كتب- صلاح لبن وأحمد سعيد حسانين: مع تصاعد المواجهات فى سيناء، ودخولها لمنعطف صعب إثر دخول القبائل على خط النار كان من الضرورى التعرف على الأمور على الأرض. موسى الدلح، أحد مشايخ قبيلة الترابين، قال «أعلنت عن رصد مكافأة قدرها 100 ألف جنيه لكل من يدلى بمعلومات عن شادى المنيعى، ومليون جنيه لكل من يأتى برأسه من شركة الدلح، بالتعاون مع شركة أبناء سيناء، التى يرأسها إبراهيم العرجانى، ولدىّ معلومات شبه مؤكدة أنه هرب إلى غزة، برفقة عدد من عناصره الرئيسية، وأريد هنا أن أشير إلى أن ما يتردد حول مقتله أمر ليس مؤكدا حتى الآن، لأن المعلومات الأكثر دقة تشير إلى هروبه لغزة، لكننا لن نجزم بذلك حتى أرى رأسه مقطوعة أمامى، وأؤكد أن القصاص حق لنا من هؤلاء الإرهابيين الأوباش». وعن مستجدات الأوضاع فى ما يتعلق بالحرب ضد التنظيمات الإرهابية، قال الدلح «أريد أن أؤكد أن حربنا ضد الإرهاب مستمرة، ولم تتوقف، حتى القضاء على هذه الجماعات الإرهابية المنتشرة فى أرجاء سيناء، وأشير هنا إلى أن الجيش والبدو يتحركان سويا من أجل محاصرة البؤر والجماعات الإرهابية». وعن المخاوف من تحول القبائل إلى ميليشيات فى المستقبل تواجه الدولة، قال الدلح أؤكد أنه لا يوجد بنى آدم لديه ذرة نخوة أو رجولة يرفض ما تقوم به القبائل السيناوية لحماية أهلها وعرضها، ولن نتحول إلى ميليشيات مثلما يدعى البعض، نحن سنحصل على القصاص آجلا أو عاجلا، والنار ولا العار، ولن نترك الإرهابيين يعيشون طلقاء سعداء، ويستحلون أرضنا أو يعتدون على أهلنا، وأريد أن أنوه أن الجيش ليس بحاجة إلى البدو، لكن العامل النفسى والمعنوى مهم للغاية، بحيث يرى الجندى البدوى يؤمن ظهره من الخلف، وأريد أن أوضح أننا مسيطرون على الأوضاع بنسبة مئة فى المئة، وكل قبيلة باتت تحمى نفسها بنفسها لردع هؤلاء الإرهابيين. وعن نتائج المعركة الدائرة حتى الآن، قال القيادى فى «الترابين»، «نحن منتصرون بإذن الله، وأريد أن أؤكد أن دماء الشهداء بريئة، ونحن لن نتراجع حتى لو كان الأمر على جثثنا، وأريد أن أشير إلى أننا قمنا بمحاصرة مصادر المياه والوقود مع قوات الجيش لمنع الإرهابيين من استغلالها». وعن مستوى التأييد من القبائل للحرب ضد الإرهاب، قال الدلح «كل القبائل تؤيدنا وتقف بجوارنا، وأكثر من 73 قبيلة أعلنت دعمها وتأييدها لنا، وأريد أن أوضح أننا تلقينا عديدا من رسائل الدعم والتأييد من مختلف القبائل العربية من أسوان للسلوم، وهذا يشعرنا بالقوة، وأريد أن أوضح أن القوات الخاصة والجيش والداخلية يقومون بدورهم على أكمل وجه والدعم اللوجيستى للجيش يكفى ويزيد فى حربنا ضد هؤلاء الفئران، وأريد أن أنوه أن حربنا ضد الإرهاب تتطور يوما تلو الآخر والأمور المعنوية والنفسية تتحسن للأفضل، وهناك ثقة متبادلة بين البدو والجيش، ونحن ندافع عن أرضنا، ونحن لا نمسك السلاح فى وجه بعضنا البعض، لكن فى وجه من يعادينا، ونحن لم يظهر حادثة واحدة توضح اعتداء أى بدوى على جندى مصرى، ولا نقطة دماء سالت إلا من أجل هذا الوطن، ونحن فى تنسيق مستمر مع القبائل من أجل محاربة هذه الجماعات الإرهابية». وعن حقيقة ما يثار حول وجود مفاوضات مع الإرهابيين، قال الدلح «هذا الكلام عار تماما من الصحة، وليس هناك أى مفاوضات مع التكفيريين، ولا مفاوضات مع أنصار بيت المقدس، ولا مفاوضات مع ولاية الشيطان، ولا أى تنظيم إرهابى، ولن نتراجع تحت أى ظرف من الظروف». وعن دلائل الانتصار فى الحرب فى سيناء ضد الإرهاب، قال الدلح «هناك أكثر من دليل، أبرزهم أنه لم يسمع أحد فى أى مكان عن تفجير أو عمل إرهابى فى منشأة أو قسم أو أى مكان منذ أن بدأنا حربنا ضد الإرهاب، وأؤكد أن هذه الجماعات محاصرة فى أماكنها». من ناحية أخرى، وردا على تصريحات الدلح، قال الدكتور نعيم جبر، منسق عام قبائل سيناء، إن ما يفعله بعض مشايخ الترابين من إعلان رفع السلاح ضد الإرهابيين يعد بمثابة تقليل من شأن القوات المسلحة المصرية فى سيناء، لافتا إلى أن أصحاب بيان الحرب على بيت المقدس يقيمون فى القاهرة وليس لهم أى علاقة بالأحداث. وتساءل جبر فى تصريحاته ل«التحرير»، كيف يقدر رجل فشل فى حماية بيته على مواجهة الجماعات المتطرفة؟ مشيرا إلى أن المشايخ المؤيدين للحرب ضد داعش ليس لهم وجود فى سيناء، وليس لديهم القدرة على مواجهة الإرهاب، وكل ما يفعلونه هو الضجيج فقط. جبر أضاف أن هناك من يروج بأن العناصر الإرهابية تعيش بيننا، وهى معلومة مغلوطة، حيث إن تمركز بيت المقدس وغيرها من العناصر الإرهابية فى مناطق منعزلة بعيدة عن التجماعات القبلية. منسق عام قبائل سيناء فجر مفاجأة قائلا: إن عددا كبيرا من مشايخ الترابين ليست موافقة على محاربة الإرهابيين، وإنها لا تفضل المواجهة، إنما تترك للقوات المسلحة للرد على ما يحدث من عمليات ضد قبائل سيناء. جبر أضاف أن عددا قليلا من المنتمين ل«الترابين» أصابهم الوهم، ويريدون أن يقودوا سيناء إلى حرب أهلية، مشيرا إلى أن الغالبية المطلقة فى سيناء ضد رفع السلاح، ونوجه رسالة للشعب المصرى فحواها اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا، نحن فى قلب سيناء، ولا نحدد مواقفنا بناء على صفقات سياسية مثلما فعل عدد قليل من قبيلة الترابين، ولم يحترموا الجيش، وأطلقوا تصريحات عنترية، رغم أنهم ليس لديهم القدرة على تنفيذها، مشددا على أنه لا توجد قبيلة واحدة أعلنت انضمامها فى الحرب ضد الجماعات الإرهابية، لكن هى مجموعة من الشخصيات ليس لديهم أى قدر من المسؤولية. وفى المقابل، يقول الشيخ على فريج، شيخ قبيلة الروميلات، «نحن ننسق مع جميع القبائل، ونعقد اجتماعات مستمرة، كما توجد تفاهمات مع أجهزة الأمن والقوات المسلحة المصرية». فريج أوضح فى تصريحات خاصة ل«التحرير» أن العناصر الإرهابية وجهت ضربات الغدر إلى عناصر من قبيلة الترابين وقع على أثرها عدد من القتلى، ونحن وافقنا على دعم الترابين للدفاع عن شرف وكرامة قبائل سيناء.