كان حلماً، فخاطراً، فاحتمالاً.. ثم أضحى حقيقةً لا خيالاً.. طول عمرنا بنحلم برئيس لديه «إرادة».. إرادة عارمة فى النجاح.. والحمد لله «السيسى» لديه هذه الإرادة.. قال: هنستصلح 4 ملايين فدان، قلنا: تعظيم سلام (رغم التحفّظات على نوعية الزراعات، وطرق التمليك).. هنبدأ فى إنشاء 4 آلاف كم طرق ومحاور، قلنا: شرايين الحياة والعمران والتنمية (والجيش يقدر، وقدها وقدود)، قال: ممر التنمية لفاروق الباز (يا رب يحصل، ونعيش ونشوفه ممتد من الإسكندرية حتى جنوب أفريقيا)، ممر قناة السويس بعد أيام (نحن شاركنا فى تحديثه ببنك الأفكار، وسلمناه للدكتور عصام شرف)، مشروع يجعل من منطقة القناة «سعودية» للمصريين 100 مليار دولار سنوياً بعد 8 سنوات، قال: مدن جديدة، باكورتها مدينة مليونية بالعلمين (ومن يعترض).. «توشكى» من تانى، قلنا: ماشى (نجيب السبعة مليار التى أنفقناها بلا عائد).. قال «عاصمة جديدة» على طريق السويس والعين السخنة.. وهنا نتوقف ونسأل: ومدينة السادات ما لها؟ «مدينة السادات» مساحتها 500 كم2 (دبى 700 كم، بغداد 600 كم، بيروت 650، أثينا 680، أنقرة بتركيا 580 كم) 500 كم2 = 119 ألف فدان، مقسّمة إلى 10 آلاف فدان منطقة سكنية + 8 آلاف فدان منطقة صناعية + حزام أخضر 39 ألف فدان منزرع بالكامل، والأهم: بها مناطق للتوسّعات ما زالت بكراً = 55 ألف فدان، وعدد السكان حالياً 150 ألفاً، رغم أنها مخططة لتستوعب مليون نسمة.. فلماذا لا نستغل البنية الأساسية الجاهزة، بدلاً من البدء من الصفر.. عاصمة جديدة تكاليفها 60 ملياراً، بلا عائد مباشر، وتستغرق 10 - 15 وربما 20 سنة، لماذا؟ «السادات»، الله يرحمه، من 40 سنة حِلم، وفكَّر، وجاب الخبراء المصريين مع خبراء أجانب، وركبوا طيارات، وقرروا أن أفضل مكان لعاصمة إدارية جديدة هو هذه المنطقة، التى سموها باسمه (وياريتهم ما سموها على اسمه)، لأن الرجل بمجرد موته، نجحت البيروقراطية الحقيرة فى دفن «البروجيكت» أو الخطة فى نفس نعشه.. رغم أن موقع المدينة خرافى 100 كم من القاهرة، و100 كم من الإسكندرية، و100 كم من شرق الدلتا، والآن 100 كم من أول مدينة مليونية بالعلمين وممر التنمية + تعوم على كنز من المياه الجوفية، والنيل على بعد 10 كم (ممكن التوسع حولها من وادى النطرون حتى الوادى الفارغ لتصبح 2000 كم، إذا احتاجنا) و.. و.. و.. و.. صحيح أن مجمع الوزارات الذى بناه «السادات» تم تحويله إلى جامعة.. ولكن نقل الجامعة سهل جداً فى الأراضى الفاضية بالمدينة، أو حتى بناء مجمع لدواوين الوزارات والهيئات الحكومية لن يكلفنا الكثير.. يكفى أن نبيع مبنى البنك الزراعى أمام نادى الصيد بالدقى لنبنى مجمع وزارات أو مبنى للجامعة، (هل يُعقل أن يكون البنك الفلاحى موقعه أمام نادى الصيد؟) وشارعان كاملان بجواره تابعان لوزارة الزراعة (مبانٍ للخدمات البيطرية، واستصلاح الأراضى، وحماية الأراضى و.. و.. و.. فين كلها بجوار نادى الصيد)، إشمعنى نادى الصيد، هل الفلاحين بيصطادوا غزلان مثلاً؟ هل تتخيل أن معهد بحوث الصحراء حالياً بقصر محمد على بشبرا؟ فلماذا لا ننقل كل هذه الهيئات والمعاهد الخاصة بالزراعة وحماية الأراضى، والثروة السمكية، والخدمات البيطرية، واستصلاح الأراضى مع البنك الفلاحى إلى مدينة السادات بجوار الدلتا، ووسط الصحراء المتاح بها مياه جوفية، والقريبة من الفلاحين والمزارعين، والجمعيات التعاونية، نخدم بها الأراضى القديمة والجديدة و.. و.. و.. صباح الخير سيادة الرئيس: 1 - إذا كانت هناك أسرار عسكرية تجبرنا على بناء «عاصمة» إدارية جديدة على طريق السويس بالذات، رغم تكلفتنا 60 مليار ليسوا معنا الآن.. فلن يعترض أحد من أجل أمننا القومى، ولكن فهمونا، ولا تفاجئونا. 2 - وفى هذه الحالة نطالبك شخصياً بزيارة إلى مدينة السادات، لتتأكد بنفسك من الإمكانيات المتاحة، والبنية الأساسية الموجودة، والتخطيط الرائع لتستوعب مليون نسمة (حالياً 150 ألفاً)، ولتضعها فى الخطة (إذا كانت هناك خطة)، لنستفيد من كل هذه الاستثمارات المهدرة. وإذا كان اسم «السادات» هو المشكلة، فلنسمها مدينة: «قلة الأصل ونكران الجميل»، وقد سبق لى أن اقترحت هذا الاسم أيام المخلوع، وقلت وقتها: سمّوها حتى مدينة «جمال أو سرور» ونخلص! 3 - أخبرك يا ريس بأن لديك وزيراً للتموين (مش فاكر اسمه حنفى إيه) نموذج للمسئول الذى يمتلك كل المواصفات.. وزير لديه رؤية، وخطط وسياسات، ودؤوب جداً.. هذا الوزير يصلح لقيادة الحكومة إذا احتاج الأمر، عايزين من هذا الصنف الممتاز، بدلاً من بعض الوزراء المكتعين والمجهدين التعبانين، وأغلبية المحافظين الخيبانين والنص لبة. أرجوك وأكرر: مطلوب أن تتحدث مع الناس مرة أسبوعياً، أجب عن أسئلتهم واستفساراتهم، طمنهم بأسماء الفريق الرئاسى المعاون.. اكشف لهم خططك وسياساتك وبرامجك لتحقيق المشروع الحضارى الذى وعدتنا به، حتى نستطيع المشاركة، بدلاً من «الجو» الضبابى السرى المخابراتى.. ويا خسارة المثل بيقول: الحلو مابيكملش.. بقى عندنا رئيس لديه إرادة، ولكن ماعندوش «إدارة».. أو قُل إدارة «أهل الثقة».. جربناهم 60 سنة، وانتهت بثورتين وحبس رئيسين! بعيداً عن السياسة ومشاكلها: نتوجه نحن أصدقاء الأستاذ المحترم والفاضل، الكاتب الصحفى الأستاذ «عبدالوهاب مطاوع».. الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا التاريخ من عشر سنوات، بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، وندعوكم مع كل محبيه لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة. ونستكمل..