استقال وزير العدل محفوظ صابر، أو أقيل. أخطأ أو كان على صواب. استيقظت الدولة أم لا تزال نائمة فى عسل «الرئيس يحلق منفرداً»: كل ذلك لم يعد مهماً. المهم ألا يستبدل المهندس إبراهيم محلب وزيراً جاء من أضابير حكومة الخائن، الإرهابى، محمد مرسى، بوزير آخر، يعيد إنتاج هذا ال«محفوظ»، ال«صابر»، ال«عادل»، ال«شامل»، ال«مستقل»، ونجلس فى انتظار زلة لسان للوزير الجديد: قد تطيح به، وقد تبقيه على قلوبنا حتى يصبح رداء العدل «غربالاً».. واللى ما يشوفش من غربال العدل يبقى إيه يا باشمهندس؟. يبقى مفترى!. قبل حوالى عام، وتحديداً فى 15 يونيو 2014، كتبت مقالاً فى «الوطن» بعنوان: «رسالة إلى محلب.. إذا لم يكن الزند وزيراً للعدل فمن يكون؟». لكن المهندس محلب اختار محفوظ صابر، فوضعنا فى أفواهنا ثلاثين صرمة قديمة وسكتنا. ثم لفت الأيام ودارت «دائرة» العدل، فإذا بالميزان يختل أكثر مما كان، وإذا ب«الدائرة» تنغلق على لسان الوزير «المحلبى» وتطيّره من فوق مقعده. ولكى ينأى المهندس محلب بنفسه عن شبهة اختيار الوزراء بوصفهم «فئران تجارب».. فإننى أطالبه -للمرة الثانية- باختيار المستشار الجليل أحمد الزند وزيراً للعدل، ولا أظن أننى سأقول فى فضائله وجدارته بالمنصب أكثر مما قلت فى مقالى القديم. ■ ■ أسأل المهندس محلب: على أى أساس تختار وزراءك، وبأى معيار؟. هل تختارهم على مقاسك أنت، ونحن نعرف -عن تجربة وبحكم طبيعتك وصرامتك الوظيفية- أنك رجل وطنى، محب ومخلص لعملك وبلدك؟. أم تختارهم وفقاً لحسابات سياسية قديمة أو جديدة، أو كاستجابة لضغوط وابتزاز، وربما تهديد ب«فتح ملفات»؟. بالمعيار الأول: ستتعرض لهجوم وانتقادات حادة من قبل أصحاب مصالح ينظرون إلى الحكومة باعتبارها «صينية بسبوسة»، ولا يعنيهم بناء الدولة فى كثير أو قليل. وبالمعيار الثانى: ستضع بذرة فشل فى حكومتك قبل أن تولد، وستعرّض مصر لمزيد من الانهيار. وأظن أن الأمثل والمنطقى أن تختار الأكفأ والأكثر وطنية وإخلاصاً، واستناداً إلى ذلك أسألك: إذا لم يكن أحمد الزند هو الأصلح لهذه الحقيبة.. فمن يكون إذن؟. فى حُمّى الاختيارات العشوائية والترشيحات التى لا تخلو من هوى، وفى ظل غياب من ينصحك لوجه الله والوطن، سأقول لك من هو أحمد الزند.. لعلك تستدرك وتعدل الكفة. الزند يا رئيس حكومة الرئيس «المنقذ» هو أحد أهم وأشرس رجال «ثورة 30 يونيو». هو الذى وقف كأبطال الملاحم الإغريقية فى مواجهة إرهاب الإخوان وخياناتهم للدولة، والتى لولا بسالة وتماسك وعناد شرفائها -والزند فى صدارتهم- ما كنت أصبحت رئيساً لحكومتها مرتين متتاليتين. الزند الذى يسميه شباب نادى القضاة «أسداً»، ويعد واجهة مشرفة للقضاء المصرى، تحمّل طوال فترة حكم الخائن محمد مرسى كل سفالة جماعته الإرهابية قبل وبعد 30 يونيو، وتعرض لمحاولتى اغتيال، ومع ذلك ظل موقفه راسخاً معانداً، لا يخشى فى حبه لمصر لومة لائم. الزند -هذا القاضى المفوّه، والذى يلتف حوله كل قضاة مصر- لم يستجب لإغراءات الخائن محمد مرسى حين أرسل إليه طالباً الجلوس معه سراً، وانحاز لكبريائه ولكرامة وشرف القضاء المصرى، على عكس كثيرين هرولوا إلى «اتحادية» مرسى بإشارة من إصبعه. «الزند» يا باشمهندس، يا محلب، هو الوحيد الذى طالب ب«حكومة حرب» عقب اندلاع ثورة 30 يونيو، وقدم اقتراحاً بتخصيص مادة فى الدستور الجديد (دستور 2014) حول مكافحة الإرهاب وحل الجماعات والتنظيمات الإرهابية. قد يكون الزند أقل قليلاً من منصب «رئيس»، لكنه أكبر بكثير من منصب «وزير»، فما الذى تحتاجه مصر فى وزير «عدلها» أكثر من ذلك يا معالى رئيس وزراء مصر؟ من الذى يقف بينك وبين «اختيار» يحظى بكل هذا التوافق، ولديه هذه السيرة المشرفة؟. استدرك واغفر ب«الزند» أخطاء -محتملة أو مؤكدة- فى تشكيل حكومتك، ولا تجعلنى أصدق ما سمعت من أنك تخشى على نفسك من وجود هذه ال«كاريزما» وسط جوقة وزراء سيكون أكفأهم «أعور بين عميان»؟!