رحلة «كعب داير» قطعها محمد سمير برفقة صديقه بحثاً عن شراء بدلة لحضور خطبة شقيقته، لكن لا جدوى من المسافات الطويلة التى قطعها، إذ لم يجد ما يناسب جسده الذى زاد على ال200 كيلوجرام، آنذاك، ومن هنا كان لا بد من القرار الحاسم الذى صار على خطواته الشاب العشرينى ويتحول من أصحاب السمنة المفرطة إلى مدرب وإخصائى للتغذية الرياضية. اختلفت حكاية «محمد» عن غالبية أصحاب الوزن الزائد، فهو الشاب الذى بدأ حياته كحارس مرمى للناشئين فى محافظة بورسعيد، حيث نشأته، لكن إصابته بقطع فى الرباط الصليبى والغضروف، أجلسته فى المنزل، ليُفرّغ طاقته السلبية فى تناول الطعام بشراهة، ليكتسب المزيد من الوزن. حاول «محمد» اتباع النظام الغذائى الذى يُعرف ب«الكيتو دايت»، لكنه النظام الذى ضاعف وزنه ووصل إلى قرابة ال300 كيلو: «ماكانش فيه ميزان عارف يقرا وزنى»، هكذا عبّر عن وضعه حينها، محاولات مستميتة أصر الشاب العشرينى على اتباعها لخسارة وزنه المفرط، سد أذنيه عما حوله ووضع خطة غذائية صار عليها بمفرده وبعد 9 أشهر تمكن بالفعل من خسارة قرابة ال100 كيلو: «كان بداية الإنجاز الحقيقى اللى قدرات أعمله». رحلة شاقة خاضها «محمد» بعد أن قارب وزنه إلى 300 كيلو ووسط محطات الرحلة الشاقة التى خاضها الشاب العشرينى، أصابته آلام شديدة فى المرارة، فإزالتها أصبحت أمراً لا يمكن تجاهله، لكن زيادة وزنه حالت دون عملها، ليقترح الطبيب ضرورة إجراء عملية التكميم، وهو ما رفضه «محمد» فى بداية الأمر، حتى تعرّض للموقف الذى جعله يتّخذ القرار على وجه السرعة: «لما ماعرفتش أشترى بدلة لفرح أختى.. ده اللى خلانى قُلت لازم أعمل العملية». شعور بالخوف والقلق انتاب الشاب العشرينى فى بداية الأمر قاومه بالقراءة عن عملية التكميم والأنظمة الغذائية التى تمكنه من الحفاظ على نتيجة العملية، وهو بالفعل ما صار عليه «محمد»، الذى تمكن من تحقيق خسارة كبيرة فى وزنه، إذ وصل إلى 120 كيلوجراماً. ورغم ما فقده «محمد» من وزنه، لكن مشوار الرحلة ما زال طويلاً، ليحافظ على ما أثمره بالنظام الغذائى الصحى وممارسة الرياضة عن طريق صالات «الجيم»، التى كانت مدخلاً للشاب العشرينى، الذى وصل وزنه إلى 94 كيلوجراماً، بعد رحلة شاقة استغرفت 4 أعوام. ومن مجرد ممارس للرياضة إلى مدرب للياقة البدنية تحديداً لأقرانه من أصحاب عمليات التكميم، يعطيهم النصائح اللازمة لممارسة الرياضة بشكل سليم ومتابعة الأنظمة الغذائية الخاصة بهم، هكذا صار «محمد» خطوات نحو حلم سعى لتحقيقه: «كان عندى شغف كبير جداً ناحيتهم.. وأنهم لازم يحافظوا على المجهود اللى عملوه»، حتى عُرف بأنه «كوتش المتكممين». رحلة «محمد» من السمنة المفرطة إلى «كوتش المتكممين» وبالفعل سرعان ما دعم «محمد» حالة الشغف التى انتابته بواسطة الدراسة الأكاديمية حول التغذية الرياضية، ليحصل بالفعل على عدة شهادات معتمَدة من الأكاديميات المتخصّصة التابعة لوزارة الشباب والرياضة، ويحقّق الشاب العشرينى أولى خطواته نحو كونه مدرباً للياقة البدنية فى الصالات الرياضية. ومن صالات الجيم إلى «السوشيال ميديا» المنصة التى اتّخذها «محمد» وسيلة لنشر نصائحه الرياضية والتمارين المناسبة لكل حالة، فضلاً عن إعطائهم النصائح الغذائية بشكل مستمر، ليواصل المدرّب العشرينى إنجازاته، حين يساعد أصحاب الوزن الزائد فى الحصول على الجسم المثالى: «أكبر إنجاز باحققه فى حياتى لما باحس إنى ساعدت حد يخس».