أكد رئيس الهيئة التنسيقية لملتقى القبائل الليبية الشيخ عادل الفايدى، فى حوار ل«الوطن»، أن الجامعة العريبة لن تستجيب لطلب الحكومة الليبية بالموافقة على تدخل عسكرى عربى فى مدينة «سرت» ضد تنظيم «داعش» الإرهابى عقب المذابح التى ارتكبها التنظيم الإرهابى مؤخراً وراح ضحيتها نحو 200. وقال: «هناك دول عربية ترفض اتخاذ قرار فى هذا الاتجاه، وهى كذلك كانت تعرقل انعقاد اجتماع الجامعة العربية الطارئ الذى جاء للأسف متأخراً ما يثير استنكارنا واستغرابنا»، مشيراً إلى قطر، كما انتقد «الفايدى» تقاعس المجتمع الدولى تجاه حماية المدنيين فى ليبيا، واستمرار فرض حظر السلاح على الجيش الليبى رغم أن السلاح يأتى من كل مكان للتنظيمات الإرهابية. وطالب مصر والدول العربية «المعتدلة» أن يكون لها دور وأن تدعم بقوة طلب الحكومة الليبية. * فى البداية، ما تعليقك على دعوة الحكومة الليبية الدول العربية لتدخل جوى فى «سرت»؟ - بعد المذابح التى ارتكبها تتنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا وأعمال القتل والإجرام التى يرتكبها يومياً أعتقد أن الدول العربية والدول الصديقة ما كان عليها أن تنتظر حتى تطلب منها الحكومة الليبية التدخل لوقف تلك المذابح، كان ينبغى أن يكون هناك تدخل سريع كنتيجة مباشرة لما يرتكبه التنظيم الإرهابى. وبصفة عامة فإن طلب الحكومة الليبية التدخل العسكرى الجوى فى «سرت» عمل مشروع ومنطقى، وأتمنى أن يكون أى عمل عسكرى فى ليبيا ضد الجماعات الإرهابية براً أو جواً أن يكون برعاية الجامعة العربية. * هل تعتقد صدور قرار من الجامعة العربية يلبى دعوة الحكومة الليبية بتدخل جوى فى «سرت» ضد «داعش»؟ - لن يصدر قرار من الجامعة العربية فى هذا الاتجاه، لأنه كانت هناك دول داخل الجامعة تعرقل من الأساس أن يكون هناك اجتماع للجامعة العربية لبحث أو مناقشة الطلب الليبى، وأرى أن موقف الجامعة العربية غريب جداً، وأستنكر بشدة تأخر الدول العربية فى الاستجابة لما يحدث فى ليبيا، فالمذابح تُرتكب فى «سرت» والجامعة العربية ستجتمع غدا ومذابح داعش منذ الجمعة، إلى أى شىء تنتظر الجامعة العربية؟ كم شهيداً تنتظر حتى تجتمع لتأخذ قراراً بحماية الليبيين من الإرهاب؟ إن المشكلة ليست فى مجرد اجتماع ينعقد بشأن ليبيا، ولكن أن تكون هناك إرادة عربية لمساعدة الليبيين وتقديم الدعم لهم. * ما هى الدول التى تعرقل اجتماع الجامعة العربية والاستجابة لطلب الحكومة الليبية؟ - هى دول معروفة للجميع، وأعتقد أنها سبب واضح فيما يعانى منه الليبيون اليوم. * هل قطر من بين تلك الدول التى تقصدها؟ - هل ترى غير ذلك؟!.. الأمور واضحة للجميع. * فى حال لم يتم التوافق فى الجامعة العربية على الطلب الليبى، هل من الممكن أن يكون هناك عمل عسكرى خارج إطار الجامعة العربية؟ - لا أفضّل ذلك ولا أؤيد أو أشجع أى عمل عسكرى عربى فردى خارج إطار جامعة الدول العربية، لأن الطرق واضحة، فهناك اتفاقية دفاع عربى مشترك نطالب بتفعيلها، والحالة الليبية كذلك مدرجة ضمن بنود الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. * مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة حمّل «مجلس الأمن الدولى» مسئولية مذابح «داعش» فى «سرت».. ما تعليقك؟ - المجتمع الدولى متقاعس فى مواجهة ما يحدث لليبيين، ودوره سلبى، فهو لا يريد التدخل فى ليبيا بأى شكل لأنه يعتقد أن إدخال أى معطيات جدية على الساحة الليبية سيؤثر على المعادلة السياسية الحالية التى يسعى من خلالها للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة فى ليبيا. لكن فى الحقيقة أجد أن مبرر مجلس الأمن عذر أقبح من ذنب، لأن هناك مدنيين يذهبون بشكل يومى ضحايا للعمليات الإرهابية، فكان عليه أن يبادر بتدخل عسكرى لحماية المدنيين. * أو على الأقل رفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبى.. أليس كذلك؟ - نعم، تحدثنا بقوة فى هذه النقطة بأنه ينبغى رفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبى، فالآن هناك برلمان معترف دولياً بشرعيته، وحكومة نابعة عنه، وهذا البرلمان اختار قيادة عامة لجيشه مهمتها الدفاع عن ليبيا، فما الذى يمنع إذن من تسلحيه؟!. لو رُفع حظر التسليح عن الجيش الليبى لن يكون بحاجة إلى أى مساعدات دولية أو لن تكون هناك حاجة إلى طلب تدخل عسكرى خارجى، لأن الجيش الليبى والليبيين بمقدورهم القيام بهذا الدور ومحاربة الإرهاب بأنفسهم والانتصار عليه إذا كان لديهم سلاح، وهم الآن يعانون من نقص التسليح والذخيرة. * رغم ذلك تصل أسلحة متطورة إلى التنظيمات الإرهابية فى ليبيا.. - نعم السلاح يأتى إلى الدواعش من كل مكان، وبمساعدة دول بعينها والكل يعلم ذلك، وفى ذلك قمة التناقض، فالجيش الليبى الذى يحارب الإرهاب يرفضون تسلحيه ويفرضون حظراً عليه. * ما الدور الذى يمكن أن تقوم به القبائل الليبية لو وافقت الجامعة العربية على طلب الحكومة الليبية؟ - أولاً نحن نقدم الدعم والتأييد ونبارك أى عمل عسكرى فى ليبيا ضد الجماعات الإرهابية تحت مظلة جامعة الدول العربية، وسنوفر الدعم الشعبى له حتى لا يقال إن ما يحدث «مؤامرة» ضد ليبيا أو لخدمة أجندات بعينها، ودعمنا هذا يرجع إلى أن العمل العسكرى يأتى بناء على طلب رسمى من الحكومة الليبية، وسيكون الجيش الليبى شريكاً فى هذا العمل العسكرى ونحن ندعمه، كما أن القبائل الليبية منوط بها الالتزام بمنع أبنائها من الالتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية، وكذلك مساعدة الجيش فى حربه ضد الإرهاب. * ما رسالتك للدول العربية؟ - على الدول العربية المحايدة التى لا تعمل لحساب أجندات بعينها أن تستثمر قوتها الناعمة على الدول العربية التى تحول دون الاستجابة لطلب الحكومة الليبية بتدخل عسكرى جوى فى «سرت»، ولا نستطيع أن نغفل دور مصر ودور الشعب المصرى الذى قدم الكثير من التحركات لخدمة الشعب الليبى فى حربه على الإرهاب وبناء دولته، وعلى المستوى الدولى والعربى قدم الكثير، ونحن نعول على مصر كثيراً فى دعم طلب ليبيا أمام الجامعة العربية.