شهدت سيناء حالة من الرعب لا يحتملها المواطن العادي، من أصوات انفجارات متتالية، وقذائف طائشة من المسلحين، في وقت معركة بين الجيش وجماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية منذ يوم الأربعاء الماضي، ما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي،بالتوجه بالشكر والتقدير، للأهالي، دون أن يذكر "القبائل"، ما آثار سؤالًا "أين كانت القبائل أثناء الأحداث الإرهابية على مدينة الشيخ زويد". قبل 3 شهور أعلن عدد من شيوخ القبائل على رأسهم، موسى الدلح، وإبراهيم العرجاني، الحرب على تنظيم "بيت المقدس"، ونظموا مؤتمرًا في سيناء، قالوا إنه سيناقش آلية مشاركة القبائل في هذه الحرب، لكن بعد المؤتمر اختفى القبائل، واختفى معهم ما تردد عن محاربتهم للتنظيم. ويرى الدلح، أحد شيوخ قبيلة الترابين، أن القبائل أدت دورها على أكمل وجه في الحرب على الإرهاب، موضحًا أن المناطق التي يسيطر عليها القبائل في الشيخ زويد ورفح خالية تماما من الإرهاب، وطردهم من مناطق نفوذ القبائل. وأضاف الدلح ل"الوطن"، أن هناك تعاون بين الجيش والقبائل في مجال مدهم بالمعلومات المتوافرة لدى القبائل، مؤكدًا أن قبل هجوم الشيخ زويد "كانت لدينا معلومات بأن هجومًا كبيرًا تنفذه جماعة أنصار بيت المقدس على كمائن الجيش، وأبلغنا الجيش بهذه المعلومات"، مضيفًا أن الاشتباكات التي حدثت بين الجيش وعناصر بيت المقدس لم تحدث في المناطق التي ينتشر فيها القبائل. واعتبر أحد شيوخ قبيلة الترابين أن هجوم بيت المقدس الأخير على الارتكازات الأمنية جاء نتيجة تضييق الخناق عليهم من قبل الجيش من ناحية، ومن القبائل من ناحية أخرى. من جانبه قال الشيخ علي فريج أحد الرموز القبلية في سيناء، أن دور القبائل في محاربة الإرهاب واضح، وهو التعاون مع رجال القوات المسلحة، ومدها بالمعلومات، موضحًا أنه لا يمكن تحقيق أي انتصار بدون التعاون مع الجبهة الداخلية في سيناء والتي يمثلها القبائل والأهالي. وأضاف فريج في تصريحاته ل"الوطن" أن هناك عقبات تواجه القبائل خلال مشاركتها في الحرب على الإرهاب، تتمثل في استهداف المسلحين لشيوخهم الذين يتعاونون مع الجيش، بالإضافة إلى ضعف قنوات الاتصال في بعض الأحيان مع القوات الأمنية، مشيرًا إلى أن أهالي سيناء وقبائلها عازمين الانتصار على الإرهاب.