بعد وصول المنشور اليومي من مكتب قائد الانقلاب بالأخبار اليومية المسموح بتداولها في الصحف المصرية "الحكومية والحزبية والخاصة"، وحجم التغطية وكيفية التناول، كانت جولات قائد الانقلاب الخارجية وعلى رأسها الزيارة "المتوترة" إلى ألمانيا هي المادة الأهم من ناحية الإبراز، فيما روجت لمزاعم وجود انشقاق داخل الصف الإخواني على خلفية الأكاذيب التي يروجها البعض بتنامي الخلاف بين قيادات الجماعة. وهللت صحف العسكر لجولات السيسي الخارجية، حيث قالت إنه سيشارك في حفل تنصيب عمر البشير بالسودان، ثم يتوجه إلى برلين مساء اليوم للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وإتمام زيارة "غير مرحب به فيها- تستمر يومين يصطحب خلال زيارته 19 فنانا، على رأسهم "يسرا" التي صرحت أنها في برلين لمواجهة خفافيش الظلام!. واستمرت حملة "التطبيل" لفتوحات قائد الانقلاب الخارجية في تعتيم واضح رفض عدد كبير من الساسة الألمان لزيارة السيسي ورفض رئيس البرلمان لقائده بسبب الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب المصري، فيما أشارت الصحف إن السيسي ناقش تطورات المنطقة مع وزير خارجية نيوزيلاندا، وبحث زيادة استثمارات بكين مع مستشار الدولة الصيني خلال استقباله لهما في القصر الجمهوري.
وجاءت الطبعات الأولى من الصحف الموالية للانقلاب العسكري اليوم الثلاثاء، لتمنح المساحة المخصصة يوميًّا لجماعة الإخوان سواء لتشويه التنظيم أو إبراز المحاكمات الهزلية؛ حيث واصلت بث الأكاذيب والترويج لوجود انهيار وانقسام الإخوان بسبب –ما وصفته- بالصراعات بين القيادات، وخصصت "الوطن" أعلى الترويسة لاستعراض ملف خاص بعنوان: ""زلزال الانقسام" يضرب الإخوان"، ونشرت"الشروق": "محمود عزت أنا المرشد". وأثار الظهور الأول ل القيادي محمود عزت بعد فض رابعة من خلال مقال نشره على المواقع الإلكترونية الجدل واستغلته الصحف لاستكمال حملة قد بدأتها منذ أيام بوجود انقسامات داخل الجماعة وانهيار وشيك للتنظيم الذي امتد على مدار 80 عاما، واعتبرت توقيع عزت في مقاله بصفته نائب المرشد والقائم بأعماله بمثابة ضربة -لمن أسمته- "الإرشاد القديم" لمعسكر "الإرشاد الجديد" أو تيار الشباب المنتخب في فبراير 2014. وزعمت أن الانقسام بدأ فعليا حين تم انتخاب مكتب لإدارة الأزمة من مصر وتم عزل القيادات القديمة مثل غزلان ومحمود حسين والإبقاء على محمد بديع مرشداً رمزياً، وتسابقت الصحف في نشر ملفات خاصة وتقارير عن مكانة محمود عزت الذي كان يلقب بالرجل الحديدي في التنظيم وتأثير ظهوره الآن في إشعال الصراع وليس إخماده، وأشارت إلى تدخل قيادات للوساطة بين المعسكرين مثل القرضاوي لاحتواء الأزمة حيث اجتمع بممثلين عن الفريقين باسطنبول. وترقبت صحف الانقلاب جلسة المحكمة اليوم للنطق بالحكم على الرئيس مرسي وعدد من قيادات الإخوان في هزلية "وادي النطرون" بعد إحالة أوراقهم إلى المفتى، وقد أفادت مصادر من دار الإفتاء بإرسال تقرير برأي المفتى إلى النيابة بسرية تامة.. وأعلن وزير الداخلية تشديد الإجراءات الأمنية حول المحكمة.
ونشرت "اليوم السابع" تقريرا ل "الدسوقي رشدي" بعنوان "الخريطة الكاملة لنفوذ الإخوان في ألمانيا" حيث وصف الجماعة بالحرباء التي تتلون وتنجح في المعايشة في جميع البيئات سواء في الشرق أو الغرب، واتهم أعضاءها بالنفاق والكذب لذلك استطاعوا التأثير على المجتمع الألماني، وقد عبر التقرير عن مخاوف ضمنية للنظام الحاكم من تأثير الإخوان على زيارة السيسي اليوم. وتناولت "الشروق" تصريحات رجب طيب أردوغان التي أبدى فيها تعجبه من تلون السيسي وانقلابه، حيث أكد أن الرئيس مرسي أخبره أثناء حكمه أن السيسي إنسان جيد ويصلى خلفه المغرب ويحفظ القرآن!.
وفى الشأن السياسي، استخدم صحف الانقلاب الاستمالات العاطفية في نقل أخبار إبراهيم محلب واستعراض جولاته في المحافظات وبالاستعانة بصور يتم نشرها تحمل الجانب الإنساني له مع بعض المواطنين، فبعد أن نشرت صور لمواطن يقبله، نشرت صحف اليوم صورة لسيدة مسنة تقبل رأسه بأسيوط للاستجابة لمطالبها. وتابعت جولة محلب في أسيوط لافتتاح المرحلة الأولى لمحطة كهرباء أسيوط، حيث أبرزت "الأهرام" تصريحه: "شعار الحكومة العمل لخدمة الشعب" وتحدث عن الجهد المبذول من الحكومة في مجال الكهرباء وتعهد بعدم انقطاع التيار خلال الصيف. واشتركت "الجمهورية" و"الوفد" في نشر ملفات خاصة تستعرض كشف حساب العام الأول من حكم السيسي، وقالت "الوفد" سنة واحدة لا تكفى لإصلاح فساد ثلاثين عاماً، واتهمت الإخوان ورجال مبارك بمحاصرة خطة النهوض، وأكدت أن مؤسسات دولية ترصد تحسن أداء الاقتصاد وزيادة معدل النمو.
وأبرزت صحف الانقلاب تصريحات إبراهيم الهنيدى وزير العدالة الانتقالية: لا مصالحة قبل المساءلة والمحاسبة في إشارة ضمنية للإخوان ومعارضي السيسي، كما شدد الهنيدى على عدم تعمد الحكومة لتأجيل الانتخابات قائلا: لا مصلحة في تأجيل الانتخابات، وأكدت "الأخبار" انتهاء مجلس الدولة من مناقشة القوانين. وانفردت "الشروق" بالكشف عن إصدار قانون خطير يمثل ردة دستورية وخطرا يداهم البرلمان القادم، حيث أكدت إقرار مجلس الدولة ل مشروع قانون يحرر "الدستورية" من مواعيد الفصل في الطعون الانتخابية. وكشفت "المصري اليوم" عن إصدار قرار سري يشترط موافقة 3 جهات أمنية وسيادية على سفر الأساتذة، وقالت إن القرار أثار غضب في الجامعات، ودفع حركة "9 مارس" للبحث عن مقاضاة محلب وعبد الخالق. واستعرضت "اليوم السابع" ملف خاص بعنوان "ثورة إنقاذ القضاء" تناولت فيه 10 مطالب تعطل منظومة العدالة أهمها: بطء التقاضي وقلة عدد القضاة، تناقض التشريعات، ولم تنتقد الصحيفة الأحكام المسيسة وإنما تناولت القضية بشكل ايجابي يصب في مصلحة القضاء. تحدثت الصحف عن مساعي وزير الأوقاف لاسترضاء شيخ الأزهر طبقاً لأوامر من السيسي كما ذكرت "التحرير"، واستعرضت الصحف نتائج زيارة جمعة إلى المشيخة وانتظاره لمدة ساعة في مكتب عباس شومان لتبرير موقفه ونفيه تحريض الإعلام ضد الطيب.
واقتصاديا، استعرضت صحف الانقلاب لقاء الفريق مهاب مميش مع كبار الصحفيين والإعلاميين حيث أعلن أن قانون الاستثمار في قناة السويس خلال أسبوع"، فيما نقلت "الجمهورية" عن وزارة المالية: تخصيص 7 مليارات جنيه للتموين والنقل والاستثمارات بالموازنة الجديدة، وقالت "الشروق" إن البورصة تستعد لثاني أكبر مؤتمر سنوي للطروحات الجديدة بمصر خلال أيام.
وحول الحالة الأمنية، اهتمت الأذرع الإعلامية بتصاعد ما وصفته "الأخبار" ب "فتنة كفر درويش" التي أدت إلى إحراق 3 عشش ومنزل للأقباط بعد تطاول أحد الأقباط المسافرين بالأردن على الإسلام عبر صفحته على الفيس بوك، ونقلت "المصري اليوم" تصريحا ل القمص هاتور يهاجم فيه الداخلية: تعامل الشرطة لم يتغير بعد الثورة، وقالت "البوابة" عار تهجير الأقباط يطارد الحكومة.
وكشفت "الوطن" عن خطة ل "بيت المقدس الذي يجهز ل صولة جديدة"، وقالت إن التنظيم ينشر صور تخريج دفعة جديدة تتدرب على السلاح، ويستهدف مآذن سيناء ب آر بي جي، وقلل مصدر عسكري من الصور المنشورة للتنظيم حيث اعتبرها للفرقعة الإعلامية ورفع معنويات أعضائها بعد انهيار التنظيم بنسبة 80%. وقالت "اليوم السابع" إن القوات المسلحة تعلن عن قبول دفعة جديدة ب الكليات والمعاهد العسكرية، فيما كشفت "التحرير" عن قرار مفوضي الدولة الذي يوصى بالعفو الصحى عن هشام طلعت مصطفى لكن لم يتم الإعلان عنه رسمياً.