رجح توني بلينكن مستشار البيت الأبيض الأمريكي، أن تمثل مصر والسعودية والإمارات "حلفاء محتملين" للحرب التي ستقودها أمريكا ضد تنظيم "داعش"، وذلك استنادا إلى التحالف القديم الذي تم تشكيله إبان حرب تحرير الكويت في عام 1991، وشاركت فيه مصر والسعودية مع الولاياتالمتحدةلتحريرالكويت، إلى جانب الدعم الاستخباراتي والمعلوماتي الذى قدمته مصر للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب عقب أحداث 11 سبتمبر. وقال بلينكن، في تصريح لقناة "أم إس إن بي سي"، إن العديد من الدول أبدت استعدادها للانضمام إلى التحالف، بالتزامن مع الزيارة التي يزمع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، وتشاك هيجل وزير الدفاع، إلى جانب ليزا موناكو مستشارة الرئيس أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، القيام بها لمنطقة الشرق الأوسط، من أجل التباحث بشأن تشكيل التحالف. من جهته، يرى ساندي بيرجر مستشار الأمن القومي لدى إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، أن تنظيم "داعش" أصبح يمثل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط والولاياتالمتحدة وأوروبا، وبالتالي يجب على الدول العربية وفي مقدمتها مصر الانضمام للتحالف بعد أن تخلفت عن الوقوف ضد "داعش" نظرا لسوء علاقاتها مع حكومة المالكي السابقة في العراق، إلى جانب حساسية العلاقات الخليجية الإيرانية، مشيرا إلى أنه في حال نجاح رئيس الوزراء الحالي في تشكيل حكومة تستوعب كافة الأطياف السياسية سيسهل ذلك من مهمة القضاء على تنظيم "داعش". ورجح انضمام مصر للتحالف على خلفية تواجد جماعات متطرفة على الأراضى المصرية مثل "أنصار بيت المقدس"، التي ترتبط بالقاعدة وداعش، بخاصة فيما يتعلق بطريقة العمل. من جهتها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الإعلان عن قيام تحالف مصري إماراتي مزعوم بضرب مواقع تسيطر عليها تنظيمات راديكالية مسلحة في ليبيا، كان يهدف إلى إظهار عنصرين مهمين، وهما تسليط الضوء على قدرة بعض الدول العربية على تشكيل تحالفات مناهضة للإرهاب، وبالتالي الانضمام إلى أي تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة وحلف "ناتو"، أما العنصرالآخر فهو الحديث عن حرب باردة في المنطقة بين طرفين، مصر والسعودية والإمارات، في مواجهة محور تركيا وقطر. وألمحت الصحيفة إلى مجموعة من المحاذير التي يتوقف عليها انضمام مصر لهذا التحالف، من بينها عدم وضوح الإستراتيجية والخطة التي سيتبناها تحالف "ناتو" في حربه ضد تنظيم "داعش" في ظل انهيار القوات البرية للجيش العراقي وافتقاره إلى عناصر الخبرة في القيام بعمليات ملاحقة على الأرض. ولفتت إلى التناقض الرهيب الذي يمثله ذلك التحالف من حيث الرؤى في ضوء أصوات في الناتو والإدارة الأمريكية تدعو إلى ضرورة ضم بشار الأسد والنظام الإيراني، ما قد يفاقم من الحساسيات بين الدول المرشحة للانضمام، وتساءلت: هل ستقبل إيران بتحليق مقاتلات سعودية وإماراتية قرب حدودها، وهل ستقبل مصر الانضمام إلى تحالف يضم تركيا التي تعد الداعم الأكبر لعنف الإخوان؟