ربما "المسلماني" وربما "أبو حمالات" أو أحد غيرهما هو من كتب "هجايص" وردت في خطاب قائد الانقلاب العسكري امام البرلمان، تماما مثلما كان الحال عليه أيام المخلوع حسني مبارك، وخطاباته التي لها صدى الطبل الأجوف، والتي ينطبق عليها قول القائل " أسمع ضجيجاً ولا أرى طحيناً". الناشط "أسامة الغامري" لم يفوت اللحظة ودمج بين مقاطع من خطاب السيسي ومبارك، حتى أنك لا تكاد تلحظ فارقا بينهما إلا في علامات الشيخوخة وسنوات النهب، مقطع الفيديو فضح فريق العمل الذي يكتب خطابات السيسي، والتي يفشل في مكل مرة في قراءتها جيداً، حيث تشتكي اللغة العربية مرّ الشكوى من طريقة نطق السيسي للكلمات والحروف والتي تشبه كثيرا طريقة الفنان محمد سعد في فيلم "اللمبي" أو "بوحة". خطاب السيسي فريق العمل الذي يكتب خطابات السيسي، ربما يشرف عليه اللواء سامح سيف اليزل ويضم مفكرين وكتابًا وباحثين ومستشارين يعملون في صفوف الانقلاب، ولا يتم تقديمهم بصورة رسمية غالبًا، لكنهم يشكلون الحلقة الضيقة داخل دوائر العسكر، يضعون الخطابات التي ينصب ويكذب ويهذي بها على الشعب. يمثل "كاتب" خطابات العسكر أهمية كبيرة منذ جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك، وصولاً لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، فخطابات العسكر ليست مجرد ألفاظ رنانة، لكنها تحتوي على أكاذيب وأرقام مغلوطة وأمنيات في الهواء ووعود كاذبة، وتتضمن في فحواها تلاعب بمشاعر وفقر الشعب الذي أدمن سماع ام كلثوم وخطابات عبد الناصر، قبل أن يفيق على نكسة 1967. فالسيسي لا يمكن.. بل لا يستطيع أن يتحدث كلمتين او تكوين جملة مفيدة دون وجود متخصص في الأكاذيب، لتحديد عناصر الخطاب ومداخله ولغته وإشاراته والعبارات التي يركز عليها، وفقًا للمناسبة التي يتحدث فيها ونوعية الجمهور المستهدف بالاستغباء و"الاستحمار" السياسي. كما أن السيسي يعاني من فقر بلاغة "مبالغ فيه"، وغالبا بل بالتأكيد غن ترك لحاله سيخرج عن النص، وقد تخونه لعثماته وعثراته وتصيب أهدافًا خاطئة تمامًا، ولا تحقق الغرض منها بل قد تأتى بنتائج عكسية على عكس ما يشتهي مدبري الانقلاب في الداخل والخارج. أشهر الدجالين ولعل أشهر "الوضاعين" و"الكذابين" الذين كتبوا خطابات العسكر في مصر على مدار أكثر من 60عامًا، هو الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الذي يحتضر هذه الأيام، والذي كان يصيغ خطابات رئيس انقلاب 1954 جمال عبدالناصر، وهو من كتب له خطاب التنحي عقب الهزيمة العسكرية أمام إسرائيل في يونيو 1967، الأمر الذي كان له أثر في شحن عاطفة المصريين، الذين خرجوا آنذاك للهتاف لزعيم الهزيمة وقائد الخراب. أما في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، فقد ظل هيكل كاتبه في السنوات الأولى وكان هو العقل المدبر وبعد خلافات بينهما أصبح الكاتب الصحفي موسى صبري هو كاتب خطاباته المقرب والمحبب، لكنه في النهاية لم يكن مقنعًا كما سلفه في مخاطبة الشعب، وربما لأن الأول كان أكثر "دجلاً" منه ويحظى بقبول شعبي أكبر. في عهد المخلوع حسني مبارك، لم يكن هناك كاتب محدد يكتب خطاباته، وتعددت الأسماء، ومن بينهم أنيس منصور ومكرم محمد أحمد وسمير رجب وأسامة الباز، وكانت خطابات المناسبات الدينية يكتبها الدكتور أحمد عمر هاشم. خطاب الرئيس مرسي أما في عهد الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير، فلم يعرف كاتب خطاباته بشكل واضح، وهناك من قال إنه هو يكتبها بنفسه، أو لا يكتبها على الإطلاق ويلجأ إلى الخطب الشفاهية، لكن خطاباته لم تكن مقنعة للكثيرين، خاصة وأنها قد تستغرق وقتًا أطول من اللازم، وعندما حدث انقلاب 30 يونيو، استغرق الرئيس مرسي في الحديث طويلاً عن المشاكل والتحديات التي واجهها على مدار عام من حكمه، إلا أنه في النهاية كان اعلام العسكر أعلى صوتا من العقل ومؤثرًا في غالبية مؤيدي الانقلاب. أما المستشار عدلي منصور، والشهير ب"الطرطور" رئيس المحكمة الدستورية العليا، الذي ولاه الانقلاب منصب الرئيس المؤقت عقب 3يوليو 2013، فقد تقاسم الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، الذي عمل مستشارًا إعلاميًا له، والدكتور مصطفى حجازي، مستشاره للشئون السياسية والإستراتيجية، كتابات خطاباته. بينما لا يعرف على وجه الدقة كاتب خطابات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، والتي تتسم غالبيتها بالارتجال، الأمر الذي يفضح "غباءه" وعنجهيته العسكرية، وتقول مصادر إعلامية مقربة من السيسي ان من يكتب له ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم"، ومحمود مسلم رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم" سابقًا والدكتور سامي عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام السابق بجامعة القاهرة.
المشهد المحذوف من خطاب #السيسي في البرلمان! Posted by Osama Algamasy on Saturday, February 13, 2016