الانتحار، هو أسهل وسيلة للهروب من متاعب الحياة والتخلص منها، ففي لحظة ما يقرر شخص أن ينهي حياته بكامل إرادته، نتيجة لأسباب مادية أو نفسية أو حتى مرضية. ولم يستثني الانتحار أحدًا ولم يفرق بين الطبقات الاجتماعية، فأحيانا يكون سببه بعيدًا كل البعد عن الخروج من ضائقة مالية، السبب الغالب للتخلص من الحياة، فطال الانتحار أيضًا أشخاصًا سئموا عدم وجود مشاكل لديهم أو عدم وجود أهداف يعيشون من أجلها، فضلًا عن دفعه المكتئبين واصحاب المرض النفسي لاختياره بديلًا سهلًا عن الاستمرار في المعاناة. في مصر، تغلب الفقر على بعض المواطنين الذين قرروا إنهاء حياتهم للتخلص من الأزمات المالية، وأبرزهم فرج رزق سائق في شركة خاصة بالعبور، الذي علق حبلًا في لوحة إعلانية بطريق "مصر - إسماعيلية"، وشنق نفسه لعدم قدرته على تلبية مطالب أسرته. وتخلص شاب آخر يدعى أشرف صابر، من حياته بشنق نفسه في شباك منزله بمنطقة العاشر من رمضان؛ لعدم قدرته على حل الأزمة المالية التي يمر بها. أما في أسيوط، أقبل "هاني. ع. ف"، (22 عامًا - عاطل)، على الانتحار بذات ألسلوب "الشنق"، لمروره بأزمة مادية وتراكم الديون عليه بشكل لم يستطيع معه سدادها. كما ساهم المرض النفسي والاكتئاب، في انتحارالشباب، وهو ما حدث مع الناشطة السياسية زينب المهدي، المنشقة عن جماعة الإخوان، والتي شنقت نفسها في حجرتها بعد مرورها بأزمة نفسية شديدة. ولم تسلم الطالبة سمية خطاب (19 عامًا)، من الأزمات النفسية حتى أقبلت على الانتحار من أعلى كوبري قصرالنيل، للتخلص من حياتها والهروب من المشاكل النفسية التي تمر بها . وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية الذي صدر في شهر سبتمبر الماضي، تحتل مصر المركز العاشر في حالات الانتحار بنسبة 1.7 حالة، في حين تصدرت السودان القائمة بنسة 17.2 حالة. وذكر التقرير، أن أعلى معدل لحالات الانتحار ينتشر في جنوب شرق آسيا وشرق قارتي إفريقيا وأوروبا، وعلى عكس ما يحدث في مصر، تنتشر حالات الانتحار في سويسرا والدول الإسكندنافية بسبب الرفاهية ووجود وقت فراغ كبير وعدم وجود أهداف للاستمرار في الحياة. ظاهرة الانتحار لم تقتصر على الفقراء أو المرفهين الذين يعانون من فراغ، فطالت أيضًا مشاهير الفن والرياضة لأسباب متعددة، لكن أغلبها كان نفسيًا، حيث كان "الاكتئاب" سبب أغلب حالات الانتحار في عالم المشاهير. ومن أبرز المنتحرين على مستوى الفن، الممثل الكوميدي روبين ويليامز، حيث تخلص من حياته في منزله بعد مرور بحالة اكتئاب شديدة، وأيضًا المطربة داليدا التي انتحرت بسبب دخولها هي الأخرى في حالة اكتئاب، إلى جانب الممثلة الهندية جيا خان، والمغنية الأمريكية ميندي ماك كريدي، والممثل الأمريكي أندرو كوينج. ولم تسلم الرياضة، من حالات الانتحار على مستوى العالم، حيث انتحر العديد من الرياضيين بعد دخولهم في حالة اكتئاب من أبرزهم، اللاعب الألماني أندرياس بيرمان، الذي انتحر بعد صراع مع مرض الاكتئاب، إضافة إلى انتحار لاعب الرجبي الإنجليزي أنتوني هيوز .