أعلن الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، اليوم، فى مؤتمر صحفى بمشيخة الأزهر، نتيجة الثانوية الأزهرية، حيث بلغت نسبة النجاح فى القسم الأدبى 46.5%، والعلمى 61.5%، ونسبة النجاح العامة 51.21%، والشعبة الإسلامية 100%، لافتاً إلى فتح باب الطعون، بدءاً من غد «الثلاثاء»، لمدة شهر، فى 198 مكتباً على مستوى الجمهورية، لسداد رسوم إعادة التصحيح، مقابل 100 جنيه للمادة الواحدة، ويحق الطالب فقط الاطلاع على ورقته، ويحق له الطعن مرة واحدة، وتم استحداث إمكانية سداد الرسوم عبر الإنترنت، ثم تقديم الطلب بالمواد من خلال مكاتب المديريات. وقال «الضوينى» إنه وفقاً لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتحديث العملية التعليمية ومواكبة التغيرات الحديثة للوصول للمعلومات والأفكار للتخلص من الأنماط القديمة، والسماح بدخول آفاق جديدة للتعلم واستدامة التعلم، كان لزاماً على الأزهر مواكبة العصر الرقمى وحماية منظومة التعليم الأزهرى، وتطوير إدارة الامتحانات لمنع تسريب الامتحانات، مضيفاً: «كانت هناك متابعة يومية لأعمال التصحيح والكنترول، والتأكيد على إعطاء الطلاب حقهم وعدم التقصير فيها، وخلال الامتحانات، كان هناك عدد من المحافظات لم نرصد فيها أى خروج عن الآداب العامة، مثل الإسماعيلية، والسويس، والوادى الجديد». من جانبهم أكد الطلاب الأوائل على الثانوية الأزهرية «علمى وأدبى ومكفوفين»، ل«الوطن»، أنهم كانوا يضعون نصب أعينهم التفوق والالتحاق بالكليات التى يرغبون فيها منذ بداية العام الدراسى، وكان متوسط ساعات المذاكرة اليومية من 10 إلى 12 ساعة، وتوجهوا بالشكر لأسرهم على رعايتهم وتحملهم طوال فترة الدراسة. وقال أحمد جمال سليمان، ابن قرية صهرجت الكبرى، بمركز ميت غمر بالدقهلية، الحاصل على المركز الأول فى القسم العلمى، إنه كان يتمنى أن يلتحق بكلية الطب، ووضع هذا الهدف أمامه، منذ بداية العام الدراسى، وكان يذاكر 10 ساعات يومياً. وأضاف «أحمد»، الحاصل على مجموع 650 درجة، بنسبة 100%: «لم أصدق نفسى، صحيح تعبت كتير، وعارف إن التعب فترة وبعد كده هرتاح، لكن إنى أطلع الأول على الجمهورية كانت أكبر فرحة فى حياتى، وفرحتى بسماع صوت الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كانت أكبر». «أحمد»: لم أصدق نفسي وهدفي كلية الطب وتابع: «جسمى اتخشب ومعرفتش أتكلم أول ما سمعت صوت شيخ الأزهر بيكلمنى بنفسه، وبكيت من الفرحة، وتفوقى كرم من عند ربنا، وحفظى القرآن الكريم هو السبب، كان نفسى أدخل كلية الطب، وكنت بدأت مذاكرة من أول العام 10 ساعات يومياً، لكن منذ مارس الماضى كنت أذاكر من بعد العشاء حتى ثانى يوم الظهر، ولم أنظر لعدد ساعات المذاكرة، لأن أمامى هدفاً أريد تحقيقه». أوائل الثانوية الأزهرية: «حفظ القرآن» كلمة السر في التفوق.. وأهالينا تعبوا معانا جداً للوصول إلى هذا المستوى وأشار إلى أنه حفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، وكل ما هو فيه بفضل حفظه للقرآن، كما أنه توقف منذ شهر مارس عن الدروس الخصوصية، وتفرغ تماماً للمذاكرة، ووالداه طلبا منه إغلاق «فيس بوك»، وجميع مواقع التواصل الاجتماعى منذ بداية العام، وكان يفتحها لمدة ساعة واحدة كل أسبوعين تقريباً لإلقاء نظرة سريعة عليها. وأكد أنه سيلتحق بكلية الطب ليحقق أمنية والده، الذى يعمل كيميائياً فى مبرة ميت غمر، ووالدته تعمل محاسبة، وله شقيقة أكبر منه، طالبة فى كلية العلوم بجامعة الزقازيق. وشهدت قرية منية المبشرين، التابعة لمركز زفتى بالغربية، فرحة عارمة وزغاريد أطلقها أفراد أسرة الطالب عصام محمد، الحاصل على المركز الأول للثانوية الأزهرية للمكفوفين، ما دفع أسر وعائلات القرية إلى توزيع الحلوى والعصائر؛ فرحاً بابن قريتهم وتفوقه الدراسى. «عصام» جلس وسط والديه بمنزل سكنى مكون من 4 طوابق، ووجد المحبون من الجيران والأقارب الذين حرصوا على تقديم التهانى بنجاحه المشرف بتفوق. أول المكفوفين: أمي وأبويا سندي في الحياة وقال: «الحمد لله رب العالمين الذى أكرمنى بحفظى القرآن الكريم منذ صغرى، وقدوتى فى الحياة فضيلة الشيخ العلامة محمود الحصرى، وربنا يحقق كل الأمانى بالتحاقى بكلية الدراسات الإسلامية للغات، أنا فرحان جداً بسماعى صوت فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهو يبارك لى تفوقى الدراسى ويحثنى على الحضور لاحتفالية أوائل الثانوية الأزهرية». وتابع باكياً: «بشكر أمى وأبويا استحملونى كتير وأنا بقضى معظم وقتى بالجلوس على كمبيوتر، والاتصال الهاتفى من شيخ الأزهر سيظل موقفاً خالداً فى حياتى». وواصل «عصام»: «أحب أن أذكر أن الله نوّر بصيرتى بحفظ آيات القرآن الكريم وطاعة أبى وأمى اللذين كانا سنداً لى فى الحياة، والحمد لله سأحقق طموحات أسرتى بالالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية». وقالت والدة «عصام» إنها كانت تحرص طوال عمرها على حسن تربيته وغرس مبادئ ومعايير الإسلام الوسطى من خلال أداء الصلوات وحضور دروس تعليم القرآن الكريم برفقه زملائه مع مشايخ القرية وممثلى مديرية الأوقاف. وقال محمد السيد، والد «عصام»، إن اتصال شيخ الأزهر بابنه كرم وفضل عظيم من الله، مضيفاً: «ربنا يحمى الأزهر منارة العلم والعلماء، وابنى وسندى فى الحياة هيكون قدوة شباب الأزهر كله رغم إعاقته البصرية، وأتمنى أن يستجيب رئيسنا عبدالفتاح السيسى للقاء ابنى حامل لواء القرآن وآياته لأنه تحدى الإعاقة، والرئيس أب لكل المصريين». وواصل: «كل الفضل فى نجاح ابنى يعود لأمه، فكثيراً ما تحملت صعوبات الحياة خلال فترة عملى وسفرى خارج مصر». وشهدت محافظة أسيوط فرحة عارمة بين أسرة الطالبة نجلاء يوسف كامل؛ لحصولها على 99.5%، بمجموع 624 درجة، لتصبح الأولى على الثانوية الأزهرية فى القسم الأدبى على مستوى الجمهورية. وقالت «نجلاء» إن فرحتها كبيرة لحصولها على المركز الأول ضمن قائمة أوائل الثانوية الأزهرية بالقسم الأدبى، وذلك جاء بجهودها ومساعدة والدها ووالدتها، موضحة أنها كانت تذاكر ما بين 10 و12 ساعة يومياً، بشكل متقطع، فى سبيل الوصول إلى حلمها لتكون من الأوائل، مشيرة إلى أنها كانت تضع الحكمة القائلة «من طلب العلا سهر الليالى» نصب عينيها دائماً، وكانت تحرص على تطبيقها بمعنى الكلمة، لافتةً إلى أنها كانت لا تأخذ دروساً خصوصية إلا فى اللغات فقط، وتحرص على مذاكرة دروسها أولاً بأول. «نجلاء»: عايزة أبقى «مُعلمة» زي بابا وماما وتابعت «نجلاء» أن والدها ووالدتها معلما لغة عربية، ساعداها على الاهتمام بدراستها، واعتبرت أن التعليم هو السبيل للرقى بالإنسان، موضحةً أن مثلها الأعلى والدها، وتريد أن تصبح «معلمة» مثله، وتريد أن تلتحق بكلية تربية قسم لغة إنجليزية، أو كلية لغات وترجمة.