تضارب وغموض تصريحات الحكومة لم يؤثر فى قراره، فمنذ أن اتخذت حكومة قنديل قرارها بإغلاق المحال التجارية فى العاشرة مساءً وهو يؤيد القرار، عمله بمقهى فى المطرية جعله يدرك أنه لا جدوى من استمرار عمل المقاهى حتى وقت متأخر، سلامة المجتمع عنده فوق كل اعتبار، يرى أن المياه المهدرة والطاقة المستخدمة فى إنارة المحال والمقاهى العامة يجب أن تُوفر. «القهوة بعد الساعة 12 بتلم المدمنين والشمامين وبيبقى فيها مشاكل كتير» يقولها هانى إبراهيم -29 سنة- الرجل الذى يعمل «قهوجى» يؤكد أن الإنسان الذى يمارس عملاً لا يجلس حتى وقت متأخر على المقهى «معقول فيه حد عنده شغل الصبح وبيقوم بدرى من النوم هيفضل قاعد طول الليل على القهوة».. يرى هانى أن القرار إذا تم تنفيذه سيدعم العلاقات الاجتماعية والأسرية «بروّح بيتى الساعة 5 الفجر ومابشوفش بنتى غير يوم الإجازة، ده لو أخدته، القرار ده هيخلينى أروّح بيتى على 11 أو 12 وأقعد مع بنتى ومراتى شوية». إغلاق المحال والمقاهى العامة مبكراً فى أوروبا أحد الأسباب التى بنى هانى قراره عليها «فى بلاد بره بيقفلوا المحلات الساعة 7 مش الساعة 10 عشان الناس تصحى بدرى وتروح شغلها نشيطة وهنا فى بلد المسلمين المحلات بتفضل مفتوحة طول اليوم رغم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بيقول «البركة فى البكور».. لا يقلق هانى من تأثر عمله وعائده المادى من الإغلاق المبكر للمقهى الذى يعمل به ويبرر: «الرزق مكتوب عند ربنا ومحدش بياخد أكتر من رزقه، شغلنا هيبقى زى الشغل فى رمضان، القهوة بتبقى مزحومة بالناس لحد الساعة 11 وبعدين الجو بيهوى، الزبون هيسستم نفسه على مواعيدنا والمصلحة إن الزبون اللى هيبقى جى هيكون معاه فلوس يدفع».. هانى اختلف أكثر من مرة مع صاحب المقهى الذى يرفض قرار الإغلاق، وإن أكد أنه سيمتثل له إذا تم تنفيذه لأنه رجل «يحترم القانون»، حسب وصفه لنفسه، «مش موافق على قفل محل أكل عيشى بس لو الحكومة طبقت القرار هقفل، ماهى كده كده البلد خربانة».