شهدت أسعار الخضراوات والفاكهة ارتفاعات قياسية خلال الفترة الماضية وصلت إلى 300% فى بعض الأنواع.وأرجع التجار ارتفاع الأسعار إلى التغيرات المناخية التى أدت إلى قلة الإنتاج، وإتلاف كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدل إنتاجية بعض المحاصيل إلى 70% مقارنة بالعام الماضى. وقال اللواء محمد أبوشادى، المستشار السابق لوزير التموين والتجارة الداخلية، إن تراجع معدلات الإنتاج أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة بطريقة غير مسبوقة وصلت إلى ثلاثة أضعاف سعرها فى السابق نتيجة قلة المعروض منها. وارتفعت أسعار الطماطم إلى 6 جنيهات حالياً بنسبة ارتفاع 300%، بجانب زيادة أسعار «الفاصوليا» و«البامية» و«البسلة» و«الكوسة» التى تتراوح أسعارها بين 3 و10 جنيهات حالياً، كما شهدت أسعار الفاكهة ارتفاعات كبيرة خاصة «العنب» و«المانجو» و«البطيخ» و«الكانتلوب». وأكد «أبوشادى» أن نسبة الفاقد من المحصول الأساسى بلغت 35% فى فترات كبيرة بسبب سوء عمليات الفرز والتداول واستخدام الأقفاص غير المطابقة للمواصفات، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء وتلف كميات كبيرة من المحصول. وتوقع المستشار السابق لوزير التجارة زيادة جديدة فى الأسعار خلال الفترة المقبلة، مطالباً بإعلان تصور واضح للسيطرة على الأسعار وفرض رقابة مشددة على التجار ووقف انفلات الأسواق. وقال إيهاب بركات، تاجر خضر وفاكهة بسوق الجملة بشبين الكوم، إن الظروف المناخية واختفاء السولار أسهما فى إتلاف المحاصيل نتيجة تأخر نقل المحاصيل واستخدام مبيدات ضارة، ما أدى إلى إهدار كميات كبيرة من المحاصيل بسبب انتشار آفات «السوسة» فى محاصيل «الطماطم» و«الكوسة» و«الفاصوليا». وشكا «عبدالله عبدالعال»، بائع خضراوات وفاكهة، من غلو الأسعار: «ده خلى الزباين بقت تشترى النص بالنص.. اللى كان يشترى 2 كيلو بقى يشترى كيلو أو نص كيلو»، مؤكداً أنه يجادل طوال اليوم مع المواطنين حول زيادة الأسعار «إحنا مالناش ذنب.. هى بتيجى كده غالية من تجار الجملة»، «الرجل الأربعينى» يقول إن المعاناة تشمل أسعار بعض أنواع الفاكهة «أسعارها ثابتة عدا المانجو والبطيخ بتزيد فى آخر الموسم عشان الكمية بتقل». «الطماطم» كابوس يطارد المواطنين والتجار معاً، فأسعارها «طالع نازل»، أحمد العبد، موظف حكومى، يتساءل: «لما كيلو الطماطم يبقى ب8 جنيه نشترى باقى لوازم المعيشة إزاى وبكام؟»، مؤكداً أن زيادة أسعار الخضراوات أصبحت عادة سنوية تتبدل كل سنة على نوع معين، يطلق التجار لقب «المجنونة» على الطماطم؛ لعدم استقرارها على سعر محدد، يقول «عبدالله»: «القوطة لما بتغلى وترجع ترخص فجأة بتخسر البياع لأنه بيشتريها غالية من الأول». «التجارة دى عرض وطلب» قالها «السيد زرزور»، بائع فاكهة، مرجعاً زيادة الأسعار إلى ارتفاع درجة الحرارة وتلف النباتات «ده من عند ربنا ومش بإيد الحكومة ولا الرئيس أى حاجة».