طالب بكلية الطب، شغف بالتمثيل إلى جانب دراسته فكان ملاذه آنذاك المسرح الجامعي، وبعد بروفات عديدة وقف على خشبة المسرح يعرض مسرحية ل"برنارد شو"، وبينما يؤدي دوره في المشهد الأخيرة من المسرحية، حدث خطأ ما من إدارة المسرح، غضب وترك العرض وجلس بين الكواليس يشتاط غضبا. يحيى الفخراني أو "لير المسرح" الذي أقنعته وقتها زميلته لميس جابر للعودة للمشاهدين في عرض مسرحيتهم، فعاد وبعد انتهاء العرض، ألهبه تصفيق الجماهير، ويبدو أن تلك البداية هي ما "ولدت" معزة خاصة للمسرح في قلب الفنان الكبير، حينما كان يمارسه كهواية ولم يدرك أنه سيكون نقطة التحول في حياته من مهنة الطب إلى عالم التمثيل، خصوصا مع حصوله على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات المصرية. بدور صغير في مسرحية "لكل حقيقته"، بدأ الفخراني مشواره الفني، ثم تسلل بعدها إلى الأعمال التليفزيونية والسينمائية، ورغم سطوع نجمه في عدد من الأعمال، إلا أن المسرح ظل علامة مميزة في حياة الفخراني الفنية بصفة عامة والكوميدية بصفة خاصة، فقدم "الشرنوبي" البخيل في أول أدواره الكوميدية، في مسرحية "حضرات السادة العيال" مع تيسير فهمي وممدوح وافي وسماح أنور. بعدها، قدم مسرحية "راقصة قطاع عام" مع سماح أنور وعماد رشاد وفؤاد خليل، من إخراج جلال الشرقاوي، و"غراميات عطوة أبومطوة" و"مطلوب على وجه السرعة"، و"جوزاة طلياني"، و"بكالوريوس في حكم الشعوب"، والتي شاركه فيها عدد من النجوم منهم ليلى علوي ونور الشريف. ومن خلال مسرحية "كيمو والفستان الأزرق" تحقق حلم فيصل ندا في العودة للمسرح، بعدما ناضل من أجل حلمه 17 عاما في المحاكم حتى عاد له مسرحه، وقدم عليه مسرحيتين منهما المسرحية التي لعب يحيى الفخراني دور البطولة فيها. ورغم نجومية الفخراني التي جعلت المخرج أحمد عبدالحليم، يستعين به في "الملك لير"، كانت المسرحية علامة بارزة في مشواره المسرحي، لدرجة أنه اشتهر بعدها ب"الملك لير"، فحققت المسرحية نجاحا مشهودا بعبقرية الفخراني وموسيقى راجح داوود وأشعار الفاجومي، ومجموعة كبيرة من الممثلين في مقدمتهم ريهام عبدالغفور وصفاء الطوخي وأحمد سلامة وعهدي صادق وسلوى محمد علي وأشرف عبدالغفور. غاب الفخراني عن المسرح عدة سنوات، ليعود ثانية رئيس البيت الفني للمسرح فتوح أحمد، يدعوه للرجوع لبيته الأول من خلال عدة نصوص مسرحية يفاضل بينها، ليختار نصا بعنوان "ليلة من ألف ليلة وليلة" من تأليف بيرم التونسي، وإخراج محسن حلمي، ويساهم المايسترو الكبير سليم سحاب بموسيقاه التصويرية، ليعود الفخراني ثانية من حيث بدأ ولتميمة حظه.. المسرح.