قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر الشريف، إن الفتوى تتغير بتغير المكان والزمان والأعراف، ولا نريد أن نهدم قواعد الدين من تغيير الفتاوى، لكن فقط نريد أن نخضع ما يستجد تحت مظلة الشريعة الإسلامية طبقًا للقواعد، «لازم الناس تفهم أن تغيير الفتوى ليس تلاعب بالدين». لا يمكن لبدوي أن يشهد على حضري إلا إذا عاش في عالم الحضر وأضاف «أبو عاصي»، خلال حواره في برنامج «لعلهم يفقهون»، مع الشيخ خالد الجندي، الذي يُعرض على شاشة «DMC»، أن تغير الفتوى يعني انتقال بقواعد الشريعة الإسلامية ونسقطه على الأمور الحالية، موضحًا أنه لا يمكن لبدوي أن يشهد على حضري بسبب أخلاف البيئة والأعراف، إلا إذا عاش البدوي في عالم الحضر. أنصاف المتعلمين يفتون بلا علم وتابع عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر الشريف: «في المذهب الحنفي اختلفوا علماءه مع الإمام أبو حنيفة لاختلاف العصر والمكان والبيئة.. غيروا من الفتوى لتغير العصر والزمان، وننبه بأن أهل العلم هو من يُقدر الفتوى، بينما أنصاف المتعلمين يفتي بلا علم، وعلى كل حال البيئة تتدخل في تغير الاحكام». وأشار إلى أن المقصود بتغير الزمان تغير العادات والأحوال للناس في زمن عنه في زمن آخر، أو في مكان عنه في مكان آخر مهما اختلفت المؤثرات التي أدت إلى تغير الأعراف والعادات، وقد أُسند التغيير إلى الزمان مجازاً، فالزمن لا يتغير، وإنما الناس هم الذين يطرأ عليهم التغيير. وواصل: «الإنسان إنسان منذ خلق، ولكن التغيير يتناول أفكاره وصفاته وعاداته وسلوكه مما يؤدي إلى وجود عرف عام أو خاص، يترتب عليه تبديل الأحكام المبنية على الأعراف والعادات، والأحكام الاجتهادية التي استنبطت بدليل القياس أو المصالح المرسلة أو الاستحسان أو غيرها من الأدلة الفرعية».