لم تعد منطقة الفجالة بمكتباتها مصدر جذب لأولياء الأمور لشراء مستلزمات أبنائهم من الأدوات المدرسية خاصة هذا العام، فلأول مرة يشعر زبائن هذا الحى أن أسعار مكتباته لا تختلف كثيراً عن الخارج. أكبر سوق جملة للأدوات المكتبية فى مصر، ارتفعت أسعاره 40% مقارنة بالعام الماضى، فدستة الكشاكيل مثلاً ارتفع سعرها من 12 إلى 16 جنيهاً، ودستة الأقلام الرصاص ارتفع سعرها من 16 إلى 20 جنيهاً، وهو ما أدى إلى عزوف البعض عن الشراء فيما اضطر البعض الآخر إلى الشراء رغماً عنه. عم خالد محمد، أحد الباعة، أكد أنه منذ 10 سنوات لم تشهد الأسعار هذا الارتفاع: «مش عارف السبب والله لكن كل اللى أقدر أقوله إنه مش بإيدينا، إحنا مجرد وسيط بين الشركات المصنّعة والزبائن». كلمات عم خالد، التى أراد بها إخلاء ذمته هو وغيره من التجار، كانت بداية لحديثه عن مستوى ارتفاع الأسعار، مؤكداً أن الغلاء ظهر بشكل فاحش فى «شنط المدارس» التى ارتفعت أسعارها من 35 إلى 55 جنيهاً. عمرو محمود، صاحب مكتبة، اعتبر أن ارتفاع الأسعار لم يؤثر على الزبائن فقط، بل على التجار أيضاً فى مكسبهم الذى انخفض مقارنة بالعام الماضى إلى حوالى 20% بسبب الكساد الذى أصاب السوق بقوله «الخسارة ماكنتش على الزبائن بس دى كانت علينا إحنا كمان». امتثال محمود (45 عاماً) أحد أولياء الأمور، هربت من ارتفاع الأسعار فى المكتبات لتجد الأسعار نفسها فى سوق الجملة، قالت امتثال: «ابنى محمد دخل المدرسة السنة دى وطلبوا منه حاجات لما سألت عليها فى المكتبات لقيتها غالية.. فجيت هنا الفجالة لقيت الأسعار زى بره». بلهجة يغلب عليها الحيرة قالت وهى تقلّب فى بضائع إحدى المكتبات: «حرام اللى بيعملوه ده يعنى آجى الفجالة مخصوص علشان رخص أسعارها يقوموا يقطموا وسطى ويخلونا ندفع الطاق طاقين».