أوصى الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية أمس بوضع استراتيجية لمساعدة ليبيا عسكريا لمواجهة "ارهاب داعش"ولم يوافق على طلب الحكومة الليبية المعترف بها دوليا بشن هجمات جوية على مدينة سرت شمال ليبيا التى يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابى. واكد الاجتماع فى بيان له بعد اجتماع غير عادى للمندوبين الدائمين فى القاهرة ان "الحاجة اصبحت اكثر الحاحا فى هذه الظروف العصيبة الى التعجل بوضع استراتيجية عربية تضمن مساعدة ليبيا عسكريا فى مواجهة ارهاب داعش وتمدده على اراضيها". ومن جانبه ،أكد الدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربية أن اجتثاث الارهاب من جذوره تقع مسئوليته على عاتق جميع الدول العربية والعالم أجمع، واصفا الارهاب بأنه آفة العصر. وقال العربى فى كلمته خلال الاجتماع الطاريء: أؤيد بشكل كامل مطالبة الحكومة الليبية لمساعدات فورية لمواجهة الارهاب وضرورة انشاء القوة العربية المشتركة لمواجهة تلك التحديات. وأضاف العربى قائلا "نحن نبحث اليوم مستجدات الاوضاع فى ليبيا والوضع الخطير الذى تعانى منه مدينة سرت جراء الجرائم التى يرتكبها تنظيم داعش الارهابى بحق المدنيين الابرياء ومانتج عنها من أوضاع انسانية مأساوية تمس دولا عديدة وليست فقط ليبيا نتيجة لسيطرة هذا التنظيم على هذه المدينة وغيرها من المناطق فى دولة ليبيا الشقيقة ". وأشار العربى إلى قرار الجامعة العربية على المستوى الوزارى الصادر فى 7 سبتمبر 2014 الذى نص فى فقرته السابعة على تأكيد عزم الدول العربية على مواصلة الجهود لتعزيز الاطر القانونية والمؤسسية لجامعة الدول العربية فى مجال تعزيز الامن القومى العربى ومكافحة الارهاب واتخاذ جميع الاجراءات الضرورية سياسيا وامنيا وقضائيا وفكريا لمواجهة مخاطر الارهاب وما يفرضه من تحديات. وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولى بالحكومة الليبية المؤقتة محمد الدايرى ان"القدرات الجوية للجيش الليبى محدودة ومختصرة فى طائرتين واحدة مخصصة لبنغازى وأخرى لدرنة ولا يوجد قوات جوية ليبية لتقوم بتوجيه ضربات جوية ضد داعش فى سرت".واضاف أن الكيل قد طفح فى ليبيا من ممارسات الجماعات الارهابية منذ المرحلة الانتقالية التى مرت بها بلاده فى عام 2012 . وقال الدايرى خلال اجتماع الجامعة الطاريء، إن ما يحدث فى ليبيا يثير عواطف جياشة تجاه الراى العام الليبى والعربى والاسلامي، مضيفا أن الارهاب الذى ننعقد بشأنه اليوم بدأ فى ليبيا منذ عام 2012 حيث نعانى من ارهاب استهدف ابناء الجيش الوطنى الليبى والشرطة الليبية والعاملين فى البحث الجنائى والعاملين فى الحقل القانونى والمجتمع المدني. وأضاف الدايرى أن الارهاب لم يبدأ مع ظهور تنظيم "داعش" ولكنه بدأ مع تنظيم انصار الشريعة الذى اعتبرته الاممالمتحدة فى 19 نوفمبر الماضى منظمة ارهابية تنشط فى درنة وبنغازى وصبراتة غرب ليبيا، موضحا أن يد الغدر من الارهابيين استهدفت شخصيات من مفجرى ثورة فبراير . وأشار الدايرى إلى عمليات قطع الرؤوس فى 15 فبراير 2015 حين تم قطع رؤوس 21 مسيحيا مصريا فى سرت أعقبتها أعمال مماثلة بشعة فى بنغازى ارتكبتها الجماعات الارهابية. وقد نظمت الجالية الليبية فى مصر وقفة احتجاجية صباح امس أمام مقرِّ جامعة الدول العربية، تزامنًا مع جلسة طارئة للجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة تطورات الأوضاع فى ليبيا.واتفق معظم المحتجين على ضرورة رفع حظر التسليح على الجيش الليبي، لمساعدته فى دحر الإرهاب المتمثل فى تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرِّفة فى البلاد. وطالبت عضوة المؤتمر الوطنى العام سابقًا، أسماء سريبة، جامعة الدول العربية بالضغط لرفع الحظر على تسليح الجيش، ودعم السلطات الشرعية فى ليبيا لمواجهة تنظيم «داعش".