الأحرار الاشتراكيين ل صدى البلد: الحركة المدنية تتخذ اتجاها معاكسا لمفهوم استقرار الدولة    معركة موازية على «السوشيال ميديا» بعد القصف الذي تعرضت له مدينة رفح    الأوقاف: افتتاح 21 مسجدًا الجمعة المقبلة    مصر للطيران: 50% تخفيض علي الرحلات الدولية وفرصة للفوز ب1000 ميل إضافى    عضو الغرف السياحية يكشف تفاصيل انطلاق رحلات الحج موعدها والجهات المنظمة    بعد غد.. انطلاق مؤتمر "إعلام القاهرة" حول التغيرات المناخية    شبكة القطار السريع.. كيف تغطي جميع أنحاء الجمهورية؟    الجيش الإسرائيلي يؤكد قصفه شرق رفح بعد موافقة "كابينيت الحرب" بالإجماع على استمرار العملية العسكرية    المقاومة في العراق تستهدف بالطيران المسيّر قاعدة "يوهنتن" الإسرائيلية    مدينة برازيلية تغرق تحت مياه الفيضان    الهلال يعود بريمونتادا ويخطف فوزًا مثيرًا من أهلي جدة في الدوري السعودي    محمد معروف يدير مباراة الاتحاد السكندري والأهلي    تعرف على أسباب خروج «ديانج» من حسابات «كولر»    مصرع تلميذين بالغربية أثناء استحمامهما في ترعة ببسيون    بعد إصابته بالسرطان.. هاني شاكر يوجه رسالة دعم ل محمد عبده    اهم عادات أبناء الإسماعيلية في شم النسيم حرق "اللمبي" وقضاء اليوم في الحدائق    ليلى علوي تحتفل بشم النسيم مع إبنها خالد | صورة    محمد عدوية: أشكر الشركة المتحدة لرعايتها حفلات «ليالي مصر» ودعمها للفن    أدعية استقبال شهر ذي القعدة.. رددها عند رؤية الهلال    لذيذة وطعمها هايل.. تورتة الفانيليا    قدم تعازيه لأسرة غريق.. محافظ أسوان يناشد الأهالي عدم السباحة بالمناطق الخطرة    إزالة 164 إعلاناً مخالفاً خلال حملة مكبرة في كفر الشيخ    تفاصيل التجهيز للدورة الثانية لمهرجان الغردقة.. وعرض فيلمين لأول مرة ل "عمر الشريف"    التيار الإصلاحى الحر: اقتحام الاحتلال ل"رفح الفلسطينية" جريمة حرب    غارة إسرائيلية تدمر منزلا في عيتا الشعب جنوب لبنان    تناولها بعد الفسيخ والرنج، أفضل مشروبات عشبية لراحة معدتك    بعد فوز ليفربول على توتنهام بفضل «صلاح».. جماهير «الريدز» تتغنى بالفرعون المصري    ضحايا احتفالات شم النسيم.. مصرع طفل غرقًا في ترعة الإسماعيلية    موعد إجازة عيد الأضحى 1445 للطلاب والبنوك والقطاعين الحكومي والخاص بالسعودية    أرخص موبايل في السوق الفئة المتوسطة.. مواصفات حلوة وسعر كويس    مائدة إفطار البابا تواضروس    قبل عرضه في مهرجان كان.. الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "شرق 12"    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    رفع الرايات الحمراء.. إنقاذ 10 حالات من الغرق بشاطئ بورسعيد    عضو ب«الشيوخ» يحذر من اجتياح رفح الفلسطينية: مصر جاهزة لكل السيناريوهات    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    برلماني يحذر من اجتياح جيش الاحتلال لرفح: تهديد بجريمة إبادة جماعية جديدة    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    حبس المتهمة بقتل زوجها بسبب إقامة والده معها في الإسكندرية    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    متى يُغلق باب تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء؟ القانون يجيب    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    طارق السيد: لا أتوقع انتقال فتوح وزيزو للأهلي    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيام «مطروح».. الجميلة
نشر في صباح الخير يوم 25 - 05 - 2010

ذهبنا نزور واحة سيوة، ولكننا لم نستطع أن نمنع أنفسنا من زيارة مدينة مرسى مطروح.. هذه المدينة التى تحظى بحب المصريين جميعهم.. فعشاق مطروح كثر، منهم الفقراء الذين - مازالوا - يجدون فيها شواطئ نظيفة ورخيصة، ومنهم الأغنياء الذين يبحثون عن الراحة والجمال.
يوم واحد.. لم يكن كافيا.. ولكننا استطعنا فيه أن نتمتع بجمال الشواطئ ذات الألوان المميزة والرمال البيضاء الناعمة، وأيضا أن نقابل المحافظ نحاوره ونحلم معه بمستقبل أجمل لهذه المحافظة التى لم تأخذ - بعد - حقها من الاهتمام.
وادى النيل قُصِم ظهره و المستقبل لمطروح
من لم يستمتع يوماً بجمال شواطئها ومياهها الفيروزية وصخورها العجيبة.. فهو على الأقل ينشدها فى خياله ويهفو قلبه لزيارتها عندما يستمع لأغنية الرائعة ليلى مراد (يا ساكنى مطروح.. أنا عاشقة حيكم) فها نحن فريق من «صباح الخير» - قررنا زيارتها كى نرى مطروح . هى محافظة تمتلك الثروات مع قلة الاستثمارات وتمتلك المساحة الشاسعة مع ندرة السكان وأيضا تمتلك الكثير من الأسئلة التى تحتاج إلى إجابات.. كان لنا هذا الحوار مع اللواء أحمد حسين بعد شهور قليلة من توليه مهام منصبه إلا أنك للوهلة الأولى تشعر أنه (مطروحى) النشأة و(سيوى) (الهوى) وبالطبع كانت أولى القضايا التى طرحناها عليه هى أزمة سيوه والغرق وما هى سُبُل إنقاذها؟
قال اللواء أحمد حسين - محافظ مرسى مطروح - إنه بعد أيام قليلة من توليه مهام وظيفته كمحافظ ذهب إلى واحة سيوة ليرى ما سمعه عنها وصدم بحجم المشكلة التى تهددها بالفعل وعلى الفور كانت زيارته الثانية لها برفقة وزير الرى والموارد المائية د. نصر الدين علام الذى طلب منه المحافظ أن يأتى بنفسه ليقف على حجم المشكلة ويضع معه خطة لإنقاذ الواحة من الغرق.
ويضيف اللواء أحمد حسين: سيوة منطقة منخفضة عن سطح البحر لذا فهى تشبه طبقاً جميلاً يسبح على بحيرة كبيرة من المياه الجوفية «لا تحتاج إلى حفر أو تنقيب» بضربة قدم قوية تنفجر المياه لأعلى لتذكرنا بأيام سيدنا إسماعيل وأمه هاجر - عليهما السلام - لذا استقرت الناس وعاشت وزرعت عبر السنين لكن مع مرور الوقت ظلت المياه الجوفية فى الصعود لأعلى حتى وصلت إلى بعض الأماكن لارتفاع 6سم بالتالى سيحدث ما يسمى الأرض «هاتطبل» وهذه مشكلة كبيرة وتعنى أن سيوة بعد عامين أو أكثر ستغرق تماماً.. لذلك كان التفكير هو البحث عن مناطق بعيدة عن «الطبق» - سيوة نفسها - لزراعتها لضمان إلقاء مياه الصرف الزراعى فى منخفضات بعيدة حتى تسير حركة الزراعة بشكل صحيح وكان هناك حل آخر هو نقل مياه الصرف الزراعى لمسافة «80» كيلو مترا لأقرب وادى وناقشت ذلك مع وزير الرى، لكن اتضح أنه صعب التنفيذ نظراً لتكلفته المرتفعة حيث سيكلف قرابة المليار جنيه وأكثر.
وأما الحل أو البديل الآخر الذى طرح فهو وقف النشاط الزراعى فى سيوة وهو ما رفضته أنا كمحافظ أنظر للمستقبل وللامتداد السكانى ومتطلباته ومستقبل أولادنا.. فلابد من زيادة المساحة الزراعية وعدم الاكتفاء بما هو موجود، صحيح ما حدث هو نتيجة أخطاء من الناس التى لم تحسن استغلال المياه فهى مياه تحت أقدامهم ببلاش فتعاملوا معها بعشوائية وظلوا يحفرون الآبار حتى وصلنا لألف بير مفتوح ووصلت الآن ل«400» فقط بعدما قررنا إغلاق الآبار العشوائية مع الاكتفاء بالرقعة الزراعية الموجودة فى داخل سيوة مع البحث عن أرض خارج سيوة، وهذا الاقتراح تدرسه حالياً لجنة من الموارد المائية.. وأتمنى أن يصلوا لرؤية صحيحة تضمن خلق مجتمعات جديدة بشرط عندما نقول سيوة الجديدة لا نجد فى النهاية صرفها الزراعى يأتى على سيوة القديمة وتتعرض لمزيد من الغرق.
ويضيف المحافظ قائلاً: أما عن بحيرات المياه الراكدة فوق الأراضى الزراعية فسوف تعود سيوة إلى طبيعتها بعد غلق الآبار العشوائية وتناقصها شيئاً فشيئاً، لكن حتى الآن هذه البحيرات رغم أنها كارثة إلا أن لها وجهاً آخر إيجابياً أو جميلاً فقد أعطت للمنطقة بُعْداً جمالياً وسياحياً وكأنه نهر النيل حتى أن السياح الأجانب يطالبون بعد إزالتها وكذلك بعض المستثمرين طلبوا عمل استزراع سمكى فى هذه البحيرات فى أصناف معينة مثل البلطى والدنيس وبالتالى قد تُخلق مهن جديدة فى سيوة غير زراعة التمور والزيتون. نظرة لبكرة
كيف تفسر لنا إشكالية محافظة بها العديد من الموارد المائية الطبيعية ويعانى سكانها من نقص المياه الصالحة للشرب رغم قلة عددهم؟
- أجاب المحافظ قائلاً: بالفعل هى إشكالية موجودة فى مطروح لكن جارى التغلب عليها - حيث توجد لدينا محطة تحلية واحدة (شغالة) تنتج (000,10) متر مكعب يومياً وهى ليست كافية - لكن هناك محطتين أخريين فى مرحلة التجارب النهائية وخلال أيام ستعملان - المحطة الواحدة تنتج (000,10) متر مكعب - إذن سيكون لدىَّ (000,20) ألف متر مكعب يومياً يمكن أن تسد احتياجات سكان مدينة السلوم ال (16) ألف نسمة وهى كافية جداً فإذا حسبنا المعدل العالمى المائى لكل فرد فسنجد أنه (214) لترا يومياً يعنى ال (1000) متر مكعب يوميا تكفى احتياج خمسة أفراد فى اليوم أى نقترب من المعدل العالمى والناس هنا غلابة يحلمون بنصف أو بثلث هذا المعدل - فقط لكنى أحلم لهم من خلال هاتين المحطتين اللتين ستعملان قريباً ومن خلال إنشاء محطتين أخريين للتحلية للمستقبل بالوصول للمعدل العالمى.
- ويضيف المحافظ قائلاً: هل تصدقون أن الناس هنا لما طرحت فكرة إنشاء محطات تحلية أخرى للمياه قالوا لى: لأ إحنا لسنا فى حاجة إليها وكفاية، فقلت لهم انظروا لبكرة - فأنا لم أصل بالفرد المطروحى للحد العالمى حالياً كمان سأنتظر إلى أن يتفاقم عدد السكان ولتصبح المشكلة أكبر فهاتان المحطتان للمستقبل العاجل وليس الآجل. محافظة مطروح هى ثانى محافظات مصر من حيث المساحة سدس مساحة مصر ورغم ذلك عدد سكانها لا يكمل (400) ألف نسمة - فما هو حجم ميزانيتها.. وكيف تتوزع.. وهل تكفى؟!
- أجاب المحافظ: أى ميزانية تقوم على محددين أساسيين وهما عدد السكان والمساحة الكلية و60% من الميزانية تذهب للسكان وبالطبع محافظة سكانها (20) مليوناً مثلاً ليست كمحافظة مطروح..
- لكن المساحة هنا لها اعتبار حيوى لأنها مترامية الأطراف ورغم أن عدد السكان قليل إلا أنه يمثل عبئاً فى تقديم الخدمات حيث الانتشار الكبير للسكان فى شكل توابع يصل إلى (631) تابعاً وهنا أشير إلى شىء مهم وهو أن مستقبل مطروح لا يتوقف فقط على الميزانية المحددة من الدولة ولكن على فرص الاستثمار الأخرى المتوافرة فيها حيث توجد لدينا استثمارات تبلغ (34) مليار جنيه وهناك فرص عمل ورواج تجارى وسياحى ومن أكثر المناطق التى تضيف للميزانية هى مناطق الحمام وسيدى عبدالرحمن والضبعة والسلوم.
- ويضيف المحافظ قائلاً: رغم كل هذا الدخل إلا أننى مربوط فى النهاية بميزانية عامة للدولة وبالتالى ميزانيتى محددة وكل مسئول وشطارته فى توفيق أوضاع محافظته تبعاً لظروف واحتياجات كل محافظة.
الصعيد أولى بالرعاية
لماذا لا تسعى لأن تكون تجربة مطروح مثل تجربة الأقصر حيث تعطيها الدولة ميزانية مفتوحة وفى المقابل تقدم مشروعات تدر مليارات للدولة؟
أجاب المحافظ: أولاً هناك منطق سليم فى اتجاه التنمية نحو الجنوب فى صعيد مصر والاهتمام به أكثر من باقى محافظات مصر وذلك لأنها الأولى بالرعاية لما شهده الصعيد من عنف وإرهاب وفقر وبالتالى هناك محاذير وأبعاد اجتماعية لا نستطيع إنكارها تجعل الصعيد الأولى بالرعاية فى الفترة الماضية ولا يزال وهى مسألة وقت حتى يحدث التوازن ما بين الشمال والجنوب - ويضيف المحافظ قائلاً: لكن دورى كمحافظة هو ضمان أكبر كم من الاستثمار عندى وأن أكون منتجاً ونساهم فى تنمية مطروح فليس دورى الانتظار حتى تأتى المبادرة من مجلس الوزراء - فالتنمية لمطروح هى تنمية للبلد ككل - فكل استثمار يتم عائده فى النهاية يذهب لخزينة الدولة.
السلوم فى ثوبها الجديد
كيف تكون فاعلاً فى خطط التنمية للبلد ككل - دون انتظار المبادرة من فوق - كما تقول.. وما هى أمثلة ذلك؟
- أجاب المحافظ - قائلاً: أن يكون لنا دور فاعل فى خلق مجتمعات خدمية، صناعية، زراعية، استثمارية جديدة تدر دخلاً على خزينة الدولة.. فأنا مش فاتح بيت باصرف على الأولاد! لكن أنا بأعمل تنمية.. فمثلاً مدينة السلوم تم إغلاق مينائها منذ فترة والسبب هو محاولة تغيير هويتها تماماً فالسلوم تقع تحت خط الفقر - والمهنة الوحيدة التى يحترفها أهلها هى التجارة.. بعض المستوردين يأتون ببضاعة من هنا أو هناك مهربة من الخارج وتم رفضها من المنافذ الأخرى الرئيسية سواء لعدم صلاحيتها أو لعدم الإغراق فيتم التحايل واللف عن طريق السلوم البرى لتدخل إلى مطروح وبالتالى فالمهنة الوحيدة التى يعرفها أهالى السلوم هى التجارة..
-
- لكن الآن الرؤية الاقتصادية أصبحت أكثر وضوحاً - ولابد من استغلال هضبة السلوم فى إقامة منطقة تنمية متكاملة لها نشاط سياحى واستثمارى متعدد الأنشطة فى شكل مجتمع متكامل وفى ظهيره تتم إقامة أنشطة استثمارية متعددة لجذب وتشجيع الهجرة الداخلية بين المدن ذات الكثافة السكانية فضلاً عن جذب السياحة العالمية طوال العام وتنشيط الحركة التجارية على مستوى الوطن العربى وبين أفريقيا وأوروبا.
إغراءات وتسهيلات
ومن الذى سيتصدى لمثل هذه المشروعات الضخمة فى السلوم.. الدولة أم رجال الأعمال؟ - فى الحقيقة بدأنا بعمل دراسات جدوى للمنطقة كلها عن طريق نخبة من المستشارين والخبراء، وتوصلنا إلى رؤية قمنا بعرضها على كبار المستثمرين ورجال الأعمال ووجدت أكثر من عرض، منهم مستثمر لديه خمسة ملايين يورو يريد استثمارها فى السلوم ومستثمر آخر يريد إنشاء منتجع سياحى وطبى لأن السلوم وخليج السلوم من أفضل المنتجعات السياحية فى العالم.
ومن أهم ما تشتمل عليه هذه المنطقة التنموية المتكاملة المزمع إنشاؤها إن شاء الله إنشاء ميناء تجارى دولى، مطار دولى، ميناء جديد، مجمع سياحى عالمى متكامل (فنادق - كافيتريات - مطاعم) دور سينما وملاهى ومولات تجارية، مدينة سكنية يقطنها المصريون والعرب والأجانب طوال العام، مجمع ثقافى عالمى، مجمع صناعات خفيفة ومتوسطة وثقيلة. باستثناء الاستثمار السياحى فإن محافظة مطروح تعد من المحافظات البعيدة عن خريطة الاستثمارات الأخرى فى مصر.. فما هى الإغراءات أو التسهيلات التى تقدمها المحافظة لجذب المستثمرين إليها؟
- فى البداية أؤكد أننى غير راضٍ عن حجم الاستثمار السياحى حالياً فهو 6 ملايين سائح معظمهم محلى فى الساحل الشمالى وبعض الأجانب الذين يأتون بالطائرات (الشارتر) لكن طموحى أن يصعد هذا الرقم ليصل إلى (22) مليون سائح وذلك بأطروحات ورؤية غير تقليدية بوضع مطروح على خريطة السياحة العالمية.. ولدينا من المقومات الطبيعية ما يؤهلنا لذلك.. وأزعم - والكلام للمحافظ - أن (80%) من المستثمرين يلهثون الآن وراء مطروح لأنها المستقبل فوادى النيل قُصِمَ ظهره والزحف العمرانى سيمتد بشكل قياسى إلى مطروح.
- ومن أهم التسهيلات التى نقدمها كمحافظة للمستثمرين.. مثلاً وضع خريطة استثمارية لتكون تحت نظر المستثمرين لاختيار ما يناسبهم من مشروعات من خلال خرائط وصور وأقمار صناعية وذلك لمختلف الأنشطة (سياحية، زراعية، صناعية، خدمية).. واستخراج جميع الموافقات الخاصة بالمشروع سواء من (البيئة، حماية الشواطئ، آثار، دفاع مدنى، التنمية السياحية، مجلس الوزراء، قوات مسلحة) كلها من شباك واحد ومتابعة تنفيذ المشروعات على الطبيعة من خلال لجان المتابعة وحل أى معوقات تطرأ أثناء التنفيذ. وتخفيض مقدم ثمن الأراضى التى يتم تخصيصها لإقامة المشروعات الاستثمارية من 15% إلى 10% وتعديل عدد الأقساط السنوية من خمسة إلى سبعة أقساط سنوياً.
- وينتقل المحافظ للحديث عن الفرص الاستثمارية المتاحة لمحافظة مطروح فيقول: لدينا (267) مشروعا بتكلفة استثمارية قدرها (17) مليار جنيه توفر فرص عمل مباشرة (61) ألف فرصة عمل، أما غير المباشرة فقدرها (41) ألف فرصة عمل - وفى مجال الاستثمار الزراعى هناك فرصة لتطهير مليون فدان من الألغام بمنطقة العلمين يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً فى الاقتصاد المصرى بتوفير ما لا يقل عن إجمالى كمية القمح المطلوبة للبلاد وكذلك (2) مليون فدان قابلة للاستزراع فى زمامات المدن والقرى بالإضافة إلى (200) فدان بسيوة صالحة للزراعة فضلاً عن النباتات العطرية والطبية التى يمكن تنميتها وقيام صناعات جديدة وحديثة عليها.
- وفى مجال الاستزراع السمكى تتوافر مساحة (21000) فدان من مرسى مطروح وحتى السلوم صالحة لاستغلال (11) موقعاً لتربية أفخر أنواع الأسماك مثل البورى، الدنيس، القاروص.
- وفى مجال الصناعات الثقيلة تم التصديق على إقامة منطقة للصناعات صديقة للبيئة جنوب مركز الضبعة شمال منخفض القطارة على مساحة (1890) كيلومترا مربعا تقوم عليها صناعة الحديد والصلب والأسمنت.
- وفى مجال الاستثمار الخدمى.. سوف تتم إقامة مدارس خاصة للتعليم الأساسى واللغات والتعاقد على إقامة جامعات دولية مثل جامعة كاليفورنيا بالعلمين.. ومولات تجارية بمطروح، ومصنع أعلاف، ومصنع لتدوير القمامة والمخلفات الصلبة.
المدينة المليونية
ماذا تعنى بجامعة دولية فى مطروح لعدد سكان قليل ومع وجود فرع لجامعة الإسكندرية بمطروح؟
- فقال المحافظ: لابد للقاطرة أن تبدأ - فالمدينة المليونية التى تستوعب مليوناً من السكان المزمع إنشاؤها وهى مدينة متكاملة والبعض بالفعل حاول إجهاض فكرة جامعة دولية من منطلق أين الطلبة؟ ولكن المستهدف فى هذه الجامعة هم الطلبة العرب الذين يميلون إلى مصر أكثر من أمريكا وأوروبا - وبالتالى ومن خلال الجامعة سينشأ مجتمع متكامل.. وعندى مستثمر تقدم بطلب إنشاء هذه الجامعة وقرارها سيصدر قريباً من وزارة التعليم العالى.
كيف تستقطب الأساتذة الذين سيقومون بالتدريس فيها - ما هى عوامل الجذب لهم خاصة مع بُعْد المسافات عن القاهرة والمحافظات الأخرى؟
- المدينة المليونية التى ستقع فيها الجامعة تضم شبكة طرق ومطاراً دولياً وهناك دراسات أيضاً لإنشاء مطار فى سيوه، بالإضافة لشبكة الطرق الجديدة ومنها طريق سيوة مع وسائل الجذب فى الشوارع والاستراحات على الطرق.
وماذا عن ملف الألغام التى تعطل آلافاً من الأفدنة فى مطروح؟
- وأجاب المحافظ قائلاً: عندنا (22) مليون لغم تمت إزالة كمية كبيرة منها وباقى حوالى (17) مليون لغم.. والحقيقة أنه موضوع مكلف جداً ويأخذ وقتاً طويلاً وبفضل جهود السفيرة فايزة أبو النجا مع السفير فتحى الشاذلى تم الانتهاء من تطهير (5,31) ألف فدان فى المرحلة الأولى أما المرحلة الثانية فسوف تبدأ.. لكن المعوقات هى العوامل البيئية والجوية وضياع الخرائط وحتى إن وجدت فمع عوامل التعرية والرياح تنتقل المواقع وحالياً شغالين فى جنوب العلمين على مراحل.. أى منطقة نطهرها نشتغل فيها على طول - وأى منح دولية تأتى إلينا نطلب بها أجهزة وليس خبراء لأن لدينا خبراء وكفاءات فى هذا المجال بالقوات المسلحة.
وماذا عن منطقة الضبعة التى كانت محل خلاف حتى وقت قريب؟
- أنا كنت مثل كثيرين غيرى يرى أن هذه المنطقة البديعة سياحياً خسارة إلا أن يتم استثمارها فى مشروعات سياحية تدر دخلاً للبلد ولكن بعدما علمت ما وصل إليه حد الأمان النووى والذى أصبح مطلقاً من أنه يمكن أن ننشئ المحطة النووية وبجوارها منشآت ومدن سياحية بلا خوف أو قلق.
البطالة والإسكان - مشكلة كل المحافظات فماذا عنها فى مطروح؟
- مشكلة الإسكان هى أول مشكلة واجهتنى بعدما توليت مهام المنصب رغم أن عدد السكان قليل أصلاً لكن هدفنا تنفيذ المسكن الملائم لذوى الدخل المنخفض حيث وقعت المحافظة بروتوكول تعاون مع صندوق ضمان ودعم نشاط التمويل العقارى التابع لوزارة الاستثمار بغرض قيام محافظة مطروح بإنشاء ألف وحدة سكنية مساحة الوحدة 63م2 - ليس هذا فقط بل إننى أطمع فى إنشاء المزيد من المساكن أربع أضعاف لأنى على ثقة أن المحافظة سيكون لديها أربعة أضعاف من السكان وأيضاً أسعى لأن تكون منطقة جذب للقادمين إليها حتى من الأطباء الذين يأتون إليها فلابد من توفير سكن لهم - فالمحافظة لازم توفر السكن المناسب للكوادر وكذلك الحوافز - فأنا عندى (8) مستشفيات غير الوحدات الصحية والمشكلة هى نقص الأطباء عامل جذب لهم عن طريق توفير السكن والحوافز التى تصل إلى (4) آلاف جنيه شهرياً.
- أما عن البطالة فالقاعدة الصناعية التى نسعى لإنشائها هنا ستقضى تماماً عليها بل ستكون جاذبة لسكان الدلتا للمجىء إلى هنا.
- وماذا عن الجديد فى الشواطئ والخدمات المقدمة للمصطافين هذا العام فى مطروح؟ الحمد لله مطروح تمتاز بمياه صافية ونظيفة لا يوجد لها مثيل فى المصايف الأخرى وشواطئها أيضاً متميزة لكن منذ أول لحظة فى الوزارة طلبت وضع خطة كبيرة لتكون شواطئ مطروح فى أبهى صورة لاستقبال ضيوفها، وبالفعل تم تنفيذ تطوير لبعض الشواطئ منها شواطئ «رميل، النخيل، الباسنت، ومبارك، والاليزيه، الغرام»، كلها تم لها عملية تجهيزات من بلاط وعمل ممرات لتسهيل وصول المصطافين إلى الشاطئ كما تم تطوير الكافتيريات لتقديم خدمات مميزة بأسعار معقولة تليق بالشهرة السياحية لمطروح.. كذلك سيتم توفير سيارات إسعاف بجوار الشواطئ وطالبت بزيادة الأبراج الخاصة بالغطاسين لمواجهة الزيادة المنتظرة من المصطافين بحيث يكون البرج مجهزا بأطواق النجاة وكل وسائل الأمان بالشاطئ والاهتمام بالنظافة وتزويدها بسلات وصناديق للقمامة.
- ولمزيد من توفير الخدمات والأمان لضيوف مطروح سيتم وضع لوحة مدون عليها أرقام تليفونات المحافظة وغرفة العمليات بالمحافظة وكذلك مجلس المدينة فى مدخل كل شاطئ لمساعدة أى مصطاف يقع فى مشكلة أو ظرف طارئ أثناء وجوده على أرض مطروح.
كذلك أكدت على كل المسئولين عن الشواطئ ألا تزيد سعر الشمسية ومعها «4» كراسى وترابيزة عن عشرة جنيهات وكذلك سحب تراخيص أى متجاوز أو مخالف لهذه الأسعار فى الشواطئ
أعد أصابع إيدى
وبعد تساؤلاتنا عن مطروح الحاضر والمستقبل - توقفنا فى محطة الحياة الشخصية لسيادة اللواء المحافظ الذى كان يتولى مهام رئيس أركان الجيش الثانى الميدانى. وسألناه: من الحياة العسكرية إلى الحياة المدنية - ما الذى تغير فى شخص اللواء أحمد حسين.
- فضحك قائلاً: الذى تغير هو أننى أصبحت أقوم بعد أصابع يدى كل يوم الصبح! هل لديك حساسية أو مشكلة فى الاستفادة من تجارب الآخرين؟
- أنا لا توجد عندى مشكلة أننى أستفيد من تجارب الآخرين سواء زملائى الحاليين أو السابقين من المحافظين فأنا مثلاً كنت فى المنيا مؤخراً ورأيت قاعة اجتماعات جميلة جداً - أرسلت ناسا من عندى عشان يشوفوها ويصوروها وهانعمل زيها.
ما أجرأ القرارات التى اتخذتها منذ توليك منصبك؟
- نظر إلى شرفة مكتبه المطلة على الكورنيش وأشار إلى النصب التذكارى الموجود فى الميدان على شكل شراع ومواجه لمبنى المحافظة وقال: سوف أزيل هذا الشراع من أمام الكورنيش لأضع مكانه ما يعبر عن عبقرية المكان.. لتصبح مقصداً سياحياً لأن هذا الشراع ليس مكانه الصحيح هنا.
- زياراتك الميدانية ولقاءاتك الجماهيرية بالمواطنين فى مطروح كثيرة.. بماذا تخرج من تلك اللقاءات؟
- قال المحافظ: الناس هى هدف أى تنمية تحدث فى أى مجتمع وعشان تكون تنمية صح لازم نسمع الناس صح، ونشوف مطالبهم وأوجاعهم وأحلامهم ومش من المنطقى أن تكون علاقتى بالناس ورقية يعنى عن طريق التقارير المكتبية فأنا لا أعتمد عليها كليةً بل أفضل رؤية العين والالتحام بالناس وقراراتى تكون على أرض الواقع، وأضف إلى ذلك أن أى تنفيذى هنا أو هناك عندما يشعر أن المسئول أو المحافظ سيباغته فجأة فى موقعه سيكون على أهبة الاستعداد دائماً وليس وقت الزيارة فقط فالمسألة أو الإجادة لن تكون ديكورا فقط بل سيعمل باستمرار على أن يكون عمله كاملاً.
- لذلك أنا مع ما يفعله الوزير د. أحمد زكى بدر فى المدارس الآن وجولاته المفاجئة. هذا هو الأسلوب الوحيد والضامن لحسن ضبط الأداء فى مدارسانا.
ويعود المحافظ للقاءات الجماهير ويضيف: مؤخراً قمت بزيارة قرية صغيرة جداً اسمها قرية أم الصغير تعداد سكانها لا يتعدى ال«400» نسمة.. زرتهم جلست وسط خيمة كبيرة أقاموها لاستقبالى وسط كل أهل القرية وتناولنا الغداء جميعاً واستمعت لكل مطالبهم والحقيقة كانت مطالب مشروعة ومن حقهم ومن أجل المواطن المطروحى طورنا مركز خدمة المواطنين بالمحافظة لتسهيل التعامل واستلام الشكاوى.
بعض الصحف نشرت لسيادتك صورة وأنت تقبل يد سيدة عجوز فى حفل الأمهات المثاليات فى مقر المحافظة والبعض قال أنها حركة ملفتة من المحافظ ما تعليقك؟
- لم تكن حركة مفتعلة بل كانت حركة لا إرادية فقد رأيت فى تلك السيدة كل ملامح الأمومة وتفجرت بداخلى مشاعر ابن تجاه أمه فهؤلاء هن البركة ونعيش بفضل دعواتهن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.