأبوه راجل أرزقى، بيشتغل اليوم بيومه على باب الله، لكنه فضل أن يعالج ابنه أحسن علاج، عشان الولد عنده إصابات خطيرة، وصرفنا حتى الآن 45 ألفاً على العلاج هنا، وكل حاجة بنشتريها من بره أدوية ومستلزمات ومحاليل مع إننا مدخلينه مستشفى خاص، مفيش رحمه بالغلابة كل حاجه بفلوس».
معاناة الأطباء
كما يعاني الأطباء أيضا حيث تنقل الصحيفة عن طبيب فضل عدم ذكر اسمه أن «المرضى دفعوا فلوس العملية والتأمين وتعافوا وخرجوا وإحنا لم نقبض فلوس العمليات وأجورنا حتى الآن، وتتحجج إدارة المستشفى بأن هناك أزمة مالية، فى الوقت الذى تُحصّل فيه من المرضى الكثير من الأموال، ولا ندرى أين تذهب».
أضاف الطبيب الجراح (الذى طلب عدم ذكر اسمه): «لما أشتغل 8 شهور من غير فلوس مش هتيجى لى نفس أشتغل أو أقدم خدمة طبية متميزة للمريض، ولا يوجد مبرر قوى لتأخير أجورنا كل هذه المدة، فكل العمليات التى أجريناها تُدر دخلاً هائلاً للمستشفى يجرى تحصيله على الفور».
وبحسب أسعار القصر العيني الفرنساوي فإن المريض يسدد 80 جنيهاً قيمة كشف الطوارئ، و100 جنيه للكشف العادى، و120 جنيهاً للسونار، و60 جنيهاً للأشعة العادية، و450 جنيهاً للأشعة المقطعية، و4 آلاف تأمين حال حجزه، بخلاف نحو 3 آلاف عن كل ليلة يقضيها فى الرعاية المركزة».
التمريض في وش المدفع
الممرضون والممرضات ليسوا أفضل حالاً من الأطباء، فلديهم شكاوى متعددة، حتى إنهم منذ عدة شهور نظموا وقفة احتجاجية اعتراضاً على تردى أحوالهم وإلغاء البطاقة العلاجية بالمستشفى، وردت عليهم إدارة المستشفى بمنشور يحذرهم من التظاهر ومنعتهم من الوقفة. إحدى الممرضات قالت: «إحنا اللى فى وش المدفع، بناخد كلام المرضى وأهاليهم فى بطننا ونسكت، والإدارة بتورطنا معاهم، حتى الصيانة داخل المستشفى فيها أزمة، من أسرّة أحياناً تسقط بالمرضى، وهناك أوقات لا يوجد فيها أطباء بالأقسام الداخلية لغياب التنسيق وتأخر الأطباء وعدم صرف مستحقاتهم».
ويعترف الدكتور نبيل عبدالمقصود، مدير قصر العينى الفرنساوى، بشراء المواطنين للأدوية من الخارج ولكنه قلل من حجم الظاهرة زاعما أنها لا تتجاوز 10% من الأدوية والمستلزمات، مبررا ذلك بقولهً: «أسبابه خارجة عن إرادتنا لنقص الأدوية بعد تفاقم أزمة الدولار، فلا يستطيع المستشفى شراءها بالأمر المباشر، فى ظل القوانين واللوائح الحكومية للشراء، أو عن طريق المناقصات والممارسات، فمثلاً عقار الألبومين تغيير سعره بسبب ارتفاع سعر الدولار ولم يعد متوافراً فى السوق، لكنه كان موجوداً بطريقة غير رسمية فى الصيدليات الأخرى».
وأوضح «عبدالمقصود» أن عدد العاملين المعينين فى «الفرنساوى» نحو 5 آلاف إدارى، ونحو 1000 طبيب، ويحصل الموظفون على 14 مليون جنيه مرتبات شهرية، والأطباء على 7 ملايين، فى الوقت الذى يتراوح فيه دخل المستشفى بين 25 و27 مليون جنيه، ومن الممكن جداً أن يعمل المستشفى بنصف طاقته الحالية.
ومستشفى القصر العيني أنشئت كأول مدرسة قومية للطب في مصر، وألحقت بالمستشفي العسكري في "أبو زعبل"، وكان الفضل في ذلك إلى أنطوان كلوت (كلوت بك) الطبيب الفرنسي المشهور، الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب كبير أطباء وجراحي الجيش المصري. 1827م.
نقلت مدرسة الطب من "أبو زعبل" إلي "قصر العيني" في السنة 1837 م. وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلي صاحبه أحمد بن العيني الذي كان قد شيده في عام 1466م. وتم افتتاح أول مدرسة للمولدات بمستشفي قصر العيني. في السنة 1838 م.
هدم مبني قصر العيني القديم ليحل محله مبني حديث يتواكب مع مستحدثات العصر. وذلك في السنة 1980م.
وتم توقيع عقد إنشاء مستشفي قصر العيني الجديد مع مجموعة فرنسية (كونسرتيوم) مكونة من ثلاث شركات : سوجيا، ايبوتي دي فرانس، ست فولكييه. وذلك في السنة 1984م.
وأصدرت جامعة القاهرة شهادة استلام مستشفي قصر العيني التعليمي الجديد من المجموعة الفرنسية في شهر نوفمبر، وبدأت مرحلة التشغيل الأولي في السنة 1995م.
قام المخلوع محمد حسني مبارك والرئيس الفرنسي جاك شيراك بافتتاح مستشفي قصر العيني التعليمي الجديد.
وفي الثامن من أبريل، سنة 1996م. تم افتتاح قصر العيني التعليمي الجديد" الفرنساوي" بمشاركة الرئيس الفرنسي جاك شيراك.