تراجعت مكانة مدينة عزبة البرج كأكبر أسطول بحري في الشرق الأوسط، بسبب ارتفاع المواد الخام والمعدات وزيادة عمليات تهريب السولار والإجراءات الروتنية لشرطة السواحل، وسرقة الزريعة السمكية من قبل عدد من البلطجية، وكذلك سرقة طرومبات المراكب. ورغم كل هذه المشاكل إلا أنه لم تظهر لنقابة الصيادين أي دور يذكر لدرجة أن هناك الكثير منهم لا يعلمون بوجود نقابة تتحدث باسمهم من الأساس، لعدم ظهورها في أي مشكلة من المشاكل التي تواجههم. ورغم أن ما يزيد عن 30 ألف من أبناء المدينة يعملون بحرفة الصيد، إلا أن صياديها يواجهون مشاكل عدة. "الوطن" التقت بعدد من الصيادين للتعرف على مشاكلهم. وقال أشرف شتا، صياد، "منذ شهور عدة ونحن نواجه نقص السولار الذي أدى لتوقف المراكب بالأسبوع لحين حصولنا على التموين. ولا أعلم أين حرس الحدود من عمليات تهريب السولار المستمرة". وأضاف حسام وفدي، رئيس الجمعية التعاونية للصيادين، "عدم وجود قوانين حازمة لتجريم أعمال التهريب أدى لتفاقم المشكلة مع عدم وجود تأمين صحي للصيادين، ويجب خفض سن المعاش ل60 عاما، فرغم تفاقم مشاكل الصيادين لم يظهر للنقابة أي دور، ورغم أننا نعمل بحرفة الصيد لمدة عشرين ساعة يوميا إلا أن دخل الصياد لا يتجاوز خمسة آلاف جنيه في العام". من جانبه، اشتكى صلاح مختار الدين، صياد سابقا ويعمل بتصنيع المراكب حاليا، من قيام البلطجية المسلحين بالآلي والمأريط والخناجر بسرقة الزريعة السمكية في وضح النهار مما أدى للتأثير على الثروة السمكية بالبحر الأبيض المتوسط، واضطرار البعض للجوء للإبحار بالمياه الإقليمية للبلدان المجاورة كتركيا والسودان والصومال للبحث عن الأسماك. وأضاف مختار الدين، صياد، "رغم تواجد نقطة الشرطة على بعد 500 متر من أماكن تصنيع المراكب، إلا أنه لا وجود لها، ولا نشعر بهم من الأساس، فالسرقة والبلطجة مستمرة. وأشار لقيام البلطجية بسرقة طرومبات المراكب ليلا، والتي يبلغ ثمنها سبعة آلاف جنيه، بالإضافة لاشتعال أزمة السولار ووقوف المراكب أيام عدة للتموين في الوقت الذي يقوم 30% من أصحاب المراكب بتهريب السولار للمراكب الأجنبية، مما أدى لاشتعال الأزمة. وتساءل صلاح الدين، "أين دور خفر السواحل في الوقت الذي تمر المراكب وهي محملة بكميات السولار الزائدة لتهريبه من بوغاز عزبة البرج للسواحل الأخرى، بالإضافة لتصنيع مراكب مخصصة لتهريب السولار؟". وطالب محمد محمد النشار، صاحب مركب، بتخصيص طائرات هيلكوبتر ولانش حربي لمنع عمليات تهريب السولار، وإنقاذ الحالات الحرجة عند الغرق، مع تشديد الرقابة على مداخل ومخارج السواحل، وسحب الرخص للمركب التي يثبت قيام أصحابها بالتهريب.