على صوت طلقات الرصاص وضجيج الأسلحة الثقيلة، يفطر الصائم في رمضان، حيث تنطلق طلقات الغدر من أوكار شياطين الإرهاب لتمزق أجسادهم بوحشية، دون احترام لقدسية وحرمة الشهر المبارك، فعلى مدار ثلاثة سنوات متتالية حرصت الجماعات الإرهابية على ارتوائها بأكبر قدر من دماء الضحايا الأبرياء، وحرق قلوب الشعب المصري على فلذات أكبادهم، والاتشاح بملابس السواد بدلًا من ملابس العيد المبهجة. المذبحة الأولى، كانت في رمضان 2012، عندما جلس الجنود في مكان خدمتهم بأحد كمائن رفح على مائدة الإفطار، منتظرين أذان المغرب، ولم تمض إلا دقائق معدودة، واختلطت الدماء والأشلاء بالطعام، فقتل الإرهاب 16 مجندا في رمضان، في مجزرة عرفت إعلاميا ب"مذبحة رفح الأولى"، التي كانت عدوانا غاشما، ممن يتخذون الدين ستارا لأفعالهم. أما الثانية، فكانت قبل دقائق من أذان مغرب 21 رمضان 2014، عندما فاجأ مسلحون الكتيبة رقم 14 في "الدهوس" بالكيلو 100 في المنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية، وكانت الحصيلة استشهاد 28 مجندا. الثالثة وقعت صباح 13 رمضان 2015، حيث هاجم الإرهابيون 5 أكمنة للجيش بشمال سيناء، ما أسفر عن وقوع 10 ضحايا بين شهيد ومصاب، حسب بيان أعلنه المتحدث العسكري. ونشر المتحدث العسكري، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بيانًا يؤكد أن القوات المسلحة استطاعت تصفية 22 عنصرًا إرهابيًا في الهجوم الذي وقع صباح اليوم، فيما استشهد وأصيب 10 من أفراد الجيش. من جابنها، أعلنت شبكة "سكاي نيوز" عن ارتفاع عدد ضحايا الجيش المصري إلى 60 شهيد، مشيرة إلى تصفية كمين الرفاعي في الشيخ زويد بالكامل. ثلاثة أعوام والمذابح مستمرة في رمضان بيد آثمة، تأبى أن تترك الشهر الكريم بدون إثم أو عدوان، فبدلا من أن تستقبل مصر العيد بثياب الفرحة، ترتدي الكفن، وتودع نعوش شهدائها بدموع تغمر عين أمهات باكيات على أولادهن، وحسرة آباء منكوبين، عزائهم الوحيد أن أبنائهم الشهداء يطوفون بأرواحهم في الجنة.