لم تتخيل عايدة معتمد 35 سنة أن تكون نهايتها على يد رفيق دربها الذى ضحت من أجله سنوات طويلة ورفضت الانفصال عنه، وقررت البقاء فى عصمته بالرغم من عدم قدرته على الإنجاب، 18 عاما قضتها «عايدة» وهى محرومة من نعمة الأطفال، كانت تتمزق كلما شاهدت أبناء جيرانها يلعبون أمام منزلها، لكنها لم تشعر زوجها بما يجيش بداخلها، حتى فوجئت به يمطرها بوابل من الرصاص بعد أن نفد صبرها وطلبت الطلاق. الجريمة هزت قرية بهرمس بالجيزة، فقد كشفت عن إصرار المتهم على الانتقام بعد أن أمسك ببندقية آلية وأطلق منها 30 طلقة فى جسد زوجته حتى تحولت إلى أشلاء، الأهالى تجمعوا على صوت الرصاص ليشاهدوا مشهدا مأساويا يصعب وصفه، جثة المجنى عليها وسط بركة من الدماء فى غرفة بمنزل أسرتها وبجوارها زوجها حاملا بندقيته وعندما حاولوا الإمساك به أطلق 30 طلقة أخرى فى الهواء ثم لاذ بالفرار، وتوجه إلى منزله واستبدل ملابسه الملطخة بالدماء، حتى وصل رجال المباحث وتم القبض عليه وأحيل إلى النيابة، وأكد المتهم أن زوجته كانت تعايره بعدم الإنجاب، وأصرت على الطلاق عدة مرات، وهو الدافع لارتكابه الجريمة، وأضاف المتهم الذى حاول إخفاء ارتباكه فى التحقيقات التى أجراها معه «محمد عبدالمنعم علما» مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، أنه تزوج المجنى عليها منذ 18 سنة ولم يُرزق بالأطفال، حتى ساءت حالته النفسية بعدما بدأت زوجته تعايره فى حين أن الجيران كانوا يُطلقون عليه لقب «أبو كريم». وأضاف المتهم أنه تشاجر مع زوجته التى نهرته بعد عودته إلى المنزل متأخراً وقالت له «أنت مالكش عازة فى البيت، ودايماً ترجعلى متأخر» الأمر الذى أثار حفيظته وانهال عليها بالسباب وقام بضربها وهددته بطلب الطلاق منه وتوجهت إلى منزل والدها الذى بقيت فيه قرابة الشهر، وأشار المتهم إلى أنه توجه صباح يوم الحادث إلى منزل والد المجنى عليها وقام بإخفاء بندقية آلية فى ملابسه، وعند باب المنزل تقابل مع شقيقها «محمد» وطلب منه التحدث إلى زوجته، وبعد 3 دقائق احتدم النقاش بينهما، حتى بدأت فى معايرته من جديد فأخرج السلاح من طيات ملابسه وأمطرها بوابل من الرصاص، واعترف المتهم بشرائه السلاح المستخدم فى الجريمة من أجل حماية ممتلكاته، وبعد انتهاء التحقيقات اقتادته النيابة فى حراسة أمنية مشددة، أشرف عليها العميدان مجدى عبدالعال رئيس مباحث قطاع أكتوبر وحسام فوزى مفتش المباحث إلى مسرح الجريمة وفرضت الشرطة كردونا أمنيا حول المنزل الذى شهد الجريمة وقام المتهم بتمثيل جريمته، وقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. فى حين استمعت النيابة بإشراف المستشار محمد زكرى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة لأقوال شاهدة الواقعة «ابتسام صبحى» 13 سنة نجلة شقيق المجنى عليها التى قالت: «أنا كنت رايحة الامتحان وعمو عصام جا البيت وقالى فين عايدة؟ أنا رحت صحيتها من النوم، وقعدوا يتكلموا مع بعض وبعد وقت قصير سمعنا ضرب نار، وعمو عصام جرى، ولما دخلنا لقينا عمتى غرقانة فى دمها». فى حين استمعت النيابة إلى جار المجنى عليها «رضا محمود على» محام وقال: «أثناء تناول وجبة الإفطار سمعت إطلاق نار كثيف وفتحت الباب فوجدت المتهم خارجا من عند المجنى عليها، وبيده «رشاش» وحاولت اللحاق به إلا أنه أطلق النار فى الهواء عندما شاهد الناس وهرب». التقت «الوطن» أسرة المجنى عليها أمام مشرحة زينهم حيث أكد «صابرأبوعامر» نجل خالة المجنى عليها أنها كانت تحبه، وأضاف أن المتهم كان يحب زوجته، وشديد الغيرة عليها، وكان يمنعنا من رؤيتها، على الرغم من أننا فى مقام الأخوة، إلا أن الخلافات الزوجية بينهما كانت مستمرة كأى زوجين، وكان شديد التأثر عندما يرى الأطفال تلعب وتلهو وهو عاجز تماماً عن أى شىء، الأمر الذى أثر بالسلب على حالته ومعنوياته، وأوضح أن المتهم كان يتضجر وبلغ منه اليأس مبلغاً، خاصة أنه ملك من الدنيا كل شىء إلا الأطفال، وعن يوم الحادث يقول «صابر» إن المتهم توجه إلى منزل والد المجنى عليها فى الصباح بعدما توجه شقيقها إلى العمل، وطرق الباب ففتحت له زوجة شقيقها وابنتها، وطلب منها إيقاظ المجنى عليها، وجلسا يتحدثان وبعد 5 دقائق تجدد الخلاف وأمطرها ب30رصاصة من سلاح آلى كان بحوزته فى أنحاء جسدها أودت بحياتها فى الحال وسقطت غارقة فى دمائها، وقام المتهم بالهرب من المنزل، وحاول إرهاب الجيران الذين تجمعوا على صوت الأعيرة النارية حيث أطلق عدة أعيرة نارية فى الهواء ثم لاذ بالفرار» كما أكد «صابر» أنه مذهول مما حدث، وكيف يُقدم المتهم على مثل هذه الطريقة ليتخلص من يأسه وإحباطه وأضاف: «دى حاجة صعبة إزاى عصام يعمل كده». البداية كانت بتلقى اللواء أحمد سالم الناغى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة بلاغاً من «محمد عتريس» بمقتل شقيقته على يد زوجها بعد تزايد الخلافات بينهما، فانتقل إلى مكان الواقعة اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية يرافقهما المقدم حسام الدين أنور رئيس مباحث إمبابة والمقدم بهاء الدين سالم وكيل المباحث. وتبين أن المجنى عليها تدعى «عايدة معتمد» 35 سنة متزوجة من المتهم «عصام» 42 سنة منذ أكثر من 18 سنة وتوجد بينهما خلافات زوجية بسبب تعاطى المتهم المخدرات وعدم الإنجاب، وتبين أن الضحية ملقاة فى صالة الشقة غارقة فى دمائها وبجوارها30 طلقة فارغة.