يستعد البيت الفني للمسرح لتقديم أحدث إنتاج لفرقة المسرح القومي, العرض المسرحي بلقيس الذي تجري بروفاته حاليا علي مسرح ميامي, من إخراج أحمد عبدالحليم وتأليف محفوظ عبدالرحمن ومستوحي من التراث اليمني وبطولة الفنانة رغدة وأحمد سلامة وأحمد عبدالوارث ومفيد عاشور وصبري عبدالمنعم ونهير أمين وشادي سرور ونرمين كمال وعهدي صادق. ديكور صلاح حافظ وموسيقي هشام جبر واشعار أحمد تيمور وملابس نعيمة عجمي واستعراضات د. عاطف عوض. وكان الفنان رياض الخولي رئيس البيت الفني للمسرح قد عقد مؤتمرا صحفيا للاعلان عن تفاصيل العرض وأعلن عن رغبته في افتتاح العرض في اسرع وقت ممكن وقال انه يحلم بيوم14 يناير ويتمني ان يحقق المخرج احمد عبدالحليم رغبته في افتتاح العرض في هذا الموعد, واشار إلي ان النص ظل في خطة المسرح القومي لمدة ست سنوات منذ ان قدمه الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن حتي يئس من تنفيذه, إلي ان تولي الخولي ادارة القومي وكان أول النصوص التي قرأها هو بلقيس ووضعه علي رأس الخطة الجديدة لعروض المسرح القومي. وعلق المؤلف محفوظ عبدالرحمن ان الخولي انقذ المسرحية التي كادت تموت, واشار إلي انها العمل الثاني الذي يعتمد فيه علي التراث اليمني من بين ما يقرب من13 مسرحية قام بكتابتها, والمرة الاولي التي يجتمع فيها مع المخرج احمد عبدالحليم في عمل مسرحي رغم علاقة الصداقة القديمة بينهما والاعمال التليفزيونية والاذاعية التي قدماها معا. وقال عبدالحليم ان هذا العمل اعاده للمسرح القومي بعد غياب8 أو9 سنوات تقريبا منذ ان قدم الملك لير لاول مرة ولم يخرج بعدها سوي عرض واحد لمسرح الدولة وهو جوازة طلياني للفخراني ودلال عبدالعزيز في عام2002 بالاضافة إلي عرض آخر للاطفال, مضيفا ان هذا يجعله يشعر الان وكأنه في امتحان كبير, ويجب عليه تقديم عرض مشرف يليق بسمعة وتاريخ المسرح القومي العريق, لانه يدين بهذا للمسرح ومن سبقوه في العمل علي خشبته, خاصة ان هذا العمل يعد احياء للمسرح القومي بنص مميز لكاتب كبير. وبدأت الفنانة رغدة كلمتها قائلة انا بلقيس ابنة الهدهاد بن شرحبيل ملك سبأ وأشارت إلي ان اول عمل تاريخي قدمته هو ليلة سقوط غرناطة مع المؤلف محفوظ عبدالرحمن وطوال مسيرتها الفنية ظلت كلماته محفورة في ذاكرتها لذا تشعر الان بالمسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتقها وتصيبها بالرعب من هذا العرض الذي يجمع ايضا كتيبة رائعة من الممثلين اصحاب الخبرة والموهبة مع بصمة مخرج كبير. واضافت اتمني ان نتمكن من تقديم عمل جاد في زخم الهبوط الاضطراري في كل المستويات الفنية. وتعود رغدة بهذا العرض للمسرح مرة اخري بعد غياب5 سنوات, حيث كان آخر اعمالها المسرحية حكاية لم تروها شهرزاد مع احمد السعدني وسامي عبدالحليم وتأليف علاء عبدالعزيز سليمان وإخراج حسام الشاذلي من انتاج المسرح القومي. وقال الفنان مفيد عاشور انه يعتبر وجود اسم محفوظ عبدالرحمن وأحمد عبدالحليم علي عمل مسرحي علامة جودة, بالاضافة إلي انه وقع في غرام شخصية حيرم النعماني التي يؤديها في العمل فهو شخص يعبر عن فلسفة الخسة والندالة والفساد وهذه الشخصيات تستفزه بشكل شخصي. ومن جانب آخر اضاف أنه سعيد بالعمل تحت مسمي المسرح القومي المحترق حتي ولو كان علي خشبة مسرح آخر, لأن تاريخ هذا المسرح لابد ان يستمر كما يعتبر بلقيس إحياء للغة العربية التي طالما اهتم بها المسرح القومي وهو ما نحتاجه في الوقت الحالي في ظل اغتيال الدراما للغة العربية لحاجة في نفس يعقوب لا نعرفها, وكأن هناك حالة من الاغتراب بين الدراما واللغة. وقال أحمد عبد الوارث إنه يتمني انه يعيد هذا العرض للمسرح بهاءه, مشيرا إلي حزنه علي حالة المسرح المتردية خاصة انه ممن عاصروا فترة الستينيات التي حمل فيها المسرح لافتة كامل العدد.