حملت كلمة وزير الخارجية الليبي "محمد الدايري"، أمام الجامعة العربية، اليوم، كلمات حاسمة ومعبرة عن الأوضاع الراهنة التي تعانيها بلاده عامة و"سرت" بشكل خاص، في ظل تمدد التنظيمات الإرهابية وتصاعد جرائمها في البلاد والحظر الدولي المفروض على تسليح الجيش. وقال الدايري، خلال الجلسة الطارئة للجامعة العربية بشأن الأوضاع في سرت: إنَّ «يد الغدر في ليبيا بدأت جرائمها ضد الشعب الليبي ب"أنصار الشريعة" ومجموعات إرهابية أخرى، منها "داعش"، الكيل طفح والإرهاب بدأ في ليبيا مع "أنصار الشريعة" والرءوس المقطوعة في سرت الجمعة الماضية لم تكن الأولى، وسرت ليست الوحيدة التي تعاني بشاعة الإرهاب. بنغازي ودرنة وسرت كلها تعاني». وأشار الدايري، إلى العلاقة الوطيدة بين ما يحدث في نيجيريا من إرهاب على يد «بوكوحرام» وما يحدث في ليبيا، أكد أنَّ خطر «داعش» يهدِّد جميع دول الجوار خصوصًا مصر والجزائر وتونس والسودان، فضلًا عن أوربا التي تهدِّدها موجات تجارة البشر والهجرة غير الشرعية. وأضاف، أن "الليبيين لا يمكنهم القضاء على إرهاب تنظيمات «القاعدة» و«داعش» وغيرهما في درنة وسرت وبنغازي في ظل عدم توفير أبسط متطلبات الجيش المتمثلة في التسليح". وضرب مثلًا على ضعف قدرات الجيش، قائلًا: «لدينا في القوات الجوية طائرتان ولا أذيع سرًّا»، متسائلًا: «هل يمكن أن يستمر هذا الوضع.. هل يمكننا انتظار شهرين أو أربعة حتى نتوصل لحكومة وفاق فيما تستمر المذابح التي يرتكبها تنظيم "داعش" في البلاد؟!». وجدد وزير خارجية ليبيا، مطالبة الحكومة المؤقتة الدول العربية بتوجيه ضربات جوية لمعاقل «داعش» في سرت، مضيفًا أن سلاح الجو الليبي يعاني قصورًا بسبب حظر تصدير السلاح إلى الجيش الليبي، كما حذَّر من وجود تزامن بين الإرهاب والهجرة غير الشرعية التي تحمل في طياتها خطرًا داهمًا يهدِّد أوربا. وأضاف: «إن ليبيا يدمي قلبها بما يحدث في بنغازي وسرت.. بلدي يقطع رءوس أبنائه وننتظر دعم أشقائنا». وتحدث عن دور وفد مجلس النواب في دعم الحوار الوطني الذي ترعاه الأممالمتحدة على مدى جولاته في غدامس ثم جنيف والصخيرات، الذي جسَّده التوقيع بالأحرف الأولى على مُسوَّدة الحوار الأخيرة، مضيفًا: «قيل لنا في مجلس الأمن بعد أن طالبنا فبراير الماضي برفح حظر تصدير السلاح إلى ليبيا إنَّ حكومة الوفاق الوطني شرط أولى لتسليح الجيش». وتابع: «إنّ الشرعية لا تعيق الوفاق ولا تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن لا ينبغي أن يوضع ذلك حكومة الوفاق، حجر عثرة أمام تسليح الجيش الليبي. إنَّ الجيش الليبي مفروض عليه حصار يهدف لعدم تمكينه من النصر على الظلام الأسود الذي يحيط بنا». وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبى، اجتمع بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والأمين العام المساعد أحمد بن حلي، في مقر الجامعة، قبيل اجتماع على مستوى المندوبين، لمناقشة الوضع الليبي الراهن خاصة الأحداث الجارية في مدينة سرت.
