■ يحب الرجل امرأته لوقت وحين، حين تدخل معه عش الزوجية، وحين تصبح ملك يمينه، وحين يقتلها لأنه يريد من الأنجال عزوة، وحين يملكها لأنه رب البيت وحاميه ومموله، وحين تموت فيقرر أن يدفنها، وقبل أن تتم أربعينها تحل محلها امرأة أخرى فقط لأنه لم يعتد العيش دون حب. ■ لم يفعل ما يستحق مشاعر الحب أو الكره أيضاً، لكنه شعور يداهمنى «كده من غير سبب».. دخل أحمد عز السجن، وها هو يعود من جديد، فهذه طبوله، هذه بشائره، أكاد أسمع صوته، صورته وهو يعزف الدرامز مرتدياً بدلة أنيقة لا تفارق خيالى، وصوته يعلو بالنشاز «والنبى لنكيد العزال». ■ مللت ترديد الكلمة «مصر أحسن من سوريا والعراق»، «مصر أحسن من اليمن وليبيا»، على اعتقاد أن الكلمات السابقة تفتح باب الأمل، لكن ومع تزايد الإحباط أجدنى أكرر «مصر أوحش من أستراليا والصين»، «مصر أسوأ من ألمانيا واليابان».. تغيرت الكلمات، وبقى الإحباط كما هو، بل ويزيد. ■ أعتذر لكل من طالبنى بالكتابة عن ريهام سعيد، فقد كففت الكتابة عنها، ليس لتطور أدائها الإعلامى، أو تجاوزها الكوارث التى دامت على ارتكابها لا قدر الله، ولا للشعبية التى تحظى بها من جموع المحتاجين واللاجئين لوهمها بعد أن أوصدت الحكومة أبواب الرحمة فى وجوههم، ليس لشىء مما سبق، بل لأن الكتابة عما تقترفه من جرائم إثم كبير، يصب فى مصلحتها، وقد تبت وأنبت عن هذا. ■ أنظر لمنصب المتحدث الرسمى لأى وزارة، أعتقد فى بادئ الأمر أنه زميل يفهم أصول المهنة ويراعى قواعدها، ومن ثم سيكون الأحرص على احترامها، لكنه فى الغالب ينتصر ل«لقمة العيش»، ينتصر لكونه يتحدث باسم الوزير وأحياناً أكثر يتحدث ل«الوزير» ليثبت له حسن النوايا والإخلاص والوفاء، دون أن يثبت لموقعه أنه كفء له، والدليل على هذا ردود المتحدثين الرسميين لكافة الوزارات على أسئلة الصحفيين والمواطنين، فالوزير مسئول معصوم من الخطأ والإعلام ليس أكثر من وسيلة لتلميع أدنى الأعمال وتضخيمها وتفخيمها. ■ قد أبدو قاسية إذا ما قلتها صريحة: لا أرغب فى الاقتراب من «يناير» بتفاصيلها، ثوارها ونشطائها وقادتها وغيرهم، لا أود حتى تذكرها، ليس كرهاً فى زيد، لكن حباً فى عمرو، إذا أود أن أحتفظ ب«يناير» التى عشتها، وأنسى ما دونها، أعيش «يناير» الحلم والقسوة والرغبة والموت والحياة، وأنسى المؤامرة والشغب واللعب بأقدار شعب، للأسف لم يعد يرى من «يناير» سوى «الخراب». ■ الأصوات التى ثارت على أحمد نظيف قبل سنوات حين قال قوله المأثور «المصريون لا يعرفون الديمقراطية» مدينة للرجل بالاعتذار، وأنا منهم، فالمصرى الذى أخذناه بأقلامنا من يديه وقدمناه فريسة لأفكار إن اقتنع بها فلن يفقه شيئاً عن تنفيذها لا يعلم عن الديمقراطية أكثر مما نكتبه، قد يقرأه أو لا، وقد يفهمه أو لا، وقد يقرأه ويفهمه لكنه يخالفه عند التطبيق، ليخرج النتاج الحالى «ديمقراطية الأحاديث.. وديكتاتورية الأفعال»، كيف إذن لشعب لا يختار دينه ولا شريك حياته ولا تعليمه ولا حتى مكان سكنه أن يختار من يتحدث باسمه، سواء كان مرشحاً برلمانياً أو رئاسياً؟