يدعي العديد من النقاد الرياضيين والجماهير المصرية أن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر مدرب محظوظ و"مبخت" وأنه حقق معظم انجازاته عن طريق الحظ والتوفيق، بل ويعترف شحاتة نفسه بأنه مدرب محظوظ ويؤكد أنه سعيد بذلك. ولكن جاءت هزيمة منتخب مصر أمام مالاوي بهدف نظيف في الدقيقة 93 ومن خطأ غريب من خط دفاع منتخب مصر لتؤكد تخلي عنصر "الحظ" عن شحاتة للمرة الأولى منذ توليه تدريب المنتخب، فهل تخلى "الحظ" عن المعلم لفترة مؤقتة فقط أم أنه أدار ظهره لشحاتة وتركه بمفرده في مواجهة الاعلام المتربص والجماهير الحمراء الغاضبة من "المعلم" بسبب اشراكه لعصام الحضري في التشكيلة الأساسية للمنتخب. الحظ لم يتخل عن شحاتة في الثواني الأخيرة من عمر المباراة فقط وهي التي شهدت هدف اللقاء الوحيد، ولكنه تخلى عنه من قبل المباراة متمثلا في كثرة الغيابات في صفوف الفريق بسبب الاصابات وأشياء أخرى وخاصة في خط الهجوم. فخط هجوم مصر بمفرده تعرض ستة من عناصره لاصابات مختلفة ومتفرقة وهو ما جعل شحاتة يعتمد على المهاجم الشاب أحمد رؤوف ليخوض اختبار صعب في أول لقاء دولي له، وقد أثرت الاصابات على غياب أحمد حسام "ميدو" ومحمد زيدان ومحمد أبو تريكة وعماد متعب وعمرو زكي بالاضافة إلى محمد فضل. ولم يكن خط الهجوم فقط الذي تعرض للنقص ولكن غاب أيضا عن مباراة المنتخب بسبب الاصابة كل من أحمد فتحي ومحمد شوقي وشادي محمد وعماد النحاس الذي كان قريبا من العودة للمنتخب، بالاضافة لغياب الثنائي إبراهيم سعيد وسيد معوض بسبب عدم مشاركتهما مع ناديهما في الفترة الأخيرة، بالاضافة لابتعاد الثلاثي عصام الحضري وحسني عبد ربه وحسام غالي عن مستواهم المعهود بسبب المشاكل التي تحيط بهم وتؤثر بالسلب على أدائهم داخل الملعب. أي أن المنتخب كان ينقصه 15 عنصر من عناصره المؤثرة أي فريق أساسي كامل بالبدلاء وهو ما يؤدي إلى تراجع مستوى أدائه وتعرضه للهزيمة حتى ولو كان يقوده أفضل مدرب في العالم.
الهزيمة من مالاوي ليست بسبب شحاتة مثلما قد يدعي البعض حتى ينقضوا عليه وينهالوا عليه بسكاكينهم الحادة، ولكنها جاءت لأسباب النقص العددي الرهيب في صفوف المنتخب الهزيمة من مالاوي ليست بسبب حسن شحاتة مثلما قد يدعي البعض الذين انتظروا أي تعثر للمنتخب حتى ينقضوا على شحاتة وينهالوا عليه بسكاكينهم الحادة، ولكنها جاءت لأسباب النقص العددي الرهيب في صفوف المنتخب. ومن ينظر إلى نتائج المنتخبات الإفريقية الكبرى في التصفيات سيجد أن خريطة كرة القدم في إفريقيا تغيرت تماما وأصبحت هناك قوى جديدة، ولم تكن هزيمة مصر أمام مالاوي هي النتيجة المفاجئة الوحيدة في التصفيات، ولكن تونس خسرت على ملعبها من بوركينا فاسو، والمغرب خسرت من رواندا بثلاثية، والجزائر خسرت من جامبيا، وأنجولا خسرت من أوغندا بثلاثية، ومالي خسرت من السودان، وغانا خسرت من الجابون ، وغينيا خسرت من كينيا، وتوجو خسرت من سوزيلاند، وجنوب إفريقيا خسرت من سيراليون، وهي نتائج غريبة وغير منطقية. ولم تكن المفاجآت قاصرة على القارة السمراء فقط ولكنها ظهرت بوضوح في تصفيات كأس العالم لقارة أمريكا الجنوبية بهزيمة البرازيل أمام باراجواي وتعادل الأرجنتين على ملعبها مع الاكوادور بعدما كانت الاكوادور متقدمة حتى الدقيقة 93، وكل ذلك بالطبع بخلاف المفاجأت المدوية في (يورو 2008) بهزيمة ألمانيا أمام كرواتيا واقتراب ايطاليا وفرنسا من توديع البطولة من دورها الأول. في النهاية أتمنى أن يتخطى منتخب مصر هذه الكبوة على أن تكون البداية يوم الأحد المقبل من الفوز على مالاوي بالقاهرة الأسبوع المقبل لنستعيد زمام الأمور لأن هذه المباراة ستكون عنق الزجاجة للمنتخب، أما المباراتين الأخيرتين أمام الكونجو الديمقراطية وجيبوتي فسيكون لهما حسابات أخرى لأنهما سيقاما خلال شهري سبتمبر وأكتوبر وستكون الأمور تغيرت تماما بعودة المصابين واكتمال صفوف المنتخب ليكون قادرا على مواصلة المشوار وتحقيق الحلم بالتأهل لنهائيات كأس العالم. كلمة أخيرة لجماهير الأهلي: أيهما تختار: تحقيق حلم الوصول لكأس العالم .. أم الخروج من التصفيات والشماتة في الحضري؟؟