في الآونة الأخيرة كثرت حالات التحرش القبيحة، وكثر الكلام عنها في كل مكان، في الفضائيات وفى البيوت وفى الشوارع و"فى كل مكان ممكن تبقى حضرتك موجود فيه، وللأسف محدش فكر في الحل. ولكن أكتر حاجة لفتت نظري الناس بتوع حقوق الإنسان اللي زاطوا فى الزيطة"، وكالعادة، شجب وإدانة و"الذى منه"، ولم نرَ أيًا منهم وقد شغلته دراسة المشكلة ومعرفة أسبابها التاريخية أو المجتمعية والأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة بهذا القبح، في مجتمع من المفترض أنه مجتمع متدين بالفطرة كما يقولون. إن الضحية الشهيرة التي نهشتها مخالب ذئاب ميدان التحرير، أشعرتنا جميعا بأننا نعيش في مجتمع سقطت فيه القيم والدين وبقايا الأخلاق، ورأينا الجناة وكأنهم كائنات غير آدمية، لا تفكر إلا في إشباع غرائزها حتى ولو كان ذلك على حساب الرجولة والمروءة والآداب العامة. "ولو قعدنا ندّن في مالطة عُمر المشكلة دي ما هتتحل طول ما احنا بنتكلم عن العَرَض ولا نعالج المرض ذاته، لأننا من زمان وبلدنا بتحل مشاكلها بطريقة المسكنات أو أنصاف الحلول، وللأسف مفيش حد بيحاول يحل المشكلة بشكل علمي عشان يقضي عليها من جذورها". "كل الدول اللي اتقدمت وسبقتنا بمراحل، كان سبب تقدمها إنها إما أنها قلّدت تجارب الدول الأخرى أو أنها قررت ان تواجه مشاكلها بجراءة، ولذلك لو عايزين مشكلة التحرش تتحل صح يبقى لازم تصدقوا إن القوانين عمرها ما هتمنع جريمة ولا هتقوّم أخلاق، فتجارة المخدرات مثلا تزداد يوما بعد يوم على الرغم من وجود القوانين التي تجرمها من قديم الأزل". "يبقى عشان نحل المشكلة صح، لازم في الأول نسأل نفسنا إيه هي الأسباب اللي خلت الشباب يوصل لكده، (إحيات النبي) ما أنت قايل أنا اللي هقول، خد عندك يا سيدى: أولاً: إن الشباب من الناحية الدينية ميح خالص. ثانياً: إن الشباب مش قادر يتجوز لأنه عاطل ومفلس. ثالثاً: إن الشباب محاط بمغريات كتيرة سواء كانت على الفضائيات أو الانترنت أو على أرض الواقع، ركز شوية في حكاية أرض الواقع دي. رابعا: ما وصل إليه الشباب من تدنى خلقي كان نتيجة التلات أسباب اللي فاتت، وطالما إن اللي بيعمل الغلط مش واخد باله إن ربنا شايفه، يبقى إزاي هيشوف القوانين حتى لو كانت بتقطع الرقبة، طيب هي دي المشكلة فين الحل بقى". "وغلاوتك ما انت قايل برضه، أنا اللي هقول، الحل الصحيح لازم يبدأ من جوه البيوت والمدارس والجامعات والمجتمع كله، ده بالنسبة للجيل اللي لسه تحت السيطرة، أما الجيل اللي خلّص تعليم أو متعلمش من أصله، مفيش قدامنا غير سيف القانون أو الضرب على القفا". مات الكلام.