بهدوء شديد وكلمات قليلة، صدّق حسام حسن، المدير الفنى للزمالك، على قرار إدارة النادى، برئاسة مرتضى منصور، بإبعاده عن قيادة الفريق الأبيض بسبب تدهور النتائج، كاتباً على صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»: «قدر الله وما شاء فعل». نهاية درامية جديدة كُتبت فى صفحات مسيرة حسام حسن كمدير فنى، إخفاق جديد يُضاف إلى إخفاقات لم يعرفها التوأم إلا مؤخراً؛ فقد كانت مسيرته كلاعب مدججة بالنجاحات والتتويجات والألقاب الجماعية والفردية بل وبالأرقام القياسية التى يصعُب الوصول إليها. كانت خسارة كأس السوبر المصرى، قبل نحو أسبوعين، على يد الغريم التاريخى الأهلى، أولى علامات الطريق إلى المجهول؛ حيث عقد مجلس إدارة النادى اجتماعاً عاجلاً عقب المباراة لبحث أسباب الخسارة، وأطلق رئيس الزمالك كماً هائلاً من التصريحات التى هاجم فيها حسام حسن واتهمه بالتخاذل وإضاعة الفوز، إلا أن الساعات التالية لذلك شهدت تجديد الثقة فى حسام حسن وجهازه الفنى «بشروط». وخلال الفترة التى تلت ذلك، وصولاً إلى توجيه الإدارة الشكر له ولجهازه المعاون، ظهر حسام حسن بمظهر لم تعتَده الجماهير، كان أكثر هدوءاً وأقل حماساً وكأنه يرى نهاية قصته مع الزمالك أمام عينيه. استهل الزمالك مبارياته فى الدورى الممتاز بفوز عريض على طلائع الجيش بسداسية، فى مباراة قالت عنها الجماهير إن مرتضى منصور هو من أدارها فنياً؛ حيث استجاب حسام حسن لضغوط رئيس النادى فى اللعب بلاعبين اثنين فى خط الهجوم وفى بعض الملاحظات الأخرى. ورغم خروج المباراة بالشكل المطلوب وحصول الزمالك على النقاط الثلاث فإن «حسن» فهم الرسالة، إلا أن التعادل السلبى مع اتحاد الشرطة ثم الداخلية فى الجولتين الثانية والثالثة وسقوط الفريق للمركز التاسع فى جدول الدورى، قد أنهى التجربة الثانية للعميد بأسرع مما توقعه أكثر المتشائمين. كان حسام حسن قد تولى الإدارة الفنية للزمالك منذ شهرين خلفاً لأحمد حسام «ميدو»، الذى رحل هو الآخر بسبب هبوط مستوى الفريق. وعلى الرغم من تعاقد النادى مع 18 لاعباً جديداً لدعم الفريق، فإن هذه التعاقدات مثلت ضغطاً شديداً على «حسن» الذى حمل على كاهله مسئولية خلق الانسجام بينهم كى يتجنب غضب الإدارة والجماهير. حسام حسن «عميد النهايات الدرامية»؛ فهو من أعطى جماهير الزمالك الأمل فى التتويج بلقب الدورى فى موسم 2010/2011، ثم خسر البطولة فى النهاية لصالح الأهلى ورحل عن النادى، وكرر العميد الإخفاق مع المنتخب الأردنى بعدم التأهل لنهائيات كأس العالم 2014. وحينما عاد إلى الزمالك لاستكمال مسيرته التى بدأت قبل سنوات، خسر لقب السوبر المصرى من الأهلى بركلات الترجيح ثم لم يستطِع إعادة الفريق للطريق الصحيح فرحل مجدداً كاتباً نهاية درامية جديدة.