غربت الشمس وحان وقت أذان المغرب، ليترك الشباب خدمتهم، ويجلسون يتناولون الإفطار، وقبل أن تصل إلى معدتهم المياه لتروي ظمأهم بعد يوم صيام وعمل شاق، تمتلأ أجسادهم بالدماء على صوت طلقات الرصاص وضجيج الأسلحة الثقيلة.
ففي الشهر الذي تصفد فيه شياطين الجن عن الخبائث، يعيث شياطين الإرهاب في الأرض فسادا، مرتكبين مذابح ضد الإنسانية.. حيث يدٌ غادرة فتحت النيران على جنود رفح دون ذنب اقترفوه، أٌقيمت الجنائز العسكرية، وحصل الشهداء على ترقية، وكُرمت أسرهم، ومع ذلك وبعد مرور عامين على استشهادهم، لم يأخذ أحد بثأرهم، وما زالت دمائهم تبحث عن قاتلها.
عامان، والمذابح مستمرة في شهر رمضان بيد آثمة، تأبى أن تترك الشهر الكريم، بدون إثم أو عدوان، وبدلا من أن تستقبل مصر العيد بثياب الفرحة، ترتدي الكفن، وتودع نعوش شهدائها، بدموع تغمر عين أمهات باكيات على أولادهن، وحسرة آباء منكوبين، عزائهم الوحيد أن أبنائهم الشهداء، يطوفون بأرواحهم في الجنة.
واقعتين في مشهد متكرر في نفس الشهر الكريم يقتل الإرهاب أبناء الجيش في موعد الإفطار، كانت الواقعة الأولى في حكم الرئيس المعزول محمد مرسي في ال17 من شهر رمضان لعام 2012، وهاجم خلالها مجموعة من الإرهابيين نقطة لحرس الحدود في شمال سيناء أثناء إفطار الجنود، الأمر الذي نتج عنه استشهاد 17 جنديا من قوات حرس الحدود علي المحور الشرقي، وسرقة مدرعة تابعة لهم واقتحام الحدود الإسرائيلية.
حادثة أثارت جدلا كبيرا في الشارع المصري، خصوصا بعد موقف الرئيس المعزول محمد مرسي في وقتها، الذي وصف ب"اللامبالاة"، وبحسب تقارير إعلامية أشارت إلى تورط جماعة الرئيس المعزول في هذه الحادثة لتكون سببا في إقالة المشير حسين طنطاوي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق.
مرت الحادثة مرور الكرام دون أي جاني، ليأتي قبل دقائق من أذان مغرب 21 رمضان 2014، ويستشهد 21 فردا من قوات حرس الحدود بكمين نقطة الكيلو 100 الواقع بمدينة الفرافرة على حدود الوادى الجديد مع الجيزة، بعد قيام عدد من المهربين مسلحين بالهجوم على الكمين بالأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن استشهاد السابق ذكرهم وسقوط 3 قتلى من المهربين.