على بعد 6 كيلومترات فقط من ساحل سيناء الشرقي تقع جزيرة تيران في مدخل مضيق يحمل الاسم ذاته يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، والتي مثلت تلك المساحة التى لا تتجاوز 80 كم² على مدار آلاف السنين عمقا مصريا شاهدا على تقلبات الأوضاع في المنطقة ونقطة التقاء الشرق والغرب، قبل أن تتصدر تلك البقعة المنسية واجهة المشهد أثناء العدوان الصهيوني على مصر فى 67 لتشهد على معارك الجيش المصري ضد العدو حتى عادت إلى أحضان الوطن بشكل صوري على الورق وبقيت فعليًّا تحت سيطرت قوات حفظ السلام تحت اسم المنطقة "ج". ومع زيارة الملك سلمان إلى مصر طفت قضية الجزر المنسية من جديد مع قرار دولة السيسي بالتنازل عن السيادة المصرية على تراب الوطن، بعدما أقر مجلس وزراء الانقلاب بتبعية جزيرتي صنافير وتيران للسعودية، معللة قرارها بأن الجزيرتين تقعان داخل المياه الإقليمية للمملكة، بحسب ما أظهر الرسم الفني لخط الحدود.
وتعد جزيرتا "تيران وصنافير" من أكثر الجزر حول العالم جذبًا للسائحين؛ إذ تنتشر بهما الشعب المرجانية وأسماك نادرة حول العالم، لذلك فإن موقعهما النائي في البحر الأحمر عن جنوبسيناء جعلهما مطمعا دائما للاحتلال "الإسرائيلي"، حيث تمكن الاحتلال بعد حرب 1967 من فرض سيطرتها الكاملة على مضيق تيران، قبل أن تعود بتوقيع اتفاقية "كامب ديفيد" 1979 إلى مصر سياحية بامتياز وبسيادة منقوصة.
إلا أن السيسي قرر أن ينزع عنها الثوب السياحي بالكلية ويفرط فيها بأريحية إلى المملكة مقابل حفنة من الرز، ليزيد أوجاع السياحة المنهارة؛ حيث أكد أصحاب شركات عاملة في سياحة الغطس أن قرار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى بالتنازل عن جزيزتي تيران وصنافير، يوقف أفضل الوفود السياحية، سواء كانت مصرية أو أجنبية إلى الأماكن المخصصة للغطس بالجزيزتين، كما توقف برامج رحلة اليوم الواحد في شرم الشيخ، والتي تمثل رياضة الغطس السبب الرئيسي لها.
وكشفت شركات السياحة أن تنازل مصر عن الجزيرتين للمملكة العربية السعودية يوقف نشاط الغطس بمحيط الجزيرتين لكونهما في هذه الحالة تتبعان دولة أخرى ولا تستطيع أي شركة من شركات السياحة تخطي المياه الإقليمية لدول الجوار، مشيرا إلى أن إجمالي عدد السائحين المصريين والأجانب الذين يأتون إلى مدينة شرم الشيخ قاصدين جزيرتي تيران وصنافير لممارسة الغطس يصل إلى 2500 سائح يوميًّا.
وأوضحوا أن بعض من السائحين يزورون شرم الشيخ فقط لأن برنامج الرحلة يشمل يومًا أو يومين للغطس بجزيرتي تيران وصنافير، حيث تبلغ معدل أسعار رحلات الغطس ذهابا من مدينة شرم الشيخ أو خليج نعمة إلى جزيرتي تيران أو صنافير شاملة معدات الغطس ووجبة غداء ومشروب تكلف السائح المصري 200 جنيه، وإذا كان السائح من الأجانب تكون التكلفة 35 دولارًا للفرد.
صلاح الدين عاطف، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات السياحية العاملة بشرم الشيخ، أشار إلى أن جزيرتي تيران وصنافير هما المقصد الأساسي لهواة الغطس من السائحين مصريين وأجانب، وأن تنازل مصر عن الجزيرتين للمملكة العربية السعودية يتوقف نشاط الغطس بمحيط الجزيرتين لكونهما في هذه الحالة تتبعان دولة أخرى ويزيد أوجاع المدينة المعزولة حاليا منذ سقوط طائرة روسيا.
وأضاف عاطف- في تصريحات صحفية- أن سياحة الغطس تتميز في جزيرة تيران عن غيرها من الجزر المحيطة بأنها على مقربة من منطقة الغرقانة، موضحا أن منطقة الغرقانة يتطلب الذهاب إليها المرور على جزيرة تيران لكونها تقع أمام تيران مباشرة، وسميت منطقة الغرقانة بهذا الاسم نتيجة لاصطدام سفينة تجارية ألمانية تدعى (ماريا شرودر) بالشعاب المرجانية المتحجرة عام 1956، مما أدى لغرقها لينقسم جسمها إلى جزأين، جزء أعلى مياه البحر وجزء كبير منها تحت المياه على عمق 24 مترًا.
وتابع: "الجزء الموجود بقاع البحر من السفينة لا يزال محتفظا بكل ما فيه من الأدوات التي كان يستعملها البحارة، وتعتبر هذه السفينة مقصدا هاما لهواة الغوص ومزارا للسائحين، معتبرا أن هناك جزرا أخرى لكنها لا تحظى باهتمام السائحين ومنها رأس محمد، النبق، رأس الشيطان، وهو ما يعني خسارة فادحة فى قطاع السياحة.
بدوره، شدد جمال أبو زيد -مدير إحدى الشركات السياحية بشرم الشيخ- على أن وجود جزيرة تيران لدى دولة أخرى سيؤثر بالسلب على السياحة المصرية.، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 30 رحلة غطس يوميا تتجه من شرم الشيخ إلى جزيرتي تيران وصنافير لتميزهما بشعاب مرجانية خلابة المنظر والأسماك الملونة التي تتجمع أسفل المركب الغرقانة بالقرب من جزيرة تيران.
وأردف أبو زيد أن إجمالي عدد القاصدين لجزيرتي تيران وصنافير بغرض الغطس من المصريين والأجانب يصل تقريبا إلى 2500 سائح يوميا، معتبرا أن تنازل الانقلاب رسميا عن الجزيرتين بزعم إعادة ترسيم خط الحدود البحرية بين مصر والسعودية وجه صفعة جديدة إلى قطاع السياحة، فضلا عن كونه تنازلا عن قطعة عزيزة من تراب الوطن تشربت بدماء الشهداء فى نكسة 67.