تجمع عشرات من أهالي الأطفال الناجين من حادث قطار منفلوط، داخل المستشفى الجامعي بأسيوط، أمام قسم الحوادث مساء السبت، حيث جرت مشادات عنيفة، بين الأهالي والأطباء، لعدم توفر الرعاية الصحية المتكاملة لأطفالهم، والتي تمثلت في غياب الأسرِّة الكافية، وعدم وجود الأطباء المتخصصين بقسم الجراحة، إذ كان أغلب المتواجدين من أطباء الامتياز، وعدم وجود المصل الوقائي الذي احتاجه أكثر من حالة استصلئت الطحال. وقال جمال فتحي، عم الطفلين: عمرو إبراهيم، ومحمد خلف، إنهم موجودين منذ وقعت الحادثة، ولم يحدث أي اعتناء كاف بالمصابين، للدرجة التي حالت دون التحدث مع أطفالهم، القابعين في العناية المركزة. وأضاف أنه، وأهل الطفلين، كلما سألوا عن الأطباء الاستشارين في مجال الجراحة، يكون الرد عليهم من قبل الممرضات "الدكاترة عندهم عمليات مهمة". وأردف، متحدثاً عن عمرو مصاب بشرخ في الجمجمة، بعمق 5 سم، وتهتك في الرأس، كاد أن يصل للمخ، بحسب التقرير الطبي، الخاص بحالته، وأنه يرقد بجوار ابن عمه محمد خلف، دون أن يحصلوا على المصل الوقائي الذي يقوم بعمل الطحال، الذي تم إزالته، ويصل قيمته إلى 3 الآف جنيه، وهو غير متوفر في المستشفى، حيث قال "يعني ينجى من القطار عشان يموت لغياب حقنة مصل". وأكد أنه وتسعة من ذوي الطفلين، تم إخضاعهما للتبرع بالدم إجبارياً، حتى تقبل الحالات، إذ تبرع كل منهم بنصف لتر من الدم. وقال أحد الأطباء، الذي رفض ذكر اسمه، إن المستشفى تلقت 17 حالة، من الأطفال، توفي منهم طفل واحد اسمه محمد ياسر، وأغلب الإصابات نجم عنها كسور وشروخ في الجمجمة ونزيف في البطن وتهتك في الأمعاء، وأكثر من حالة استدعت استئصال الطحال، مضيفاً، أنه الحالات الموجودة بالمستشفى الآن مستقرة، ولا تستدعي القلق. بينما قال مصطفى عادل، طبيب الجراحة العامة بالمستشفى، أنه تم تبليغهم بالحادثة في السابعة صباحاً، وأكد أن الأزمة الموجودة في الطوارئ تكمن في غياب الأسرة الكافية والمجهزة للعدد الواصل إليهم، بالتزامن مع حوادث أخرى، وأشار إلى تدخل عميد الكلية من أجل توفير أسرة جديدة، تسع الطلاب المصابين، وتهدئ من روع الأهالي الغاضبين، الذين صبوا لعناتهم على المستشفى، وغياب الرعاية الصحية الملائمة لحالاتهم. وأوضح طبيب الجراحة العامة، أن مشكلة المستشفى الأساسية أن الإمكانيات ليست على المستوى المرجو، حيث لا تتوفر بكثرة تناسب الحوادث أجهزة التنفس الصناعي والmonitor، الذي يقيس ضغط المرضى ونبضهم. وانتقد الوجود الأمني الذي غاب بشكل ملحوظ حين وقعت الحادثة، وقبل ذلك، لكن الأمن عاد للظهور وسيطر على الموقف، وردع هجوم الأهالي وهيأ سبل العمل للأطباء، حين عُلم بقدوم رئيس الوزراء هشام قنديل، ووزير الداخلية، أحمد جمال الدين. وتساءل: "هو أرواح الناس الأبريا ملهاش قيمة، غير لو المسئولين موجودين". يأتي هذا، في الوقت الذي تفقد فيه، عدد من رجال من مشيخة الأزهر والأوقاف، على رأسهم عبد التواب قطب، وكيل الأزهر، بتكليف من الإمام الأكبر أحمد الطيب، والذي أكد، على انعقاد اجتماع طاريء غدا بالمجلس الأعلى للأزهر، للوقوف على أسباب الحادث، وعلى الإعانات التي ستقدمها المشيخة لأهالي المصابين والمتوفين، وأشار إلى أن يوم السبت، ليس يوم دراسة إجباري، على كل القطاعات الأزهرية، موضحاً، أن كل قطاع يرى ما يناسبه، بناء على طلب من الأهالي، لعودة طلابهم، متأخرين، حيث تقل عدد الحصص، عندما لا يحصل الطلاب على السبت كعطلة.