240 ثانية فقط، فصلت بين استعداده لحمل كأس السوبر المصرى، كأول بطولة فى تاريخه كمدير فنى، و4 دقائق فقط استغرقها حلمه بفك عقدة القلعة البيضاء أمام الأهلى والتحول للبطل الأول، وما بين تسديدة طائشة من محمد كوفى، وقائم يتصدى لركلة زميله إبراهيم صلاح، انهارت أحلام حسام حسن ومعه الملايين من الجماهير البيضاء التى أغلقت قبضتها على النصر والتتويج ثم تسرب كل شىء من بين يديها كالماء. تولى حسام حسن، الإدارة الفنية للزمالك منذ 45 يوماً فقط، خلفاً لأحمد حسام «ميدو»، ودعمه المستشار مرتضى منصور، رئيس النادى، ب18 لاعباً جديداً انضموا للقلعة البيضاء، ودعمته الجماهير ورأت فيه البطل العائد لإكمال حلمه ومشروعه الذى أطلقه قبل سنوات، وتضافرت هذه الأطراف لتصنع حلم فريق الأحلام الجديد. وعقب الخسارة من الغريم التقليدى الأهلى وفقدان لقب كأس السوبر المصرى بركلات الترجيح التى سارت وفق سيناريو درامى، تحول حسام حسن إلى نقطة الضعف والحلقة المظلمة والشخص المهدد بالرحيل، وقد انتقده رئيس النادى أمام شاشات التليفزيون واتهمه بالتخاذل والخوف والتسبب فى الخسارة، بل وفرض عليه الوصاية الكاملة خلال الفترة المقبلة، وبات التوأم على المحك وأصبح بقاؤه فى «ميت عقبة» مرهوناً برهانات كثيرة. وثبتت هزيمة الزمالك من الأهلى فى وجود حسام حسن، لقب «عميد دراما الأمتار الأخيرة» عليه، فهو من قاد الزمالك للظهور بمظهر مميز فى موسم 2010/2011، فأنهى الفريق الدور الأول على قمة الترتيب بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه، مما جلب الأمل للجماهير البيضاء التى شعرت باقتراب حلم التتويج بالدورى، ثم استمر الفريق فى تألقه حتى الأسابيع الأخيرة حينما تعثر فى مباراة تلو الأخرى، وخسر اللقب فى النهاية لصالح الأهلى الذى تقدم بفارق 5 نقاط. وكرر حسام حسن، تجربته الدرامية مع المنتخب الأردنى الذى تولى قيادته فنياً فى يونيو 2013، حيث قاد الأردن للتأهل لملحق آسيا - أمريكا الجنوبية المؤهل لنهائيات كأس العالم 2014، فارتفعت أحلام الشعب الأردنى بالتأهل للمونديال للمرة الأولى، ثم تكسر الحلم على صخرة المنتخب الأوروجوانى. وجاءت خسارة الزمالك من الأهلى بركلات الترجيح بعد إضاعة الأهلى أول ركلتين، لتُكمل السيناريو الدرامى لحسام حسن، وتؤجل تتويجه كمدير فنى إلى أجل مجهول. ويزيد من صدمة الخسائر وشدة وطأة فقد البطولات، أن حسام حسن يمتلك سجلاً عامراً بالفوز والبطولات حينما كان لاعباً، فهو الهداف التاريخى للمنتخب المصرى وأفضل لاعب أفريقى فى آخر نصف قرن، كما توج بما يزيد على 45 بطولة محلية وإقليمية وقارية ودولية، واحتل عمادة لاعبى العالم لسنوات، ومع كل هذا ما زال باحثاً عن حلم مجهول داخل القلعة البيضاء.